صحيفة: أوباما أعطى الضوء الأخضر لتنصت على نتنياهو

أوباما
حجم الخط

رغم إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل عامين عن وقف الولايات المتحدة التنصت والتجسس على رؤساء وزعماء دول حليفة وصديقة للولايات المتحدة، يبدو أن ذلك لم يمنع الرئيس الأمريكي من السماح لوكالة الامن القومي الأمريكية من التنصت لمكالمات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الفترة الحاسمة للمفاوضات حول المشروع النووي الإيراني في تموز المنصرم.

من جانبه قال مسؤول أمريكي لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت القضية إن قيام وكالة الامن القومي بجمع معلومات ومضامين محادثات خاصة بين مسؤولين وزعماء اسرائيليين مع مشرعين أمريكيين وأعضاء كونغرس وزعماء المجموعات والمؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة، يثير العديد من التساؤلات حول شرعية هذه الخطوة التي قد تؤول الى اتهام البيت الأبيض بالتجسس على الكونغرس وانتهاك الدستور الأمريكي.

ويشير التقرير الى أن البيت الأبيض اعتبر أن جمع المعلومات قد يساهم في التصدي لحملة نتنياهو ضد الاتفاق النووي. ويقول مسؤول أمريكي للصحيفة "لم نقل للوكالة قوموا بذلك، لم نقل لا تقوموا بذلك"، في إشارة الى أن المسؤولين في البيت الأبيض كانوا يخشون التوجه بطلب رسمي للجنة مجلس الشيوخ الأمريكي المختصة بالشؤون الأمنية. وقال المسؤول إن البيت الأبيض سمح لوكالة الأمن القومي "أن تختار ما تشاركه وما لا".

وكشف التنصت الأمريكي للبيت الأبيض كيف قام نتنياهو مستشاريه بتسريب معلومات من المفاوضات والتي حصلوها عن طريق عمليات تجسس اسرائيلية، لأعضاء كونغرس ومجموعات يهودية أمريكية في محاولة للحصول على دعمهم ضد الصفقة النووية، بينما أشار مسؤول سابق بالادارة الأمريكية الى أن السلطات الاسرائيلية فحصت مع مشرعين أمريكيين ما يطلبونه لأجل الفوز بصوتهم في التصويت على الصفقة بالكونغرس.

وقبل فضيحة سنودن لم تكن تخشى السلطات الأمريكية التجسس على زعماء دول صديقة وحلفاء لأن الأمر كان سريا للغاية، ولكن الملفات التي سربها سنودن وكشفت تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على زعماء دول صديقة كالبرازيل وألمانيا وفرنسا مذ ذاك الحين، أدت بالسلطات الأمريكية لاعادة دراسة خطواتها ما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما للاعلان في خطابه مطلع 2014 عن كبح عمليات التجسس والتنصت.

وليست المرة الأولى التي تقوم السلطات الأمريكية بالتنصت على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على اساس أن ذلك "يخدم أهداف الأمن القومي" وفقا لمسؤولين حاليين وسابقين.

وكان البيت الأبيض قد أوقف العام المنصرم التنصت على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عقب فضح ذلك، ما تسبب بأزمة ثقة بين الدولتين الحليفتين.

ويعتبر نتنياهو من كبار المنتقدين للاتفاق النووي والمفاوضات النووية وسبق أن طالب بدلا من ذلك مواصلة الضغط على إيران لتفكيك برنامجها النووي. وبحسب ادعائه فإنه لا يمكن الوثوق بإيران، وأن ترك المنشئات النووية الإيرانية سليمة – كما في اتفاق الإطار، فسوف يسمح للإيرانيين في نهاية المطاف انتاج قنبلة نووية. ووصف موظفون آخرون الصفقة أنها "استسلام خطير" إلى إيران.