دعا نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح ، إلى استخدام كافة الأدوات المحلية والعربية من أجل الضغط على اسرائيل وتغيير ميزان القوى بما يسمح بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وبين شعث خلال محاضرة قدمها اليوم السبت، في جامعة بيرزيت، بدعوة من مركز أبو لغد للدراسات الدولية، تحت عنوان "الاستراتيجية الفلسطينية الجديدة"، وأدارها نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال، الأكاديمي غسان الخطيب، أن لدينا الفرصة الذاتية والفرصة الدولية ورؤية واضحة لإسرائيل، نستطيع من خلالها تبني استراتيجية المواجهة غير العنيفة، وغير المسلحة، في التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي، من خلال الوحدة الفلسطينية والتحرك سياسيا في أوروبا للضغط على دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وأشار الى أن الاستراتيجية الجديدة تتضمن: أولا تحقيق الوحدة الوطنية بين الضفة وغزة، والوحدة مع الشتات الفلسطيني من خلال التأكيد على التمسك بحق العودة، وتفعيل المقاومة الشعبية، وتدويل القضية.
وأكد، أن اوروبا مدخل مهم في الحراك الفلسطيني المقبل، نظرا لوجود الحرية والديمقراطية لدى شعوبها، التي ترى بوضوح ان الشعب الفلسطيني هو الضحية، حيث في ألمانيا يطالب %70 من شعبها بالاعتراف بدولة فلسطين.
وقال شعث، اعترفت بنا 11 دولة اوروبية و11 مثلها اعترفت برلماناتها بدولة فلسطين، وذلك من خلال التعاون والرسائل التي أوصلها الحراك الفلسطيني السياسي للأحزاب السياسة والاشتراكية في تلك الدول.
وتحدث شعث عن التجربة الفلسطينية في تبني الاستراتيجيات للتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي منذ نشوء العمل الكفاحي المسلح، والانتقال لاستراتيجية الحل السلمي والمفاوضات، والتغير الذي طرأ على الاستراتيجيات في تناول القضية والدفاع عنها خلال عشرات السنوات الماضية.
واضاف، إن الاستراتيجية الاولى كانت استراتيجية المقاومة المسلحة، وانطلقت مع انطلاقة حركة فتح في بداية عام 1965، ولكن انطلاقتها الفعلية كانت بمعركة الكرامة عام 1968، واستراتيجية العمل السياسي على مراحل من خلال المفاوضات والحل السلمي المؤقت، والتي أضرت بالقضية الفلسطينية وأوصلتها إلى ما هي عليه الآن، حيث استغلت إسرائيل المفاوضات وتجميدها في الاستمرار بالاستيطان، والاستيلاء على القدس وتهويدها، والسيطرة على الماء والأجواء الفلسطينية، بينما كانت الاتفاقات والمعاهدات الموقعة بين الأردن ومصر وسوريا وإسرائيل نهائية وملزمة.
وتناول شعث، استراتيجية حرب الشعب، والتي نقلتها منظمة التحرير الفلسطينية من نموذج الجزائر والمغرب، الى قواعدها في لبنان والأردن، ومارست من خلالها العمل الفدائي، لكنها انتهت عند الخروج من لبنان في عام 1982، وهي ذات الفكرة التي كانت مُتبعة من قبل الثوار خلال حرب فيتنام.
وأضاف، كانت هناك فترة انتقالية امتدت من عام 1974 حتى عام 1988، تمثلت بما عُرف ببرنامج النقاط العشر، والتي نصت على إقامة دولة فلسطينية على أي جزء يُحرر أو تنسحب منه اسرائيل، وأكدت في الوقت ذاته استكمال تحرير باقي التراب الفلسطيني وعودة اللاجئين.
ودعا شعث، الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل الى رفض فكرة الدولة اليهودية، التي ترمي الى طرد ما تبقى من شعبنا في أرضه المحتلة عام 1948، من خلال تمسكهم بمبدأ المساوة والعدل، وتعبئة وعي ديمقراطي يقوم على التضحية، وتفعيل المقاومة الشعبية.