«إسرائيل اليوم» : إسرائيل والانتقام الإيراني: صيف حار

يواف ليمور.jpeg
حجم الخط

 بقلم: يوآف ليمور

 

 


لا تزال قضية الإخطارات عن نوايا لتنفيذ عمليات في إسطنبول بعيدة عن النهاية، ولن يكون من الممكن الإعلان عن نهايتها إلا عندما تتوقف احتمالات العمليات أو مغادرة الناس لتركيا.
لم يحصل هذا، أو للدقة لم يحصل بكامله. صحيح أنه أُحبطت في الأيام الأخيرة أو شوشت بضع عمليات، لكن التهديد لا يزال قائما. وهو لا يقلق الإسرائيليين فقط، بل الأتراك أيضا، لأنه يلزمهم بأن يبذلوا جهدا عظيما – بالقوى البشرية، بالاستخبارات، وبالمال – في ملاحقة الخلايا في إسطنبول.
هذا الجهد، العلني في بعضه فقط، يتركز في مواقع الاستجمام المركزية في المدينة، وكذا في الفنادق التي تطيب للإسرائيليين.
الأتراك، حسب المتحدثين باسمهم في إسرائيل، يبدون جدية كبيرة. هم يفهمون جيدا أن الحديث لا يدور فقط عن العلاقات الحساسة مع إسرائيل، بل أيضا عن سمعتهم الطيبة ومصدر دخل مهم لهم: السياح في بداية موسم الصيف.
بُذل، مؤخراً، جهد كبير للعثور على الإسرائيليين الذين يختارون تجاهل التحذيرات والسفر إلى إسطنبول.
يتبين أن نصفهم تقريبا يصلون إليها كمحطة انتقال إلى أماكن أخرى، ولا يخرجون من المطار. بالنسبة لهم تحذير السفر غير ذي صلة؛ لأن المطارات محمية جيدا.
المجموعة الثانية هي السياح، الذين هم في غالبيتهم الساحقة ممن يسافرون إلى تركيا لتلقي علاجات مختلفة، من زراعة الشعر وحتى علاجات تجميلية أخرى. ولما كان الحديث يدور عن علاجات مقررة مسبقا كجزء من سلسلة علاجات فإنهم يخشون أن تتضرر العلاجات، وبالتالي يميلون في معظمهم إلى عدم إلغاء السفر.
مع ذلك، بالنسبة لهم أيضا فعلت التحذيرات فعلتها: فهم وإن كانوا يسافرون إلى إسطنبول، إلا أنهم يسارعون بعد العلاج للعودة إلى الفندق، ويتخلون عن الاستجمام في المدينة.
كجزء من مساعي الإحباط تجري لعبة أدمغة مشوقة بين إسرائيل وإيران.
هكذا، كان الكشف في ليل السبت عن حسين طيب، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري والرجل المسؤول عن العمليات المخططة في إسطنبول.
يدور الحديث عن شخص ذي سجل طويل من الإرهاب والتخويف في إيران وخارجها. من يتابعه يتحدث عن قائد وحشي درج على الرهان على كل الصندوق، بما في ذلك في الحالة الراهنة.
طيب معروف منذ سنين لأجهزة الأمن في إسرائيل وفي الغرب. يمكن الافتراض بأنه كان أيضا تحت متابعة حثيثة. لكن القرار بالإشارة إليه علنا كمن يقف خلف الحدث الحالي يضع أيضا دائرة هدف حول رأسه.
على أي حال، سينظر هو الآن خوفا من خلف كتفه حين يخرج من البيت أو حين يرى دراجة تمر في الشارع.
من مبادر للمطاردة بلا اسم ووجه، أصبح دفعة واحدة مطاردا مطالبا بأن يبذل جهدا للحفاظ على حياته.
كما أن التهديد الصريح الذي نشره، أول من أمس، وزير الدفاع غانتس («إسرائيل تستعد لأن ترد بقوة على كل مس بمواطنيها في كل مكان»)، يأتي بالضبط لهذا الهدف: جعل الأمر شخصيا ودفعه هو وزملاؤه في طهران للخوف.
أوضحوا في إسرائيل في نهاية الأسبوع أنه من اللحظة التي يزول فيها التهديد، سواء إذا توقفت الخلية أم هربت، فإن تحذير السفر إلى إسطنبول سيُزال هو الآخر.
يمكن لهذا أن يحصل غداً، وقد يستمر هذا أسابيع طويلة أخرى. كل شيء متعلق بمدى التصميم الإيراني، وبمدى المعلومات الاستخبارية والتعاون الإسرائيلي – التركي، وكذا بغير قليل من الحظ.
لكن حتى بعد إزالة الإخطار والتحذير - وينبغي الأمل ألا تقع عملية – فإن إيران ستواصل البحث عن الثأر.
إن سلسلة الأعمال الأخيرة المنسوبة لإسرائيل في طهران، استمراراً للهجمات غير المنقطعة لسلاح الجو ضد إرساليات السلاح إلى سورية والمراوحة المتواصلة في المكان في موضوع الاتفاق النووي، تضمن أنه في كل ما يتعلق بإيران فإنه لا يزال أمامنا صيف حار.

عن «إسرائيل اليوم»