أزمة اقتصادية تضرب العاصمة الليبية.. كارثة تلوح في الأفق

أزمة اقتصادية تضرب العاصمة الليبية.. كارثة تلوح في الأفق
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

تصطف السفن المحملة بالبضائع القادمة إلى ليبيا قرب ميناء العاصمة طرابلس الدولي، عاجزة عن تنزيل حمولاتها نتيجة الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المدينة بين ميليشيات مسلحة تتصارع على فرض السيطرة على الميناء الاستراتيجي.

وأدى هذا لزيادة عدم الاستقرار في أسواق المواد الغذائية واختفاء بعض السلع تماما من الأسواق، وفق شكاوى أدلى بها موظفون وتجار لموقع "سكاي نيوز عربية".

ويقول موظف داخل الميناء، رفض ذكر أسمه بسبب خطورة الأوضاع، إن عمليات الشحن تأتي في نطاق محدود جدا، كما أن ناقلات النفط اكتظت قرب الميناء بسبب وقف التوريد نتيجة إغلاق المنشآت النفطية.

ولفت إلى أن الميناء به الكثير من السفن المحملة بالمواد التموينية الهامة، وهذا انعكس بالسلب على الأسواق بزيادة أزمة المعروض والأسعار التي تفجرت مع اضطراب حركة الاستيراد بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية.

ومما يزيد الخلل الأمني، اصطفاف كبير للميليشيات داخل الميناء وخارجها، ما جعل السيارات التي تدخل لتحميل البضائع قليلة جدا خوفا من السطو أو التعرض لضربات، وفق الموظف ذاته.

وتجولت "سكاي نيوز عربية" داخل أسواق طرابلس للوقوف على الأوضاع هناك، وتبين أن بعض السلع بالفعل غير متوفرة، والمتوفر منها السلع الأخرى تضاعف ثمنه نتيجة شح البضائع.

وفي هذا يقول تاجر الجملة (محمد ع.ر)، وهو يوزع بضاعته قرب منطقة زاوية الدهماني، إن الاقتتال الذي شهدته طرابلس أعاد للأذهان حرب "فجر ليبيا"، حين منع الاكتظاظ العسكري الكبير الشاحنات المحملة بالبضائع من توزيع السلع.

وحرب "فجر ليبيا" اسم اشتهرت به المعارك التي قادتها ميليشيات "فجر ليبيا" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمات أخرى ضد الجيش الليبي الوطني في 2014، واستهدفت المطار ومواقع حيوية في طرابلس لإرهاب المواطنين عقب سقو هذه التنظيمات في انتخابات البرلمان.

ويحذر التاجر من أن الوضع إذا استمر بهذا الشكل لمدة أسبوع، ستنفذ السلع، ويغلق التجار أبوابهم؛ مطالبا بسرعة التدخل لحل الأزمة وفك الحصار السلعي عن التجار.

استيراد 85 بالمئة من السلع

وأدلى التاجر داوود الجراي، بنفس الشكاوى، منبها إلى أن عيد الأضحى على الأبواب، وغياب السلع سيؤثر على الأسر مثلما على التجار، وحتى اللحظة لم يستلم التجار طلبات كان متفقا عليها بسبب تعطل العمل في الميناء.

ولجأ التجار في ليبيا للبيع المحدود والمشروط للسلع للمواطنين لسد العجز الحاصل، ومواجهة عادة التخزين في المنازل.

وتستورد ليبيا 85 بالمئة من السلع التي تستهلكها، خاصة بعد أن دمَّرت الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تشهدها منذ عام 2011 الصناعات الغذائية في البلاد، وعطَّلت مشاريع زراعية، وباتت ليبيا لا تنتج إلا سلعا قليلة على رأسها الخبز.

والحقول النفطية في ليبيا مقفلة بالكامل منذ أيام حتى وصلت خسائر ليبيا 120 مليون دولار يوميا، وذلك على يد أهالي وميليشيات وجماعات مسلحة، تستخدم غلق الحقول كأداة ضغط على السلطة لتحقيق مطالبها المشروعة أو غير المشروعة.