حساسية الطعام شائعة للغاية، وفي الواقع تؤثر على حوالي 6٪ من البالغين و 8٪ من الأطفال، وهذه النسب المئوية آخذة في الارتفاع بشكل ملحوظ، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن ما يقرب من 11٪ من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من حساسية الطعام .

وعلى الرغم من أنه من الممكن أن يسبب أي طعام حساسية، إلا أن معظم حساسية الطعام ناتجة عن ثمانية أطعمة فقط، فوفقًا لإدارة الغذاء والدواء (FDA)، تسبب هذه الأطعمة 90% من تفاعلات الحساسية الغذائية في الولايات المتحدة، من خلال هذه المقالة سنتعرف بالتفصيل على أنواع حساسية الطعام الأكثر شيوعًا.

ما هي حساسية الطعام ؟
حساسية الطعام هي حالة تؤدي فيها بعض الأطعمة إلى استجابة مناعية غير طبيعية، حيث أن هذه الحالة تنتج عن إدراك جهاز المناعة بشكل خاطئ أن بعض البروتينات الموجودة في الطعام ضارة، ومن ثم يطلق جسمك مجموعة من الإجراءات الوقائية، بما في ذلك إطلاق مواد كيميائية مثل الهيستامين، والتي تسبب الالتهاب.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام ، حتى التعرض لكميات صغيرة جدًا من طعام معين يمكن أن يسبب رد فعل تحسسي.

أعراض حساسية الطعام
يمكن أن تحدث الأعراض في أي مكان بعد التعرض لبضع ساعات أو حتى بعد بضعة أيام، اعتمادًا على نوع الحساسية، ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

تورم في اللسان أو الفم أو الوجه
صعوبة في التنفس
انخفاض ضغط الدم
القيء
الإسهال
طفح جلدي مثير للحكة
وفي الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن تسبب حساسية الطعام الحساسية المفرطة، حيث تشمل الأعراض التي يمكن أن تظهر بسرعة كبيرة، الطفح الجلدي المثير للحكة، وتورم الحلق أو اللسان، وضيق التنفس، وانخفاض ضغط الدم، كما يمكن أن تكون بعض الحالات قاتلة.

أنواع حساسية الطعام
حليب البقر
غالبًا ما تحدث حساسية من حليب البقر عند الرضع والأطفال الصغار، حيث إنها واحدة من أكثر حالات الحساسية شيوعًا في مرحلة الطفولة، وتؤثر على 2-3٪ من الأطفال الرضع والأطفال الصغار، ومع ذلك، فإن حوالي 90٪ من الأطفال سيتجاوزون هذه الحالة عندما يبلغون من العمر 3 سنوات، مما يجعلها أقل شيوعًا عند البالغين.
وإذا تم تشخيص حساسية من حليب البقر، فإن العلاج الوحيد هو تجنب حليب البقر والأطعمة التي تحتوي عليه، وهذا يشمل أي أطعمة أو مشروبات تحتوي على الحليب، مثل مسحوق الحليب، الجبن، الزبدة، السمن، والآيس كريم، وقد تضطر الأمهات المرضعات للأطفال المصابين بالحساسية أيضًا إلى إزالة حليب البقر والأطعمة التي تحتوي عليه من وجباتهم الغذائية.

البيض
حساسية البيض هي السبب الثاني الأكثر شيوعًا لحساسية الطعام لدى الأطفال، ومع ذلك، فإن 68٪ من الأطفال الذين لديهم حساسية من البيض سيتجاوزون حساسيتهم عندما يبلغون من العمر 16 عامًا، وقد تشمل الأعراض ما يلي:

ضائقة الجهاز الهضمي، مثل آلام المعدة
تفاعلات الجلد، مثل الطفح الجلدي
مشاكل في الجهاز التنفسي
الحساسية المفرطة 

ومن الممكن أن تكون لديك حساسية من بياض البيض ولكن ليس صفار البيض، والعكس صحيح، هذا لأن البروتينات الموجودة في بياض البيض وصفار البيض تختلف قليلاً، ومع ذلك، فإن معظم البروتينات التي تسبب الحساسية توجد في بياض البيض، لذا فإن حساسية بياض البيض أكثر شيوعًا.

