أكّد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" أن بلاده تحترم سيادة ووحدة الأراضي العراقية، أكثر من أي دولة أخرى، وأنه أبلغ نظيره العراقي بذلك، خلال مكالمة هاتفية أجراها معه يوم أمس.
وجاءت تصريحاته هذه، أثناء مشاركته في برنامج تلفزيوني، على إحدى القنوات التركية الخاصة، موضحاً أنّ الوحدات التركية الموجودة في معسكر بعشيقة، ستنسحب، عندما يتمكن الجيش العراقي من تطهير مدينة الموصل والمناطق المجاورة لها من تنظيم داعش.
وأشار داود أوغلو إلى أنّ الحكومة المركزية في بغداد، لم تستطع فرض سيادتها على ثلث أراضيها، حيث قال في هذا الصدد: "كنا نتمنى لو أنّ الحكومة المركزية في بغداد، استطاعت بسط سيطرتها على كافة أراضيها، حتى لا نضطر لإجراء عمليات جوية ضدّ مواقع منظمة "بي كا كا" في شمال العراق".
وعن التصريحات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن وزير الخارجية العراقي "إبراهيم الجعفري"، بخصوص نية العراق استخدام القوة العسكرية، في حال لم تنسحب الوحدات التركية من بعشيقة، قال داود أوغلو، إنّ الجعفري يمتلك فكراً سياسياً وثقافياً، يحول دون إدلائه بمثل هذه التصريحات.
وتابع داود أوغلو قائلاً: "تنظيم داعش، اقتحم الموصل ببضعة آلاف من عناصره، فيما كان قوام الجنود العراقيين في المدينة حينها قرابة 72 ألف جندي، فإن كان لديهم القوة العسكرية، فعليهم أنّ يستعيدوا الموصل من يد التنظيم أولاً، ولا أعتقد أنّ السيدين العبادي والجعفري، يتصرفان بهذا الشكل عمداً، فهناك أطراف أخرى، بل ودول ثالثة، تمارس ضغوط على أصحاب القرار في بغداد، من أجل رفع حدة التوتر بين تركيا والعراق".
وفيما يخص حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، التي انتهكت المجال الجوي التركي في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أوضح أنه أعطى صلاحيات تامة لرئيس هيئة الأركان التركية، بتفعيل قواعد الاشتباك في حال حدوث انتهاكٍ للأجواء التركية، وأنّ الأخير فوّض قيادة القوات الجوية باستخدام هذه الصلاحية.
ونوّه داود أوغلو بأن حماية المجال الجوي للبلاد، لا يمكن قياسها بالفوائد والأضرار التي ستلحق بالبلاد، مشيراً في هذا الصدد، أنّ على الدولة القيام بكل ما يلزم، للحفاظ على أمن وسلامة أجوائها.
وتطرق إلى المفاوضات الجارية بين أنقرة وتل أبيب، لتطبيع العلاقات بينهما، مجدداً في هذا السياق موقف تركيا الرافض لإعادة العلاقات بين البلدين، ما لم تحقق الحكومة الإسرائيلية كافة المطالب التركية المتمثلة في الاعتذار ودفع التعويضات المالية لأهالي ضحايا سفينة "مافي مرمرة"، إضافة إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأشار داود أوغلو إلى أنّ بند الاعتذار قد تحقق مسبقاً، وأنّ هناك تقدماً ملحوظاّ في المفاوضات حول دفع التعويضات المالية.
وفيما يخص البند الأخير من المطالب التركية، المتمثل في رفع الحصار عن غزة، قال داود أوغلو، إنّ محادثات الطرفين في هذا الشأن جارية، وإنّ تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن يتم إلّا بعد تحقيق كافة الشروط، وإبداء الجانب الفلسطيني تأييده وقبوله لنتائج المفاوضات.