هارتس : الانتخابات الجديدة «كارثة» تضرب الاستقرار الديمقراطي في إسرائيل

اوري مسغاف.jpeg
حجم الخط

بقلم: أوري مسغاف*



قال منصور عباس، زعيم "راعام"، في مؤتمر "هآرتس"، الأسبوع الماضي: "من المحتمل أن يضطر هذا الائتلاف في مرحلة معينة إلى أن يقرر الذهاب إلى انتخابات، عندها سنحاول العودة إلى النقطة عينها". يا له من زعيم، فمن الأفضل الموت واقفاً على قدميك على العيش راكعاً. لذا فإن خطوة نفتالي بينيت ويائير لابيد حل الكنيست هي خطوة رائعة، لأنه لم يعد من الممكن الاستمرار على هذا الشكل، والأكيد لم يكن مجدياً الاستمرار. ولا يقتصر الأمر على استعادة زمام الأمور من يدي نير أورباخ [من حزب يمينا الذي جمد عضويته احتجاجاً على عدم التصويت على تمديد قوانين الطوارئ]، وغيداء ريناوي - زعبي [من حركة ميرتس التي صوتت ضد التمديد بخلاف قرار الكتلة] وميخائيل بيطون [من حزب أزرق- أبيض]. لقد انتهى مجد هؤلاء وغيرهم من اللحظة التي بادر فيها رئيس الحكومة الحالي ورئيس الحكومة المناوب بنفسيهما إلى تقديم الانتخابات، فلا أحد سيهتم بعد اليوم بالتخبط النفسي لغيداء ريناوي - زعبي بشأن قوانين الطوارئ، وللجروح النفسية لميخائيل بيطون بسبب أسعار الباصات، ولمعاناة أورباخ في الكنيست.
وهذا لا يعني فقط نقل الثقل والضغط والصداع إلى أعضاء الكنيست من المعارضة - بدءاً من أبطال القائمة المشتركة الذين يشرحون من على صفحات "هآرتس" في كل ثانية ودقيقة أهمية إسقاط هذه الحكومة السيئة، مروراً بأنصار حزب شاس و"يهدوت هتوراه" الذين ينظرون بهلع إلى الصعود الكبير في استطلاعات الرأي لبن غفير والكهانيين وسموتريتش والحردلين [المستوطنون من الحريديم] (انظروا الهجوم المنظم للحاخام الرئيسي اسحق يوسف واتهامه بن غفير بـ"الكفر"، أي بسرقة الأصوات)، وصولاً إلى عدد غير قليل من أعضاء الكنيست من "الليكود" الذين يتطلعون إلى مقاعد الكنيست المقبل، ويكافحون من أجل الدخول إلى استوديوهات البث المباشر لقناة الكنيست يومياً للدعوة إلى اسقاط الحكومة.
فمن شأن حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات، إذا حدثا، أن يسمحا للمعسكر البهلواني "فقط لا لبيبي" أن ينظم نفسه من جديد على حساب إطفاء الحرائق التي لا نهاية لها، والمعاناة المستمرة، والشعور بالذنب الذي يعتري كل أجزائه تقريباً: في اليسار بسبب الإحساس الدائم بالذنب والطهارة الخبيثة، وفي اليمين بسبب الهمس عنهم في المستوطنات بأنهم باعوا الدولة لليساريين والعلمانيين والعرب.
ما سيحدث الآن بالنسبة إلى هذا المعسكر هو سلسلة خطوات مرحب بها: لبيد من الوسط - اليسار سيعيَّن رئيسا للحكومة الانتقالية، وهذا المنصب في إسرائيل المجنونة ليس قصير الأجل. وسيعترف الجميع ببينيت كرجل محترم يفضل حد السيف واحترام الاتفاقات، وفي إمكان أييليت شاكيد أن تقرر ما الذي يناسبها أكثر بصفتها "محافظة - علمانية – من تل أبيب". كما يمكن لليمين الرسمي المؤلف من بينيت وساعر وهندل وهاوزر أن يتوحد في حزب واحد، وأن ينفصل عن كل المنشقين الحاليين والمحتملين الذين لا نهاية لهم في القوائم الحالية. وسيكون على حزب العمل التوحد مع حركة ميرتس، وحتى غانتس وبيطون عليهما أن يحسما أمرهما.
في إسرائيل المشرذمة والمتعارضة، ومع غلاء معيشة مجنون وخطر تصعيد أمني دائم، ليس هناك يقين على الإطلاق. فانتخابات جديدة بعد ولاية حكومية لمدة سنة هي كارثة واضحة من ناحية الاستقرار الديمقراطي، لكن إذا حدثت الانتخابات فعلاً سيكون من المهم أن نعرف ما إذا كان في النهاية منصور عباس، الشخص الطيب والحكيم، على حق مرة أُخرى.

عن "هآرتس"

*محلل سياسي.