أكد اتحاد أولياء أمور الطلبة في القدس المحتلة، على أن بعض إدارات مدارس القدس قد خضعت لبلدية الاحتلال الإسرائيلي، وستفتتح مع العام الدراسي الجديد صفوفًا تدرّس المنهاج “الإسرائيلي”.
وقال الاتحاد في بيان صحفي اليوم السبت: “انتقل تهويد التعليم من المدارس التابعة لسلطة الاحتلال إلى مدارسنا الخاصة والتي كنا نعوّل عليها أنها من أكبر المدارس عددًا للطلبة وتدريس المنهاج الفلسطيني غير المحرّف”.
وأشار إلى أن هذه المدارس ستفتح أبوابها لتعليم المناهج “الإسرائيلية”، منوهًا إلى أن من بينها؛ مدرسة “راهبات الوردية” و”الفرير” في العاصمة المحتلة، وذلك مقابل الحصول على مبلغ بقيمة مليون شيقل أو يزيد.
وحذّر من هذا الأمر الخطير الذي من شأنه أن يجرّ باقي المدارس الخاصة وإغرائها من قبل بلدية الاحتلال وذلك في ظل الجانب الرسمي الفلسطيني في القدس.
وتعقيبًا على ذلك، قال المحلل السياسي والكاتب المقدسي راسم عبيدات، إن المسألة تتعلّق في أن الإدارات التي تعيّن من أجل إدارة المدارس في المدينة، تنفذ أجندة وخطة “إسرائيلية” ممنهجة، لشطب المنهاج الفلسطيني بشكل كامل في المدينة.
وأضاف أن ميزانيات ضخمة تُضخّ في هذا الجانب ضمن الخطة الخماسية الحكومية الإسرائيلية 2018 - 2023؛ لدمج المقدسيين في المجتمع "الإسرائيلي” واقتصاده، موضحًا أنه تم رصد 875 مليون شيقل لأسرلة العملية التعليمية من أصل 2 مليار، لافتًا إلى أن المدارس التابعة للسلطة أصبحت فارغة من طلبتها أو شبه فارغة، بلا أبنية ولا إمكانيات ولا حوافز ولا حتى إدارة.
وقال إن هناك “سماسرة” ليس فقط من قبل إدارات المدارس ومقايضة المنهاج بالمال، بل من قبل تجار من رجال الأعمال ولجان محلية ومن هم محسوبين على قوى يروجون ويسمسرون للمنهاج “الإسرائيلي”.
ووفقًا لإفادة عبيدات، فإن هناك أولياء أمور يطالبون بالمنهاج “الإسرائيلي”، تحت ذريعة أنهم يريدون “ضمان مستقبل أبنائهم”، وجزء آخر منهم مضلَل لا يعرف حقيقة المنهاج.
يُشار إلى أن المدارس الأهلية التي ما زالت ترفض الحصول على أي مخصصات من الاحتلال “تعدّ على الأصابع”، رغم الضائقة المالية التي تمر بها.
ويعد ترخيص المؤسسات التعليمية من قبل الاحتلال، سببًا في دفع العديد من المدارس الأهلية للانصياع لبلدية الاحتلال والحصول على مخصصات منها وبالتعليم يكون شرط فتح صفوف تعلّم المنهاج “الإسرائيلي” فيها أساسًا.
يذكر أن هناك ما بين 270 إلى 300 مدرسة -بشكل عام- في بلدات شمال وشرق وجنوبي القدس، و150 روضة مستقلّة منها ما هو خاص ومنها ما يتبع بلدية الاحتلال، يُسيطر الاحتلال على أكثر من نصفها.