استجوابات أرسلتها بعد أن سمعت في جنين شهادات عن اقتحام وحدة “اليمام” لحي الهدف، وقصف بيت عائلة الدبعي بصاروخ في الوقت الذي كانت فيه العائلة داخله، بما في ذلك 11 طفلاً، ثم أخذ أب وابنته كدرع بشري لرجال الشرطة. لم يرد “الشاباك”، والشرطة أعطت جواباً عاماً (“خلافاً كلياً لما قيل”، “القوة عملت بشكل قيمي ومهني”، “سنواصل الدفاع عن مواطني إسرائيل”)، ورفضت التطرق إلى الأسئلة المفصلة، المطروحة هنا تقريباً بشكل كامل:
في أي ساعة بدأتم في دعوة محمد الدبعي وعائلته للخروج من البيت؟
في الساعة السادسة تقريباً قمت بإطلاق صاروخ على بيت جد وجدة محمود. تم تدمير غرفة النوم بالكامل. ولحقت أضرار بأجزاء أخرى في البيت أيضاً، وقال محمد وأبناء عائلته إن ضجة الانفجار أيقظتهم من النوم، وبعد ذلك سمعوا نداء بالخروج. هل عرفتم أنكم تقصفون بيت الجد والجدة؟ (71 و66 سنة)؟ من الذي أعطى أمر قصف المبنى قبل أن يظهر بيت العائلة إشارات على أنهم استيقظوا؟ أليس قصف الشقة بصاروخ في السادسة صباحاً مخالفاً لإجراء “وعاء الضغط” الذي يمكن أن يسمح لسكان البيت (الذين هم غير مطلوبين) بمعرفة أنهم محاصرون، ثم منحهم الوقت للخروج منه؟ ما ردكم على شهادات تبين أنكم قصفتم البيت دون إنذار مسبق يسمح للسكان بالخروج منه؟
هل تؤكدون أنكم في النهاية قصفتم البيت، الطابقين، بسبعة أو ثمانية صواريخ؟ هل تؤكدون أنكم استخدمتم “روبوت” لتصوير البيت؟
في مرحلة معينة أوقفتم الأب خارج بيت الجيران، الذي تحصنتم فيه، في انتظار خروج المطلوب. أطلق محمود النار من داخل البيت نحو الخارج. أحد الجنود وضع بندقيته على كتف الأب وصوبها نحو باب البيت. هو (أو جندي آخر) فعل ذلك أيضاً عندما همّ محمود بالخروج من البيت. أليس هذا استخداماً ممنوعاً وغير قانوني لأحد أبناء العائلة كدرع بشري؟
من الذي أعطى الأمر باستخدام الأب محمد كدرع بشري؟ هل هذا كان مبادرة لجنود في المكان أم تم هذا حسب تعليمات الضباط؟
قال ضابط “الشاباك” للأب محمد، عبر الهاتف، بأنه ينوي قصف وإحراق الطابق العلوي. فقط بهذه الطريقة تبين للأب بأن ضابط “الشاباك” لا يعرف أن شقيقيه وعائلاتهما ما زالوا في الطابق العلوي. وبعد التحدث مع رجال “الشاباك”، تم إخراج الشقيقين وعائلاتهما من الشقق. هل يعدّ فحص معلومات ضرورية، مثل ما إذا كان في البيت أشخاص أم لا، من مسؤوليتكم أم من مسؤولية “الشاباك”؟ ما ردكم على استنتاج أنكم لم تعملوا قط على معرفة من الذي يعيش في الطابق العلوي وأن حياة السكان فيه في خطر، وأنه يجب إخراجهم من البيت؟ عند خروجهم، طلب من والدة محمود وابنتها وأولادها الصغار الابتعاد بضع عشرات الأمتار عن البيت والوقوف بجانب الجنود الذين تم وضعهم في زاوية الشارع. الطفلان 4 و9 سنوات، كانا مذعورين من إطلاق النار القريب منهما. وفي نهاية الأمر، وافق أحد الجنود على السماح لهم بالدخول إلى بيت الجيران. هل تم أخذ الأم من أجل إقناع محمود بالخروج من البيت؟
في الساعة الثامنة، طلب أحد الجنود من الابنة التي لم تبلغ الـ 17 بعد، الوقوف بجانب السيارة العسكرية. في هذا الوقت بالضبط، ازداد إطلاق النار من قبل مسلحين فلسطينيين. وحسب قولها، طلبوا منها الوقوف هناك مدة ساعتين، في حين كان إطلاق النار حولها. عندما خفضت رأسها خوفاً صرخ عليها الجندي وطلب منها رفع رأسها. حسب قولها، صرخ عليها متهماً إياها بـ”مخربة”، وقال بأن عليها الاستعداد لوداع شقيقها (أي أن تستعد لموته). هل كان أخذها كدرع بشري للجنود، الذي يعد عملاً محظوراً وغير قانوني، مبادرة من الجنود في السيارة العسكرية أم تعليمات من أعلى؟
قبل نصف ساعة على تسليم محمود لنفسه، أطلقتم النار بشكل كثيف باتجاه البيت المجاور الذي يعيش فيه شقيقه أنس. هل قمتم بدعوته قبل ذلك للخروج من البيت ولم يخرج، ما دعاكم لإطلاق النار داخل البيت؟
هل أبلغت المراسلين أنكم اعتقلتم مطلوبين (في حين أن أنس تم إطلاق سراحه في ذاك الصباح)؟
جاء في تقرير بموقع إسرائيلي إخباري أنكم أطلقتم صاروخاً، ولكن ليس مكتوباً في هذا التقرير بأن الأمر يتعلق ببضعة صواريخ. هل هذا الحذف من قبل وسائل الإعلام أم أنكم لم تبلغوا عن إطلاق بضعة صواريخ؟
سألت “الشاباك”، هل اختياركم لطريقة الاعتقال “وعاء الضغط” (التي استخدمت هنا) كان من قبل “الشاباك” أم من قبل القوة المنفذة؟ هل مسؤولية إخراج جميع الأشخاص من البيت قبل القصف هو من مسؤولية “الشاباك” أم القوة التي تقوم بالاعتقال. سمحت لنفسي بالسؤال: هل تدمير البيت واحتجاز أبناء عائلة كدرع بشري وتخويف الأطفال لساعات طويلة هي الطريقة الأكثر فعالية من أجل الاعتقال؟
هنا أضيف سؤالاً آخر: أليست هذه هي الطريقة الوحيدة لتثبت للشباب الفلسطينيين بأن الرد الوحيد على قامعيهم الإسرائيليين هو الكفاح المسلح؟