في ضوء المتغيرات والصراعات العالمية والإقليمية، تهدف الولايات المتحدة الأمريكية القوي الغربية بما فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى اعاده انتاج سايكس بيكو جديد في الإقليم يقوم علي تقسيم الموارد وخاصة الغاز والنفظ بين القوي الكبري وإعادة تفتيت الدول القومية وجعل العرب في قلب الصراع العالمي دونما أي اعتبار للمصالح العربية ، وواهم من يعتقد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل بتاريخهم الحافل بالعدوان وارتكاب الجرائم الدولية بحق الفلسطينيين والدول العربية ، سوف تحمي امن العرب أو مصالح الدول العربية ، ورغم الحقائق الراسخة الواضحة إلا أن بعض الدول العربية وبالتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل تسعي لتشكيل الناتو العربي الإسرائيلي في مواجهة إيران ورغم أدركنا طبيعة التباين والخلافات العربية الإيرانية، إلا أن تشكيل هذا الحلف بالسيرورة سوف يؤدي لنقل وتسريع الصدام مع روسيا والصين ومع إيران الساعية الي تعزيز مكانتها الإقليمية ومصالحها المختلفة ، وسواء تم تشكيل هذا الناتو أو تحوله الي منتدي للتعاون الأمني المستفيد فيه دولة الاحتلال عبر تطبيع علاقاتها مع الدول العربية واستثمار التخوفات الأمنية العربية من ايران ، فسوف يدفع العرب ثمن الاتفاق الغربي مع إيران أو ثمن أي حرب في المنطقة، بما يعجل من تقسيم المنطقة مواردها بين المنتصر من القوي العظمي.
إذا كان هناك خطر علي الأمن العربي ولابد من العمل الجماعي العربي ، فلماذا لا يتم تفعيل اتفاقيه الدفاع العربي المشترك علي الاقل لتجنب المواجهه مع المعسكر الشرقي الروسي والصيني الصاعد والساعي الي إنهاء عالم القطب الواحد ، وفي ظل هذه المتغيرات الكبري التي تعمل دولة الاحتلال الإسرائيلي علي توطيفها مع استثمار علاقاتها بالولايات المتحدة والغرب ودونما الانزلاق في صراع مع المعسكر الشرقي وخاصة روسيا .
ولذا فالاولي عربيا فلسطينيا اتباع وتبني سياسة الحياد تجاه الصراعات بين الدول الكبري، فلسنا طرف في نزاعاتهم ويجب الا نستغل في إطارها .
وفلسيطنياً بدلاً من الرهان علي المتغيرات الإقليمية والدولية أو الرهان علي اوهام التسوية مع الاحتلال والقبول بسياسة الأمر الواقع يجب المراهنة علي تعزيز صمود شعبنا ومقاومته والعمل علي ترتيب البيت الداخلي وإعادة بناء كل مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني علي أسس الشراكة والديمقراطية والانتخابات الشاملة ، وطرح الحقوق الفلسطينية وخاصة استغلال حقول الغاز والموارد الطبيعية ورفض سياسية الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير ،وإعادة تموضع القضية الفلسطينية عربيا ودوليا باعتبارها قضية جامعة وقضية عادلة وينبغي أن تبقي كذلك ، رغم محاولات كل الأطراف دفعها تجاه محور أو تصفيتها وتجاهلها أو تغليب قضايا إقليمية ودولية علي حسابها مستغلين حالة الانقسام والتفرد، استمرار سياسية الانتظار والرهان علي اوهام التسوية مع الاحتلال أو ربط القضية بأحد محاور الصراع كمان يلقي كل البيض الفلسطيني في سلة واحدة دونما اعتبار لتجارب التاريخ والخبرات السياسية الوطنية والدولية ، مع أهمية تقدير أن الاقتراب والابتعاد عن القوي المختلفة يحب أن يكون بمقدار اعترافها واحترامها ودعمها للحقوق الفلسطينية والعربية .