بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة الوزير رياض منصور، اليوم الإثنين، ثلاث رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (ألبانيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتحدّث منصور، في الرسائل الثلاث، عن استمرار "إسرائيل"، قوة الاحتلال الاستعمارية ودولة الفصل العنصري، بحرمان الشعب الفلسطيني من حريته وكرامته، ما يثبت ازدراءها التام لحياة الفلسطينيين، مُشيرًا إلى قيام قوات الاحتلال بقتل 70 مدنيًا فلسطينيًا منذ بداية العام 2022.
وقال: "حياة كل فلسطيني معرضة للخطر كل يوم في ظل هذا الاحتلال الوحشي وغير القانوني الذي يدوس على حق شعبنا في الحياة، ويقتلهم بشكل منهجي، ويجرحهم ويشوههم في ظل تمتعه بالإفلات من العقاب".
وأشار منصور إلى قيام قوات الاحتلال بإطلاق النار على الصحفية الفلسطينية غفران وراسنة "31 عامًا"، في 1 يونيو/ حزيران، عند مدخل مخيم العروب في الخليل، ما أدى إلى استشهادها، مُوضحًا أنّ ادعاء قوات الاحتلال الكاذب كانت "تحمل سكينًا" لتبرير قتلها، وتلك الادعاءات التي تدحضها تقارير شهود العيان إلى جانب غياب أيّ دليل ذي مصداقية.
وتابع: "مثل هذه الأكاذيب أصبحت هي المعيار الذي تلجأ له قوات الاحتلال للدفاع عن جنودها الذين يقتلون النساء والأطفال والرجال الفلسطينيين العزل من دون تردد".
ونوّه إلى أنّ جنود الاحتلال والمستوطنين المتطرفين يواصلون ارتكاب هذه الانتهاكات في وضح النهار، بما في ذلك ضد الصحفيين الفلسطينيين لمنع التوثيق والإبلاغ عن جرائمهم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، مُشددًا على حقيقة أنّ الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون بشكل روتيني للمضايقة والترهيب والضرب والاستيلاء على كاميراتهم وهواتفهم المحمولة وتدمير معداتهم من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي".
ونوّه إلى وجود 15 صحفيًا على الأقل في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، أحدهم رهن الاعتقال الإداري، مُضيفًا: "بعد ساعات فقط من استشهاد وراسنة، اقتحمت قوات الاحتلال قرية يعبد بالقرب من جنين لتنفيذ هدم عقابي لمنزل عائلة حمارشة، ما أدى إلى استشهاد الشاب الفلسطيني بلال كبها 24 عامًا، وإصابة مواطنين آخرين بجروح خطيرة".
ولفت إلى استشهاد الفلسطيني ياسر المصري "41 عامًا" متأثرًا بجروح أصيب بها في غارة جوية "إسرائيلية" على غزّة العام الماضي، واستشهاد أيمن محيسن "29 عامًا" أمام منزله خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الدهيشة للاجئين في بيت لحم، واستشهاد الفتى عودة محمد عودة "16 عامًا" في قرية المدية غرب رام الله في الثاني من الشهر الجاري، واستشهاد الطفل غيث محمد رفيق زياد يامين "15 عامًا" في 25 مايو/ أيار في نابلس، والطفل أمجد وليد حسين فايد "16 عامًا" في 21 مايو/ أيار في جنين، والطفل زيد محمد سعيد غنيم "14 عامًا" في 27 مايو/ أيار في الخضر بالقرب من بيت لحم.
وأردف: "كل هؤلاء الاطفال استُهدفوا على وجه التحديد لأنهم فلسطينيون، وفي هذا السياق، ووفقًا للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، فإنّ قوات الاحتلال قتلت 14 طفلاً فلسطيني منذ بداية العام الجاري، 6 منهم خلال الشهر الماضي فقط".
وشدّد منصور على أنّ عمليات القتل هذه تعتبر أعمالاً إرهابية وتشكل جرائم حرب، ترقى إلى مستوى الانتهاكات الصارخة والخطيرة للقانون الدوليّ، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
وطالب المجتمع الدوليّ إلى العمل الفوري بمسؤولية وجماعية لوضع حد لهذا الاحتلال الاستعماري المروع ونظام الفصل العنصري، ولمساعدة الشعب الفلسطيني على إعمال حقوقه الإنسانية غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حق تقرير المصير والعودة، باعتبارها ركائز أيّ مستقبل سلام فلسطيني "إسرائيلي" عادل وآمن ودائم.
وأضاف: "الوقت قد حان للوقوف ضد الإفلات من العقاب، وضمان المساءلة من أجل الحفاظ على الكرامة المتأصلة والحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف لجميع أفراد الأسرة البشرية التي اعترف بها المجتمع الدولي باعتماده الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ زمن طويل".