دعا أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، المشاركين في مؤتمر اتحاد عمال النرويج (LO)، إلى الضغط على إدارة صندوق التقاعد الحكومي في النرويج (صندوق النفط) لوقف تعامله مع المستوطنات الإسرائيلية وسحب استثماراته منها.
جاء ذلك في كلمة فلسطين ألقاها سعد أمام المؤتمر، مساء يوم الثلاثاء، بحضور ومشاركة سفيرة دولة فلسطين لدى النرويج ماري انطوانيت سيدين، قائلًا: إن "صندوق النفط النرويجي يعد من أبرز المتعاملين مع المستعمرات الإسرائيلية لغاية تاريخيه، وهو أمر بحاجة لتصويب، عبر الضغط على إدارته للعدول عن ما ذهبت إليه في مواصلة تعاملها مع تلك المستعمرات، وسحب استثماراتها منها".
ونقل سعد للمشاركين في المؤتمر تحيات الطبقة الفلسطينية العاملة، مشيدًا بالدعم الكبير الذي يحظى به عمال وعاملات فلسطين من اتحاد عمال النرويج تاريخيًا، بقيادة المرحوم هانس كرستيان، ومساهمات الاتحاد الجبارة في دعم الكفاح الوطني الفلسطيني العادل، سيما مبادرته المهمة "لا تشتري من الاحتلال"، والتزامه الواضح بتأييد الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، ووقوفه الحازم ضد الشركات التي ثبت تعاونها وتعاملها التجاري مع المستعمرات الإسرائيلية المقامة فوق الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وقال: "ما تزال فلسطين تنزف يوميًا بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وحرمان شعبنا من التمتع بحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كباقي شعوب الأرض، وذلك في محاولة بائسة من دولة الاحتلال الإسرائيلي لشطب شعبنا من الوجود، والاستئثار بأرضه وممتلكاته، ومواصلة بناء المستعمرات وهدم المزيد من منازل السكان الأصليين وتهجيرهم، وإحلال مهاجرين يهود مكانهم".
ولفت إلى ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق العمال، حيث ينفذ يوميًا عمليات ملاحقة عسكرية صاخبة لهم، يستخدم خلالها الذخيرة الحية والكلاب البوليسية والطائرات المسيّرة، وتنتهي بإصابة العديد منهم بجراح مميتة، وذلك بحجة أنهم يعبرون الحدود دون الحصول على تصاريح الدخول اللازمة لإسرائيل، ويقوم بالأمر نفسه بحق عمال قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 15 عامًا، ولم يسلم الصيادون الفلسطينيون من رصاص جيش الاحتلال فقتل ثلاثة منهم بتاريخ 7 آذار 2021، خلال رحلة صيدهم في بحر خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف: "كما يعاني عمالنا ويلات التفتيش اليومي والمذل على الحواجز العسكرية الإسرائيلية المقامة داخل الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعمليات القمع الوحشية للمصلين المسلمين والمسيحيين في مدينة القدس".
وتابع: "قد شاهدتم كما شاهد العالم أجمع، كيف قتل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي كانت ترتدي الزي المتعارف عليه للصحفيين ومزودة بكل علامات وإشارات الصحافة الدولية، بما في ذلك السترة والخوذة، الأمر الذي لم يشكّل مساسًا بصحفية أو بمواطن فلسطيني فحسب، بل شكل إعتداءً على حرية الصحافة وحرية الرأي حول العالم".
وأشار إلى أن هذا الوضع المتسم بالتصعيد المستمر، هو نتيجة لغياب أفق سياسي لعملية السلام، ونتيجة لتراخي الدول الكبرى في رعاية تلك العملية والاهتمام بها ودفعها للأمام، داعيًا المؤتمر لممارسة ما يمكنه من تأثير وضغط، لوضع حد للاضطراب المستمر في فلسطين، ودفع حل الدولتين إلى الأمام، وتمكين شعبنا من حقوقه التي أقرتها له الشرعية الدولية منذ عام 1967 حتى الآن.
وقال: "العالم اليوم، الذي يتناسى عن عمد معاناة الشعب الفلسطيني، مطالب باستخدام مسطرة واحدة لقياس انطباق قواعد القانون الدولي من عدمه في كل الحالات المتماثلة، وإلا فقد احترامه لدينا، وحوّل نفسه لأداة مضللة تبسط الظلم وتستر عورات الاستعمار وتتواطأ معه لقهر الشعوب".
وفي ختام كلمته، طالب سعد، المؤتمر التوصية بدعم كامل حقوق شعبنا المشروعة، وإدانة استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، ومقاطعة المستعمرات الإسرائيلية وسحب الاستثمارات منها، ودعم حل الدولتين.