انتهت بالأمس اعمال المؤتمر الانتخابي لنقابة الصيادلة في المحافظات الجنوبية "قطاع غزة" بحصول قائمة القدس تحالف "حماس، الجهاد، الشعبية على 7 مقاعد" وحصول "قائمة المستقبل التابعة للتيار على 6 مقاعد" في أجواء ديمقراطية، عبرت عن رغبة جامحة للمشاركين بضرورة المساهمة في إرساء قواعد الديمقراطية، وتغيير عميق في بنيان النظام السياسي الفلسطيني، وفق قواعد الشراكة، واحترام مبدأ المشروعية، وتطبيق مبدأ سيادة القانون، ناهيك عن أن انتخاب مجالس نقابية يساهم في خدمة قطاعات نخبوية، مهمة، وحيوية من قطاعات شعبنا، ورفضا لسياسة الهيمنة والتفرد من أي جهة كانت.
للأسف كان هناك دعوات من المكتب الحركي المركزي للصيادلة في المحافظات الشمالية للكادر الصيدلي الفتحاوي بضرورة مقاطعة الانتخابات، تحت حجج واهية، وبالرغم من ذلك وصلت الانتخابات الى محطتها الأخيرة، ومارس الصيادلة حقهم في اختيار ممثليهم، بإرادة حرة غير مكترثين بالتهديد والوعيد.
وفي نفس التوقيت انتهت اعمال انتخابات نقابة الاطباء في الشطر الٱخر من الوطن "الضفة الغربية"، مع نتائج صادمة لكل الفتحاويين، فوز ساحق للكتل المستقلة، على حساب حركة فتح.
خسرت فتح في انتخابات نقابة الاطباء في مدن الضفة الغربية والقدس، فهي لم تستطع أن تحسم موقع النقيب، حيث فاز "د. شوقي صبحة بموقع النقيب بالتزكية"، وهذا يعني أن فتح لم تستطع ترشيح منافس قوي في مواجهته، وفي بعض الفروع، في مدن طولكرم وجنين وبيت لحم قلقيلية ونابلس لم تحصل فتح على أي مقعد من المقاعد، وإن ما حققته فتح من فوز في رام الله "7" مقاعد مقابل "2" مقعد للمستقلين، وفي الخليل "3" مقاعد مقابل "6" مقاعد للقائمة المنافسة، لا يعطيها الأفضلية المطلقة لتشكيل مجلس النقابة، والاستحواذ على المناصب السيادية المهمة، لتتمكن من خدمة هذه الشريحة الكبيرة والممتدة من الأطباء.
خسرت فتح "بقيادة الرئيس محمود عباس ولجنته المركزية" نقابة الاطباء، كما خسرت من قبل مجلس طلاب جامعة بير زيت، وخسارتها "3" مقاعد من مقاعد نقابة المحامين في الضفة الغربية.
خسرت فتح ليس لندرة في الكادر المؤطر، المؤهل، القادر على تحقيق الفوز، بل لأنها
لم تبذل عناية كافية مع كادرها، وقواعدها، فهي أي "القيادة" منفصلة تماماً عن الواقع، هي في واد، والكادر والأعضاء في واد ٱخر، وإلا فكيف يمكن أن نتفهم أن مجموع هذه الاخفاقات لا تستوقف هذه القيادة، لتشكيل لجان جدية: أولاً لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الفشل الذريع، وثانيا لوضع خطط وبرامج لإصلاح ما أفسدته أيدي البعض المتنفذ، واستخلاص العبر، لوضع معالجات واقعية لضمان بقاء الحركة في صدارة العمل الوطني والنقابي.
حاولنا أن نجد مبرر لاصرار فتح ممثلة ب "المكتب الحركي المركزي للصيادلة في المحافظات الشمالية"، بالدعوة لمقاطعة انتخابات الصيادلة عبر بيانين منفصلين، فلم نجد أي سبب وجيه، وهذا ما يجعلنا نضع أكثر من علامة استفهام " ما السبب؟ هل هناك مصلحة للحركة لا نعلمها؟ ومن الذي أعطى التعليمات بالمقاطعة؟ ولمصلحة من؟ وهل هو الشعور المسبق بالفشل وعدم القدرة على حشد الطاقات الصيدلانية؟ وهل بالمقاطعة تستطيع فتح رأب الانقسام في النقابة؟ الخ..
نعتقد أن المشهد واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، الأمر لا يعدو كونه يكمن في: عدم الاستعداد الكافي لاستحقاق الانتخابات في نقابة الصيادلة، والخسارة ستعمق المطالبة بضرورة اعادة ترتيب وصياغة اطر الحركة، ورفدها بكادر متمكن، قادر على الوصول بالحركة لبر الأمان.
كنت ومعي قطاع عريض من ابناء الحركة نتمنى أن تقوم الحركة بخوض الانتخابات بقائمة موحدة مقبولة، وأن تبتدع من الأساليب، الاجراءات، ما يمكنها من اختيار الأفضل، القادر على استقطاب الأصوات.
نعتقد أن ما حدث يمكن أن يكون نموذج مصغر عما يمكن أن يحدث مستقبلا في الانتخابات العامة "رئاسية وتشريعية ومجلس وطني ومحليات".