استقبل غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، أمس الجمعة 10 يونيو 2022، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطيني هادي عمرو، في مقر البطريركية بالقدس المحتلة.
ونقل عمرو خلال لقائه بالبطريرك ثيوفيلوس الثالث، اهتمام الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالتحديات التي تواجه كنائس الأراضي المقدسة،
و أكد غبطة البطريرك، على أن المسيحيين في القدس يتعرضون لضغوط بسبب المحاولات المنهجية من قبل الراديكاليين الإسرائيليين لتخليص المدينة المقدسة من الوجود المسيحي، مضيفًا أن كنائس الأراضي المقدسة موحدة في موقفها للحفاظ على التراث المسيحي الأصيل والتواجد في القدس على الرغم من كل التحديات التي تفرضها المنظمات الإسرائيلية المتطرفة.
وتطرق إلى المعركة القانونية المشبوهة للمنظمة المتطرفة عطيريت كوهانيم للسيطرة على فندق إمبريال في باب الخليل والتي تحمل في طياتها خطراً حقيقياً على مدخل الحي المسيحي والوضع الراهن (الستاتيكو) للمدينة، حيث أنه المدخل الرئيسي للحجاج المسيحيين المتجهين لكنيسة القيامة وباقي اديرة البلدة القديمة الأخرى.
وأوضح أنه مع حكم المحكمة لصالح عطيرت كوهانيم هذا الأسبوع، فإن جميع الإجراءات القانونية قد استنفدت، وأنه على الرغم من هذا الحكم الجائر، تظل الكنائس ثابتة في التزامها بدعم المستأجرين الحاليين للعقارات واعتبارهم أن القدس يجب أن تحافظ على نسيجها الملون الشامل للأديان والأعراق المختلفة.
وأضاف غبطته أن الممتلكات المسيحية في باب الجديد هي في خطر أيضًا، حيث تدفع سلطات الاحتلال لإجراء لتغييرات جذرية في تلك المنطقة كذلك، مسلطًا الضوء على خطط سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، التي تعمل بالتوافق مع جماعة إلعاد الإسرائيلية المتطرفة، وحاولت توسيع ما يسمى بحديقة أسوار القدس الوطنية في جبل الزيتون.
كما شرح كيف كانت هذه الخطة ستطوق كليًا أو جزئيًا 20 موقعًا دينياً مسيحيًا دون الأخذ برأي الكنائس، قائلًا: إنه على الرغم من سحب تلك الخطة مؤقتاً، إلا أنه من المتوقع أن يتم طرحها مرة أخرى في وقت لاحق من العام الجاري، مما سوف يتسبب في مزيد من التضييق على الكنائس.
وتحدث عن القيود المفروضة على حرية العبادة للمسيحيين في المدينة المقدسة، والتي خلقت جوًا من الخوف والرعب لمن يرغبون في ممارسة عقيدتهم بحرية في القدس، موضحًا أن شرطة الاحتلال في سبت النور هذا العام، قد صعّبت دخول المسيحيين الى الحي المسيحي، ومنعت وصولهم إلى كنيسة القيامة، وفي كثير من الأحيان، استخدمت الشرطة العنف غير المبرر لمنع المؤمنين المسيحيين من الوصول إلى الكنيسة.
وأضاف بطريرك القدس أن الهجمات ضد المسيحيين ورجال الدين على أيدي إسرائيليين متطرفين على وتيرة متزايدة في القدس، فضلاً عن التخريب المتعمد لممتلكات الكنيسة، والإساءة اللفظية والجسدية ضد الكهنة بشكل متزايد، لا سيما في ليالي السبت، موضحًا أن العدوانية المتزايدة من الإسرائيليين المتطرفين تظهر بشكل بارز في جبل صهيون، حيث غالبًا ما يتم استهداف علية العشاء الأخير والحديقة الأرثوذكسية، كما حدث في يوم الاثنين الماضي 6 يونيو، حيث تم تهديد حارس الكنيسة في جبل صهيون بإحراق عينيه بالسجائر من قبل المتطرفون الاسرائيليون وهددوه بالعثور عليه وقتله لمحاولته حماية ممتلكات الكنيسة في تلك المنطقة.
وأفاد بأن هؤلاء على دراية أن الشرطة نادراً ما تحقق في هذه الحوادث، لدرجة أن العديد من رجال الدين فقدوا الرغبة في التبليغ عن مثل هذه الجرائم لأن سلطات الاحتلال تغض الطرف عن المعتدين وجرائمهم بشكل متكرر.
ومن جانبه، أوضح عمرو، أن وزارة الخارجية الأمريكية معنية بالتراث والوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، وتولي اهتماماً خاصاً بمسألة الممتلكات المسيحية في باب الخليل في القدس، مشيرًا إلى اهتمام الرئيس بايدن بلقاء رؤساء الكنائس شخصياً، للاستماع إلى مخاوفهم في زيارته المرتقبة إلى المنطقة.