وجَّهت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم السبت 4 يونيو 2022، تحذيرًا من أن التصعيد الأخيرة في العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل إيران، يمكن أن يخرج عن السيطرة ويؤدي إلى مواجهة بين الطرفين مفتوحة تطال العالم بأسره.
وأوضح التقرير، أن عمليات الاغتيال التي يتم تنفيذها داخل إيران كانت دوما سرية قبل أن يبدأ المسؤولون الإسرائيليون بإطلاق تصريحات تشمل تلميحان قوية بأن تل أبيب هي وراء تلك العمليات
وقالت الصحيفة: ”خرجت الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران عبر الشرق الأوسط من الظل وظهرت في العلن منذ فترة طويلة، ولكن الآن، على خلفية العديد من الهجمات الإسرائيلية المشتبه بها داخل إيران نفسها، يهدد الصراع المميت بالتصعيد ربما خارج المنطقة“.
يشار إلى أن عدة طائرات دون طيار من طراز "كوادكوبتر"، اقتحمت الأسبوع الماضي منشأة إيرانية للبحوث النووية والدرون في بارشين، ما أسفر عن مقتل مهندس، إضافة إلى أنه أطلق شخصان قبل أيام، النار على ضابط إيراني برتبة عقيد في قلب العاصة طهران، ما أدى إلى مصرعه، بينما أصابت عدة طائرات مسيرة قاعدة إيرانية للطائرات دون طيار غرب البلاد في شهر فبراير الماضي.
وأفادت بأنه على الرغم من عدم الإعلان عن مسؤوليتها رسميًا أبدًا، إلا أن التلميحات غير الدقيقة للمسؤولين الإسرائيليين وتقارير وسائل الإعلام لم تترك مجالًا للشك في مصدر هذه الهجمات، منوهة إلى أن تلكالعمليات هي جزء مما وصفته حكومة نفتالي بينت بعد أقل من عام بقليل في السلطة، بـ“مبدأ الأخطبوط“، وهو توسع جديد وخطير لحملتها ضد القدرات العسكرية والنووية لإيران.
وأضافت الصحيفة أنه ”إذا كانت إسرائيل قد ضربت إيران في الداخل في السنوات الماضية، فقد تم ذلك سرًا وعادةً من خلال جواسيس وهجمات إلكترونية واستهدفت دائمًا العلماء والمنشآت النووية الإيرانية، وعلى مدار ما يقرب من عقد من الزمان أيضًا، لم تُخفِ إسرائيل حملتها من الضربات الجوية، في المقام الأول داخل سوريا، ضد الميليشيات المتحالفة مع إيران وشحنات الأسلحة“.
مستدركة بالقول: ”لكن الآن، يتحدث المسؤولون الإسرائيليون صراحةً عن إستراتيجية جديدة، وقال أحدهم إنها تستهدف رأس الأخطبوط في إيران، وليس فقط مخالبه عبر المنطقة في أماكن مثل سوريا لبنان وغزة والعراق“.
وأعلن بينت في كلمة له الأحد الماضي، أنه وعلى مدار سنوات عديدة، نفذ النظام الإيراني الإرهاب ضد إسرائيل والمنطقة عبر وكلاء لكن لسبب ما تمتع رأس الأخطبوط بالحصانة، متابعًا: ”لقد انتهى عصر حصانة النظام الإيراني“.
وأوضحت الصحيفة أن بينيت أثار لأول مرة صورة للأخطبوط الإيراني منذُ عدة سنوات كما طالب بسياسة أكثر عدوانية، مضيفة: ”ولكن الآن كرئيس للوزراء فهو في وضع يسمح له بتحقيق التحول السياسي الذي تبناه صناع القرار الإسرائيليون الرئيسيون الآخرون“.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هناك أيضًا خطرا متزايدا من الطائرات دون طيار الإيرانية، التي يمكن أن تخترق الشبكة المعقدة للدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي: ”نحتاج إلى قلب الموائد عليها وتجفيف رأس الأخطبوط، ومن أجل القيام بذلك يجب أن تتدهور القدرات الإيرانية“.
ووفقًا للصحيفة، ”من هنا جاءت الهجمات الأخيرة على قواعد الطائرات دون طيار الإيرانية والعقيد حسن صياد خدائي من الحرس الثوري الذي اغتيل يوم الأحد الماضي، الذي يُعتقد أنه مسؤول عن التخطيط للهجمات الإرهابية الخارجية ضد أهداف إسرائيلية“.
وذكرت الصحيفة أن ”الأهم من ذلك على الأرجح للإستراتيجيين الإسرائيليين، تحتاج إيران الآن إلى الاعتقاد بأنها ستدفع ثمناً مباشراً لكل هجوم يقوم به أحد وكلائها، لكن خبراء يؤكدون أن مخاطر هذا النهج الإسرائيلي الجديد واضحة بالفعل“.
وأشارت إلى أن مسؤولين إيرانيين ألقوا باللوم على "إسرائيل" في مقتل خدائي وتعهدوا بالرد، مشيرة إلى تهديدات قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي قال فيها إن ”الشهداء الذين قتلهم الصهاينة هم في مرتبة أعلى، إن شاء الله سننتقم من الأعداء“.
وتطرقت الصحيفة إلى تقارير تحدثت عن أن "إسرائيل" وضعت أنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك القبة الحديدية، في حالة تأهب قصوى بسبب خطر الهجمات الصاروخية من لبنان وسوريا، قائلة: "ستكون هناك سابقة لمثل هذه الضربة، وإن لم تكن مباشرة على إسرائيل إذ إنه في شباط (فبراير) الماضي بعد إصابة أول منشأة إيرانية للطائرات دون طيار، أطلقت إيران عدة صواريخ على ما قالت إنها قاعدة استخبارات إسرائيلية في كردستان العراق تستخدم لإطلاق الطائرات دون طيار المهاجمة“.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: ”إنهم يبحثون باستمرار عن الفرص، أي أهداف يرونها أكثر سهولة وليونة، هناك دائمًا خطر الإرهاب والهجمات من جانبهم“.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: ”يتماشى هذا مع وجهة النظر العامة لحكومة الاحتلال بشأن مخاطر الهجمات المباشرة المتكررة على إيران نفسها، واحتمال حدوث انتقام إيراني، يتحول إلى شيء أكبر“، مشيرة إلى أن حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله في لبنان بدأت كخطأ في التقدير“.