ناقش الباحث والصحفي سعيد الطويل، رسالة ماجستير في برنامج الصحافة والإعلام، بالجامعة الإسلامية في مدينة غزّة، والتي جاءت بعنوان "استخدام النخبة السياسية الفلسطينية للإعلام الرقمي في التواصل مع الجمهور".
وتهدف الدراسة إلى التعرف على استخدام النخبة السياسية الفلسطينية للإعلام الرقمي في التواصل مع الجمهور، من خلال الكشف عن مستويات استخدام النخبة لهذا النوع من الإعلام، والمواقع والمنصات التي يتابعونها، ودوافع الاستخدام والحاجات والإشباعات المتحققة، ورصد الآليات التي يتم من خلالها تبادل الآراء والأفكار ونقل المعلومات للجمهور، والقضايا التي يتم التركيز عليها، وتسليط الضوء على الإيجابيات والسلبيات، والوقوف على أبرز المشاكل والمعوقات التي تُواجهها النخبة السياسية الفلسطينية، وأهم مقترحاتهم للاستفادة من الإعلام الرقمي في التواصل مع الجمهور.
وتنتمي الدراسة إلى البحوث الوصفية، حيث اعتمدت على منهج المسح، وفي إطاره مسح أساليب الممارسة الإعلامية، واستخدمت أداتي صحيفة الاستقصاء التي وزعت على عينة عمدية متاحة قوامها "150" مفردة من النخبة السياسية الفلسطينية، والمقابلة المعقمة لعينة عمدية قدرها "10" من النخب والخبراء، واستندت الدراسة إلى نظريتي الاستخدامات والإشباعات والقائم بالاتصال، وتوصلت إلى مجموعة من النتائج، أبرزها:
1. تبيّن أنَّ نسبة 34.6% من النخبة السياسية الفلسطينية يستخدمون الإعلام الرقمي في التواصل مع الجمهور بدرجة عالية، ونسبة 35.3% بدرجة متوسطة، ونسبة 18.4% بدرجة عالية جداً، ثم بدرجة منخفضة بنسبة 9.6%، وأخيرا نسبة 2.1% تستخدمه منخفضة جداً.
2. درجة الإشباعات والفوائد المتحققة من استخدام منصات الإعلام الرقمي في التواصل مع الجمهور متوسطة بنسبة 41.9%، ثم بدرجة عالية بنسبة 40.5%، وبدرجة عالية جداً بنسبة 11%، بينما جاء في المرتبة الأخيرة بدرجة منخفضة بنسبة 6.6%.
3. أهم المعوقات التي تواجه النخبة السياسية الفلسطينية خلال استخدام الإعلام الرقمي في التواصل مع الجمهور كانت سهولة ترويج الشائعات عبر الإعلام الرقمي بنسبة 68.4%، ثم انتشار الحسابات المزيفة والوهمية 66.9%، وعدم إلمام النخبة بتقنيات التواصل الحديثة بنسبة 59.6%.
4. توجد علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات النخبة السياسية الفلسطينية نحو استخدام منصات الإعلام الرقمي في التواصل مع الجمهور، والمعوقات التي تواجههم خلال استخدامها.
كما خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات، أهمها:
1. العمل على بناء استراتيجية موحدة من خلال التعاون بين المؤسسات الإعلامية المختصة بالإعلام الرقمي من جهة، والنخبة السياسية من جهة أخرى، بهدف الخروج برؤية موحدة لتحقيق أكبر استفادة من الإعلام الرقمي في التواصل مع الجمهور.
2. تفعيل مشاركة الجمهور الفلسطيني بمختلف شرائحه في منصات الإعلام الرقمي، والتعبير عن قضاياهم وهمومهم الحياتية اليومية بلغة بسيطة وراقية، بعيدا عن التجاوزات.
3. حث وتشجيع القادة والنخب السياسية وأصحاب القرار على تعزيز استخدام الإعلام الرقمي، وإنشاء حسابات لهم على المنصات الرقمية، للتواصل مع الجمهور وحل مشاكلهم، وتذليل العقبات التي تواجههم.
4. تنظيم دورات تدريبية للنخبة السياسية الفلسطينية فيما يخص استخدام الإعلام الرقمي، وإكسابهم مهارات التعامل مع منصاته المختلفة، ومواكبة كل التطبيقات الجديدة، للوصول إلى الجمهور عبر كل الوسائل.