"اسرائيل اليوم" : إستراتيجية جديدة تجاه إيران عنوانها قطع رأس الأفعى

ارئيل كهانا.jpeg
حجم الخط

بقلم: أريئيل كهانا

 


الاغتيالات تكون أحياناً وسيلة لنقل الرسائل. أي أنه اذا قرر اكس قتل واي فهذا ليس فقط لأن واي يشكل خطراً فورياً، بل لأنه توجد اعتبارات أخرى.
هذا تفسير محتمل للتطورات الاخيرة ازاء ايران. من بعيد يظهر الأمر وكأنه جولة اخرى من اللكمات بين النظام الايراني وأعدائه. ومن قريب يظهر أن هناك شيئاً جديداً يبدأ وهو أن اسرائيل بالفعل هي التي تقف من وراء قتل حسن سيد حديري في وسط طهران، مثلما نشرت وسائل الاعلام العالمية. لذلك، هذه العملية توضح من جديد ميزان القوة بين القدس وطهران.
اليكم تسلسل الاحداث. منذ آذار 2022 نشرت في العالم تقارير حول إلحاق الضرر بصناعة الطائرات المسيرة في ايران. توقيت القصف السري لم يكن صدفيا. قبل فترة قصيرة قامت ايران بإجراء تجربة لإطلاق طائرات مسيرة نحو اسرائيل. وهذه الطائرات تم إسقاطها بعيدا عن حدود البلاد. ولكن بالنسبة لاسرائيل تم فتح الدفتر واليد قامت بالتسجيل والرد لم يتأخر.
مؤخرا تم الكشف عن محاولات ايرانية لإلحاق الضرر بشخصيات يهودية معروفة، رجال الاعمال يئير غيلر في تركيا وتيدي ساغي في قبرص (اللذين تم انقاذهما في اللحظة الاخيرة) وبرنار انري ليفي في فرنسا وغيرهم. هنا ايضا كان من يريد ارسال رسالة تفيد بأن هذه الافعال لن تمر بدون أي رد. وهكذا تم دفع الثمن من قبل الحديري.
الاصابة المباشرة للقوات المعتدية في ايران ليست بالصدفة. وهي تعكس تغييرا استراتيجيا يهدف الى قطع، ليس فقط اذرع الاخطبوط، بل ايضا رأسه.
ايران قامت ببناء وتشغيل لعشرات السنين استراتيجية الملقط الذكية ضد دولة اسرائيل. وهي تحيط بلادنا بالمنظمات المعادية، حماس في غزة وحزب الله في لبنان ومليشيات في سورية. وفي اليوم الموعود هي تريد أن تستخدمها بالتوازي مع القنبلة النووية وبهذا تشل حركة اسرائيل. بدلا من اللعب في الملعب الخارجي الذي اختارته ايران لنا يجب ضربها في بيتها. هذه الاستراتيجية التي تحدث عنها رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، طوال سنوات. العلامات الميدانية تظهر أنه يتم تطبيقها بالفعل.
حدث أمس خلل في المفاعل النووي الايراني في برتشين. حيث أنه لا اساس من الصحة حول توقف اسرائيل عن استهداف المشروع النووي الايراني. هناك من يريدون القول للايرانيين بأنهم غير آمنين في بيوتهم وأن الخطر يهددهم في كل مكان وفي كل وقت.
كل من يحاول الاضرار باسرائيل سيكون معرضا الى أن يرسل للالتقاء مع 72 حورية. هذه هي المعادلة الجديدة.
في نهاية المطاف، ايران هي دولة كبيرة وبعيدة عن اسرائيل وقريبة من القنبلة النووية. مع وجود اتفاق أو بدونه لن يكون من السهل قطع رأس الافعى.

عن "اسرائيل اليوم"