معاريف : «حـمـاس» مُـحـرَجـة ومـتـلـعـثـمـة

طال ليف رام.png
حجم الخط

بقلم: تل ليف رام

 



مرت مسيرة الأعلام بهدوء أمام حماس في غزة، لكن جراح القدس العميقة لا تبشر بالخير لمواصلة الاستقرار الامني في الأشهر القادمة. أمام حماس كانت إسرائيل هذه المرة هي التي وضعت خطاً أحمر ولم تستسلم للابتزاز. مع ذلك ورغم العار، فان جماعات من الشبان اليهود المتطرفين ممن وصلوا امس للاحتفال بعيد القدس، وجدوا بالذات في الهتافات العنصرية "الموت للعرب" والتحرش بباعة البسطات تعبيراً زائداً عن محبة الدولة.
في شرقي القدس يتواصل التطرف – من المشاركة في "الإرهاب" من جانب شبان فلسطينيين، عنف تجاه اليهود، رشق حجارة وأعمال إخلال شديدة بالنظام هي وحدها تحد قاس للحوكمة أهملته إسرائيل لسنوات طويلة. الى جانبها لا يمكن ايضا إغماض العيون وتجاهل ميول مقلقة من التطرف والعنف في أوساط شبان يهود، واستبعاد هذه الميول بالقول انهم في هوامش غير ذات مغزى. حسب محافل انفاذ القانون ينبغي الدخول الى بواطن الامور هنا قبل أن يفوت الأوان.
وعودة الى قطاع غزة: رغم الشبه في ظروف أحداث حارس الأسوار في السنة الماضية، كانت النتيجة هذه المرة مختلفة تماما. في كل حال، فإن التأهب العالي أمام القطاع سيبقى في الأيام القريبة القادمة ايضا. وذلك رغم أن حماس على ما يبدو فهمت بأن ثمن خسارتها سيكون أكبر من الربح الذي يمكن أن تجنيه من تصعيد إضافي مع إسرائيل في هذا الوقت. هذا خليط من الخوف من حرب إضافية، الحاجة الى إعادة بناء القدرات العسكرية وأثمان خسارة اقتصادية جسيمة – من تسهيلات إسرائيل، عبر ادخال الكثير من العمال للعمل من غزة في مناطقنا وانتهاء بمشاريع دولية وفهم بأن اختيار تصعيد آخر سيورط قيادة "حماس" مع المصريين والقطريين على حد سواء.
في هذه الأثناء تشعر حماس بأن بوسعها ان تشعل التوتر داخل إسرائيل بالتحريض والوقوف في وجه ضغوط داخلية في انها لا تعمل عسكريا ضد إسرائيل. ومع ذلك فان ردا من جانب منظمات "الارهاب" في غزة على أحداث في القدس ايضا لا يزال يمكن أن يقع في الأيام القادمة، كنوع من التنفيس. هم ايضا فهموا بان الرد في يوم القدس نفسه سيكون مثابة خط احمر لإسرائيل. الى جانب ذلك، ثبت هذه المرة ايضا بانه بشكل شبه كامل، عندما تكون حماس معنية بذلك فإنه حتى "مارق" واحد لا يوجد في شوارع غزة يقوم بتنفيذ اطلاق نار من القطاع – وهذا ما ينبغي ايضا ان نتذكره في المرات القادمة.
لقد أوصى جهاز الأمن هذه المرة توصية معاكسة لتوصية السنة الماضية ولم يسمح لحماس بالمشاركة عبر التهديد والرسائل في إدارة السياسة الداخلية لإسرائيل. وذلك رغم أن الجهاز كان يعرف انه في قرار عدم تغيير مسار مسيرة الأعلام يوجد قدر من إدارة عاقلة للمخاطر وفهم عميق بان الانثناء أمام حماس ستكون له مضاعفات أخطر للمستقبل من المخاطرة بتصعيد إضافي وإطلاق الصواريخ من القطاع.
في اختبار النتيجة، في جهاز الأمن يعتقدون بأن حماس هي التي توجد الآن في حرج في تفسيرات متلعثمة حول سياستها.

عن "معاريف"