هارتس : «بقايا الهيكل».. ملهى ليلي ديني!

كارولينا ليندسمان.jpeg
حجم الخط

بقلم: كارولينا ليندسمان

 

 


إزاء مركزية جبل الهيكل، من المهم الرجوع إلى الأقوال التي قالها في حينه يشعياهو لايفوفيتش. هناك فيلم رائع في اليوتيوب، فيه التقى البروفسور لايفوفيتش مع عدد من الشباب، معظمهم من الصهيونية الدينية، الذين في حينه ظهروا مثل أشخاص هامشيين سياسيين، والآن يسمعون باعتبارهم التيار العام. يتحدث الشباب عن أهمية جبل الهيكل في العلاقة بين إسرائيل والهه، وهو ينفي أقوالهم بثقة البالغين الذين لا يهربون من المسؤولية عن تعليم الشباب. "البقايا الأثرية في جبل الهيكل ليس لها الآن أي أهمية من ناحية العلاقة بين شعب إسرائيل والهه"، قال لهم. لا توجد أي أهمية، بشكل قاطع. ما تقولونه هذا ببساطة غير صحيح.
هو أيضا حرص على الاستهزاء ممن علموا هؤلاء الشباب هذه الأقوال الخطيرة، التي ليس لها قيمة، والتي يبثونها بمثل هذا التبجح. "يوجد هناك من يرون أن لها قيمة، وأنهم يحولون ذلك إلى ما يشبه الملهى الليلي الديني الوطني. (هل توجد طريقة أفضل وأكثر دقة لوصف ما يحدث في جبل الهيكل في هذه الأيام؟).
أيضا عندما يجد الشباب صعوبة في قبول أقواله هو لا يتنازل لهم. هو يذكرهم بأن "البيت الأول استمر 410 سنوات، والنبي يرمياهو اعتبره مغارة لصوص. لم يخرج منه أي شيء جيد. البيت الثاني استمر 620 سنة". صمت في الاستوديو. بعد بضع ثوان من الصمت أنزل عليهم ضربة الوقائع الساحقة: "المسجد الأقصى يقف هناك منذ 1300 سنة. رسالة لايفوفيتش هي قاطعة: "من يعتبر اليهودية واقعا حيا، فإن كل هذه الأمور ليست هي المركز بالنسبة له".
الحقيقة هي أن روح لايفوفيتش تحلق فوق الهاوية التي أغرق إسرائيل فيها، على مستوى النوايا، حكومة التغيير تحاول بكل القوة الصد، لكن من سيصدون؟ هل أنفسهم؟. في نهاية المطاف كل ما يحدث أكبر منهم بكثير. عندما قال لايفوفيتش إن الاحتلال مفسد فقد شرح شيئا أساسيا عن الاحتلال: لا يمكن التهرب من أنه لا يوجد أحد محصناً، حتى ميراف ميخائيلي أو نيتسان هوروفيتس، اللذان يسيران مع تجديد سريان أنظمة الطوارئ (التي تستمر منذ 55 سنة) والتي تسمح بممارسة الأبرتهايد في المناطق.
في الحقيقة هذا ليس مقالا آخر عن ضعف اليسار أو عن أنه لا يوجد فرق بين اليمين واليسار، بين إيتمار بن غبير وعومر بارليف. هل تعرفون؟ يوجد فرق. ما هو؟ كيف تم التعبير عن ذلك في الواقع؟ من يمكنه في هذه الدولة أن يكبح طاقة المشاركين في مسيرة الأعلام؟ من في هذه الدولة، داخل الحكومة أو خارجها، في عالم القضاء، في عالم الأكاديميا، في وسائل الإعلام، في عالم الأعمال، العالم الفكري والديني، من يستطيع أن يوقف تدهور الجميع وتفكك المجتمع والواقع إلى عوامل؟
من في إسرائيل توجد له المكانة الشخصية لتبريد حرارة جسم الجمهور الذي يغني بشكل صاخب "سأنتقم من عين من عيون فلسطين، ليمحي الله اسمهم"، "الموت للعرب"، "لتحترق قريتكم".
من يمكنه أن يصحح قائد لواء شومرون الذي قال إن "الاستيطان والجيش نفس الشيء"؟، من يمكنه أمام جيش المستوطنين وأمام بوتقة الصهر الصهيونية – الدينية للواقع أمام التوق الآني "لبناء كنيس صغير في الحرم" وأيضا أمام المتحدثين باللغة اليهودية والديمقراطية.
يشرح لايفوفيتش في فيلم آخر الخطر الكامن في تحويل الوطنية إلى برنامج.
وصف لايفوفيتش المستقبل بشكل دقيق لمن يصف ما هو ماثل أمام عينيه، وحذر من "الطريق التي تقود من الإنسانية مرورا بالقومية وانتهاء بالحيونة"، هذه حتى ليست نبوءة. أي أنها ليست أكثر من التنبؤ بأن طريق حيفا تقود إلى حيفا. وأضاف: "هذه هي الطريق التي حقا الشعب الألماني سار فيها حتى النهاية".
بعد ذلك صمت لايفوفيتش للحظة ويبتسم وكأنه عرف بالضبط ما الذي يفكر فيه مجري المقابلة معه. وأكد على ذلك بالقول: "نحن وضعنا أقدامنا على هذه الطريق بعد حرب الأيام الستة".

عن "هآرتس"