صرّح الرئيس محمود عباس، بأنّ القيادة الفلسطينية ستضطر لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لحماية مصالح شعبنا، ومن أجل وضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت لحد لا يمكن قبوله.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر يوم الثلاثاء، مع رئيس قبرص نيكوس أنستاسياديس، في القصر الرئاسي بمدينة لارنكا.
وقال الرئيس عباس: إنّ "الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه أو تحمله، في ظل غياب الأفق السياسي، والحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني"، مضيفًا: "سنواصل إجراء الاتصالات من أجل حشد الدعم الدولي لمواجهة هذه التحديات الخطيرة واتخاذ إجراءات رادعة وعدم الكيل بمكيالين".
وتابع: "سنضطر إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية، تحمي مصالح شعبنا، من أجل وضع حد لجرائم الاحتلال التي وصلت لحد لا يمكن قبوله"، مؤكّدًا استعداده للانخراط في أي جهود سلام أو مبادرات مبنية على أساس الشرعية الدولية وبما يؤدي إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، ويحقق نهاية الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.
وخاطب الرئيس مواطني قبرص، بقوله: "أتقدم لكم بالشكر على ثبات موقف بلادكم التي تعترف بدولة فلسطين، وتواصل الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني وفي المحافل الدولية، لنيل حريته واستقلاله، ومن خلال دعوتكم الدائمة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين القائم على قرارات الأمم المتحدة، وهو الموقف الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وغالبية دول العالم".
وفيما يلي نص كلمة الرئيس، وفق ما نشرت وكالة "وفا" الرسمية:
يُسعدني اليوم أن ألتقي بكم في قبرص، هذا البلد الصديق لشعبنا، والجميل بشعبه وحضارته وثقافته، وأشيد بهذه المناسبة بمستوى العلاقات المتينة بين بلدينا وشعبينا، والتي نريد لها أن تشهد تطوراً مستمراً، وأنا على ثقة بأن هذه الزيارة لبلادكم وما يأتي بعدها من زيارات واتصالات على المستويات السياسية والاقتصادية، وتفعيل عمل اللجنة المشتركة سيكون له الأثر الكبير في تعزيز هذه العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأود أن أتقدم لكم بالشكر على ثبات موقف بلادكم التي تعترف بدولة فلسطين، وتواصل الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني وفي المحافل الدولية، لنيل حريته واستقلاله، ومن خلال دعوتكم الدائمة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين القائم على قرارات الأمم المتحدة، وهو الموقف الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وغالبية دول العالم.
لقد أطلعت فخامة الرئيس على الانغلاق التام الذي تمر به جهود صنع السلام في منطقتنا بسبب مواقف الحكومة الإسرائيلية الحالية التي أوقفت العمل بجميع الاتفاقيات الموقعة معنا، وترفض الرؤية القائمة على حل الدولتين، بل وتقوم بتدميرها، من خلال إطلاق العنان لعمليات ضم الأراضي والاستيطان وعمليات إرهاب المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستباحتهم لكامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، وبما فيها مدينة القدس الشرقية، والاعتداء على مقدساتها المسيحية والإسلامية، وخاصة ما حدث من اعتداءات على المسجد الأقصى وعلى كنيسة القيامة، وما حدث مؤخراً من اعتداءات على كنيسة صهيون في القدس، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني لها، وعمليات طرد الفلسطينيين من بيوتهم، وهدم منازلهم، والقتل اليومي للفلسطينيين العزل، وما يرافقها من عمليات التطهير العرقي والتمييز العنصري، بالإضافة إلى الحصار الجائر بحق قطاع غزة، والمستمر منذ 15 عاما وما يمثله ذلك من ظلم ومعاناة وعذابات لأكثر من 2 مليون فلسطيني
ونُؤكد هنا، بأن الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه أو تحمله، في ظل غياب الأفق السياسي، والحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وأننا سنواصل إجراء الاتصالات من أجل حشد الدعم الدولي لمواجهة هذه التحديات الخطيرة واتخاذ إجراءات رادعة وعدم الكيل بمكيالين، وسوف نضطر أن نتخذ ما يلزم من إجراءات قانونية، تحمي مصالح شعبنا، من أجل وضع حد لجرائم الاحتلال التي وصلت لحد لا يمكن قبوله.
وبالرغم من كل ذلك، فإننا على استعداد للانخراط في أي جهود سلام أو مبادرات مبنية على أساس الشرعية الدولية وبما يؤدي إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، ويحقق نهاية الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.
وبهذه المناسبة نُجدد الشكر للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على الدور الهام والمتواصل لخلق الاستقرار والأمن وتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني إلى حين خلاصه من الاحتلال، مؤكدين على أهمية استمرار هذا الدعم السياسي والاقتصادي المقدم من الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.
ومن أجل تعزيز التواصل والتعاون بين بلدينا، فقد قدمت دعوة للسيد الرئيس لزيارة دولة فلسطين، آملاً تلبيتها في أقرب فرصة ممكنة، سنكون سعداء جدا أن نستقبلكم مرة أخرى في فلسطين.
وفي الختام، نُجدد لكم فخامة الرئيس بالغ تقديرنا لفخامتكم والشكر لقبرص على كل ما تقدمه من أجل الشعب الفلسطيني وقضية السلام في الشرق الأوسط، معربين عن شكرنا لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ومتمنين لكم يا فخامة الرئيس الصحة والعمر المديد ولبلدكم وشعبكم الصديق دوام التقدم والازدهار.