يديعوت : بايدن في السعودية: معركة الصورة !

حجم الخط

 بقلم: سمدار بيري

 


قبل نحو شهر من سفر الرئيس بايدن في أول زيارة له إلى السعودية، تلقى رسالة نقد لاذع من 13 منظمة حقوق إنسان في الولايات المتحدة.
وينضم إلى هذه الرسالة، كما يجدر الانتباه، أعضاء حزبه أيضا، الحزب الديمقراطي، من يتكبدون عناء التذكير بأن بايدن هو الذي وصف ولي العهد السعودي بـ «المنبوذ»، ويوصون بأن تجري الزيارة إلى دولة عربية أخرى.
يذكر رؤساء المنظمات الأميركية لحقوق الإنسان أسماء خمسة رجال ونساء زجوا في السجن في السعودية، فقط بسبب محاولاتهم تحقيق الديمقراطية. كما أنهم يجدون من الصواب تذكير رئيسهم ألا يهمل موضوع تحرير السجناء السياسيين، وإزالة حظر السفر إلى الخارج عن آلاف السكان، والوقف الفوري لظاهرة «الوصاية الرجولية في العائلة»، حين يكون الأب، الزوج أو الأخ الأكبر، يحددون متى يمكن للمرأة أن تخرج من البيت، إذا سُمح لها بالخروج أصلاً، وإذا كانت ستتمكن من زيارة طبيب النساء دون العين المراقبة لأحد ذكور العائلة، وأن يوقف أيضا موجة الإعدامات في السعودية حيث لا يعلم أحد ما هو الرقم الحقيقي للمحكومين بالإعدام وعلى ماذا حكموا.
من المهم الانتباه إلى دقائق الأمور: بينما يوضح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أنه سيلتقي في حديث عمل مع بايدن في اليوم الأول للزيارة، يصر الرئيس الأميركي على أنه يصل إلى السعودية كي يشارك في قمة زعماء تسع دول عربية و»لن ألتقي ولي العهد السعودي وحده».
ستدور معركة الروايات حول الصورة، فقد أمر ابن سلمان من الآن المصورين بأن يلتقطوه مع الرئيس بايدن في صورة يظهر فيها كلاهما فقط.
أما بايدن فيحرص على الإيضاح أنه في يومه الأول في المملكة، في 15 تموز، سيلتقي الملك سلمان و»أغلب الظن سيكون هناك أيضاً ولي العهد السعودي». كما أصدر بايدن تعليماته لإبعاد الكاميرات.
اليوم (الاثنين) قرر ابن سلمان الخروج ثلاثة أيام من الزيارات خارج الحدود.
سيبدأ ولي العهد، الذي لم يخرج من المملكة منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب «كورونا»، جولة مع الرئيس السيسي في مصر، ثم يواصل إلى الأردن للقاء مع الملك عبد الله، وينهي الرحلة بلقاء مع الرئيس التركي أردوغان.
ستكون هذه الزيارة الأولى لابن سلمان على أراضي تركيا منذ مقتل الصحافي السعودي، جمال الخاشقجي، في تشرين الأول 2018 في القنصلية السعودية في إسطنبول.
قواعد اللعب واضحة: ابن سلمان يجلب معه تعهُّداً باستثمار مالي هائل في مصر، الأردن، وتركيا.
دون الأموال ما كان لأردوغان أن يستقبله، وكان الأردن سيقتطع بعضاً من التشريفات المخطط له.
في قصر الملك عبد الله لا يحلمون بنسيان المؤامرة السعودية لإحداث انقلاب في الأردن والإطاحة بالملك عبد الله ورفع أخيه الأمير حمزة بدلا منه.
السجينان الشهيران في السجن الأردني – رئيس المكتب الملكي السابق، باسم عوض الله، والأمير حسن بن زيد – سيبقيان في الزنزانة في السجن سنوات طويلة أخرى. وأوضح الأردن بلغة لا لبس فيها لمستشاري ابن سلمان أنه لا توجد نية لتحريرهما.
ستنعقد قمة في الشهر القادم في مدينة جدة يحضرها زعماء تسع دول عربية: رئيس مصر، وملك الأردن، وولي العهد السعودي، وزعماء إمارات الخليج الخمس، وضيف استثنائي هو رئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي. الأخير هو الشاذ بسبب موضوعين أساسيين سيبحثان في قمة الزعماء: التهديد الإيراني – بمبادرة من السعودية وإسرائيل – ومبادرة بايدن المصمم على بلورة مشاريع اقتصادية، وتحالفات عسكرية، وخطط دفاع مشتركة.
لم تعد إسرائيل مجسم فيل أبيض يوضع بحذر على طاولات زعماء العالم العربي.
كل واحد منهم يطرح اسم إسرائيل مرة واحدة على الأقل في اليوم.
كما أن من المهم الانتباه إلى أنه مع كل هذه الدول يوجد نوع من التطبيع على شكل مظاهر تعاون اقتصادية، علنية أو خفية.
في مصر، في الأردن، ومؤخراً أيضاً في مملكة البحرين – نشاط عسكري مشترك أيضا.
يصل الرئيس بايدن كي يوسع مظاهر التعاون. من أجل المصلحة الأميركية سيضغط لزيادة كميات النفط السعودي للسوق الأميركية. للمصلحة الإسرائيلية سيتصدر تنسيقا أمنيا وثيقا أكثر، وسيضيف اسم إسرائيل إلى خطط التنسيق.

عن «يديعوت»