هذا حدث في العام 2000. في حينه كان رئيس الحكومة هو إيهود باراك، الذي فاز في الانتخابات على بنيامين نتنياهو والليكود. نعم، كانت هناك أيام كهذه. في نهاية تلك السنة قدمت «يهدوت هتوراه» مشروع قانون لرفع مخصصات الأولاد الى مستوى مجنون هو 850 شيكلاً في الشهر لكل ولد، بدءاً من الولد الخامس. قائمة الليكود أعلنت بأنها ستؤيد القانون. أنا ذهبت الى الكنيست من أجل الالتقاء مع عضو الكنيست رؤوبين ريفلين. سألته: كيف يمكنه كشخص يعتبر نفسه صهيونياً أن يكون مستعداً لتأييد هذا القانون السيئ الذي يشجع تكاثر العائلات الأصولية والعرب والبدو، الذين هم غير صهاينة. ويساعدهم في العيش على المخصصات بدلاً من العمل. ريفلين لم يتردد وأجاب على الفور: «صحيح أن هذا قانون سيئ، لكن بدون الأصوليين لا يوجد لنا حكم. وأنا أريد الحكم».
هكذا ايضا هو الأمر الآن. نتنياهو والليكود يصوتون حسب اعتبار واحد فقط وهو إسقاط الحكومة، حيث أنه حتى لو كان الامر يتعلق بموضوع يوجد في صلب ايديولوجيتهم فهم سيصوتون ضد. لذلك، صوتوا ضد تمديد أنظمة يهودا والسامرة التي بدونها الحياة في المناطق ستتحول الى فوضى. عبرت ميري ريغف عن موقف الليكود بالصورة الأكثر دقة في النقاشات حول قانون «من الزي الرسمي الى التعليم». «لقد اتخذنا قرار إسقاط الحكومة. عندها لا يوجد وجع في البطن بسبب حالات الاغتصاب والنساء المعنفات والجنود». ذهب يوفال شتاينيتس خطوة ابعد من ذلك وقال: «في الغد سيكون أرامل وأيتام وضواح ومليون معاق وجنود وصواريخ كاتيوشا وناجون من الكارثة. كل شيء».
صحيح أنهم في الليكود على استعداد لإحراق الدولة من اجل الوصول الى الحكم، لكن هناك أيضا وجهاً آخر للعملة. اذا أردت استبدال الحكم فيجب عليك معارضته (تقريباً) في أي حالة، والتصويت (تقريباً) ضد أي قانون. في نهاية المطاف عندما تصل الى الحكم يمكنك إصلاح الأضرار التي تسببت بها وتغيير السياسة بصورة كاملة في المواضيع المهمة حقا.
امام الرغبة في السلطة من قبل الليكود، هناك يساريون تميزهم غريزة الانتحار الجامحة. هم يحبون انتقاد أي شيء، ايضا التصويت ضد الحكومة التي هم اعضاء فيها. هم يشعرون بالراحة بالذات في المعارضة. فهناك هم يستطيعون انتقاد كل العالم بدون تحمل أي مسؤولية. هم في نهاية المطاف خبراء كبار في تصفية زعمائهم. لذلك، ماذا تعني بالنسبة لهم تصفية نفتالي بينيت الذي لا يعتبر منهم.
ما الذي اعتقدته بالضبط ريناوي زعبي (ميرتس) وما الذي فكر فيه غنايم (راعم)؟. هل أن الحكومة التي انضموا اليها مع أغلبية يمينية واضحة لن تواصل الوضع الراهن في المناطق؟ كيف سيكون بالإمكان عقد تحالف مرة اخرى مع حزب عربي عندما جميع أعضاء «راعم» امتنعوا أو صوتوا ضد تمديد أنظمة يهودا والسامرة؟ ألا تعنيهم الزيادة المرتفعة في الميزانيات التي حصل عليها المجتمع العربي وخطة خفض الجريمة في الوسط العربي التي تنجح؟ هل سيحققون انجازات اكبر في حكومة يجلس فيها إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وعندما يجلس فيها بنتسي غوفنشتاين وباروخ مارزيل كمستشارين كبار؟. هذه الأسئلة نفسها بالضبط يجب توجيهها لميراف ميخائيلي (العمل) ونيتسان هوروفيتس (ميرتس) اللذين لا يفوتان أي فرصة من اجل المس بالحكومة واضعافها، بدءاً بمعارضة الميزانية وحتى النضال ضد الإصلاحات التي تخفض غلاء المعيشة. في الأسبوع الماضي خرق أعضاء هذين الحزبين الانضباط في الائتلاف وتسببوا في خسارته في التصويت على أجور الحد الأدنى. عضو الكنيست نعمه لزيني قالت إن الموضوع «يحرق أنفاسها». ميخائيل بيطون صرح أول من أمس بأنه سيوقف التصويت مع الائتلاف. من المهم ما سيقولونه عندما ستسقط الحكومة، وعندما يقود آفي ماعوز وشلومو قرعي الدولة الى جنون كاهاني، قومي متطرف، مسيحاني.
أمس صادف مرور سنة على تشكيل الحكومة. هي قامت بإصلاح الفوضى التي خلفها بيبي، وحققت إنجازات كبيرة في جميع المجالات: النمو، الأمن، المجتمع والسياسة. لكن بدلاً من تعظيم ومدح هذه الإنجازات والتصويت «مع» كرجل واحد، فان اليسار يوجه اليها المقلاع ويضعفها. يجب عليهم الذهاب الى ريفلين من اجل تلقي الدروس في نظرية الحكم.
عن «هآرتس»