المكسرات
حساسية المكسرات هي حساسية لبعض المكسرات والبذور خاصة التي تأتي من الأشجار، حيث إنها حساسية غذائية شائعة جدًا يُعتقد أنها تؤثر على حوالي 1٪ من سكان الولايات المتحدة وربما ما يصل إلى 3٪ من الناس في جميع أنحاء العالم، ومن بعض الأمثلة على مكسرات الأشجار اللوز، الكاجو، الفستق الحلبي، الصنوبر، والجوز.

وفي الواقع أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية من المكسرات سيعانون أيضًا من حساسية تجاه المنتجات الغذائية المصنوعة من هذه المكسرات، مثل زبدة الجوز والزيوت، لذلك يُنصح بتجنب جميع أنواع المكسرات لأن الحساسية من نوع واحد فقط يزيد من خطر الإصابة بالحساسية من أنواع أخرى من مكسرات الأشجار.

الفول السوداني
مثل حساسية المكسرات، فإن حساسية الفول السوداني شائعة جدًا ويمكن أن تسبب ردود فعل تحسسية شديدة وربما قاتلة، وفي حين أن سبب إصابة الناس بحساسية الفول السوداني غير معروف، يُعتقد أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من حساسية الفول السوداني هم الأكثر عرضة للخطر.

المحار
تحدث حساسية المحار بسبب مهاجمة جسمك للبروتينات من عائلات القشريات والرخويات من الأسماك، والتي تُعرف باسم المحار، ومن أمثلة المحار الجمبري، القريدس، جراد البحر، سرطان البحر، الحبار، والإسكالوب.

والمحفز الأكثر شيوعًا لحساسية المأكولات البحرية هو بروتين يسمى تروبوميوسين، يلعب دورًا في إثارة الاستجابة المناعية، وعادة ما تظهر أعراض حساسية المحار بسرعة.

القمح
حساسية القمح هي استجابة تحسسية لأحد البروتينات الموجودة في القمح، حيث يميل إلى التأثير على الأطفال أكثر من غيرهم، وعلى الرغم من أن الأطفال الذين يعانون من حساسية من القمح غالبًا ما يتغلبو على هذا الأمر عند بلوغهم سن 10 سنوات.

ومثل الحساسية الأخرى، يمكن أن تؤدي حساسية القمح إلى ضائقة في الجهاز الهضمي، وخلايا النحل، والقيء، والطفح الجلدي، والتورم، وفي الحالات الشديدة، الحساسية المفرطة، وغالبًا ما يتم الخلط بينه وبين مرض الاضطرابات الهضمية وحساسية الغلوتين غير الاضطرابات الهضمية، والتي يمكن أن يكون لها أعراض هضمية مماثلة.

فول الصويا
تؤثر حساسية فول الصويا على ما يصل إلى 0.5٪ من الأطفال وتظهر بشكل شائع عند الرضع والأطفال دون سن 3 سنوات، ويتم تشغيلها بواسطة بروتين في فول الصويا أو المنتجات المحتوية على فول الصويا، ومع ذلك، فإن حوالي 70٪ من الأطفال الذين لديهم حساسية من فول الصويا يمكن أن تتراوح الأعراض لديهم من الحكة والفم وسيلان الأنف إلى الطفح الجلدي والربو أو صعوبات التنفس، وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب حساسية فول الصويا أيضًا الحساسية المفرطة.

السمك
حساسية الطعام من السمك شائعة جدًا، حيث تصيب حوالي 7٪ من البالغين، وعلى غرار أنواع حساسية الطعام الأخرى، غالبًا ما يصاب الناس بالحساسية تجاه الأسماك أثناء الطفولة، لكن ليس من غير المألوف ظهور حساسية الأسماك في وقت لاحق من الحياة.

ومثل حساسية المحار، يمكن أن تسبب حساسية الأسماك رد فعل تحسسي خطير ومميت، والأعراض الرئيسية هي القيء والإسهال، ولكن في حالات نادرة، يمكن أن تحدث الحساسية المفرطة أيضًا، ونظرًا لأن الأعراض يمكن أن تكون متشابهة، يتم الخلط أحيانًا بين حساسية الأسماك لرد فعل على ملوث في الأسماك، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو السموم.