لا تريد دولة الاحتلال ان تطبع مع العالم العربي فقط ولا تريد علاقات تجارية وعلاقات تمنح دولة الاحتلال اختصار مدة الطيران لطائراتها بين دولة الاحتلال ودول أمريكا اللاتينية وافريقيا واسيا واستراليا، ولا تريد دولة الاحتلال ان تطبع من اجل السياحة والتكنولوجيا وبيع ما تنتجه مصانعها للعالم العربي من تكنولوجيا عسكرية تعود بمليارات الدولارات لخزينتها فقط وانما لهدف سياسي أكبر. ان استراتيجية دولة الاحتلال على اختلاف الحكومات والتيارات تتفق ضمنا على ان الصراع مع الفلسطينيين لن يحل الا على طريقتها، اتفاق (ابرهام) الكارثي سيتيح لها إبقاء الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية والدخول في علاقات تطبيعيه تعتبرها دولة الاحتلال علاقات سلام عملت طويلا لتصل اليها. شريعة جديدة تجبر الفلسطينيين على التعايش مع الاحتلال بلا هوية وبلا ارض وبلا تاريخ وبلا قدس وبلا دولة ويكونوا فقط كجزء من قرية عربية كبري بأمن موحد واقتصاد موحد وديانة ابراهيمية عبارة عن مزيج من الديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية وبالتالي تذوب القدس وتصبح عاصمة موحدة لدولة الكيان يمتلك اليهود حق السيادة عليها وتفتح لكافة الأديان لممارسة شعائرهم الدينية .
تتحدث القيادات السياسية في دولة الاحتلال عن حالة اندماج امني واقتصادي بالشرق الأوسط خلال علاقات تطبيعيه غير مسبوقة كانت قد بدأت بتوقيع هذا الاتفاق الكارثي سبتمبر 2020 بين الامارات العربية المتحدة والبحرين من طرف ودولة الكيان من طرف اخر ولحق بهذا الاتفاق كل من المغرب والسودان ,وتسعي دولة الاحتلال لان يندمج في هذا الاتفاق باقي دول العالم العربي واهمها العربية السعودية التي تعتبرها دولة الكيان من اهم الدول التي يجب ان تنخرط في اتفاق ابرهام لان لها مكانة قيادية بالعالم العربي والإسلامي واندماجها في الاتفاق يعني الكثير لدولة الاحتلال باعتبارها اكبر دولة إسلامية في المنطقة . سياسيا العربية السعودية هي صاحبة مبادرة السلام العربية التي طرحت في القمة العربية ببيروت 2002 ولا تجيز البدء باي علاقات مع دولة الاحتلال قبل ان تنفذ قرارات هذه القمة فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية وحل الصراع على أساس مبدا حل الدولتين واي تطبيع خفي او علني يعني الغاء كامل لهذه المبادرة وتخلي السعودية عن كل ما جاء من بنود تتعلق بالعلاقة مع دولة الكيان.
تعتقد دولة الاحتلال ان جولة بايدن بالمنطقة ستفتح الباب بين السعودية ودولة الاحتلال وتدشن مسار لعلاقات تنتهي باندماج السعودية في اتفاق (ابرهام ) الكارثي , وتعتقد ان موافقتها علي نقل جزيرتي صنافير وتيران الي السيادة السعودية واخلاء الجزيرتين من القوات الدولية مع الحفاظ علي حق دولة الاحتلال باستخدام الممر الملاحي والذي يعتبر شريان ملاحي مهم يطل علي البحر الأحمر لدولة الكيان ,من وجهة نظر قادة دولة الاحتلال فان هذا سيساهم الي حد كبير في علاقات إسرائيلية سعودية مهمة تعتبره دولة الكيان مدخلا لعلاقات أوسع علي مدار المراحل القادمة . تسعي دولة الاحتلال بكل الطرق والاثمان ان تبني علاقات تراكمية مع السعودية سراً تعبد هذه العلاقات الطريق في نهاية المطاف لتوقيع اتفاق تطبيع مع أكبر دولة عربية، ولعل دولة الكيان تستخدم علاقاتها مع ستة دول عربية منها اثنتان وقعتا اتفاق سلام مضي عليه عشرات السنوات والباقي وقعت اتفاق تطبيع أسوأ بكثير من اتفاقات السلام التي وقعتها دولة الاحتلال مع كل من مصر والأردن.
تتمنع دولة الاحتلال من توقع اتفاق سلام عادل وشامل مع الفلسطينيين وترفض حتي اللحظة أي مبادرات دولية او حتي إقليمية للجلوس مع الفلسطينيين علي طاولة المفاوضات وفي ذات الوقت تتهرب من الاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين لأنها تعرف ان هذه الاتفاقات لو سارت حسب البرنامج الزمني لأنتهي الاحتلال وحصل الفلسطينيين منذ العام 1996 علي دولة معترف بها من كل العالم , لذا ارتأت دولة الاحتلال ان تتخلص من كل الاتفاقيات التي وقعتها مع منظمة التحرير من طرف واحد لتؤكد ان ما تريده من كل الاتفاقات ان تبقي السلطة الفلسطينية مؤسسة ادارية تدير حياة الفلسطينيين ويبقي الامن الداخلي والخارجي بيد دولة الاحتلال دون أي استحقاقات سياسية او كيان يرتقي لمستوي دولة .
السبب الرئيس الذي يكمن وراء إصرار دولة الاحتلال على التطبيع مع العربية السعودية في اسرع وقت هو انها تريد ان تكمل مخطط التطبيع وتكمل دائرة اتفاق ابرهام للانتقال الي الشق الاستراتيجي من هذا الاتفاق وهوما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين وهذا ما دفع دولة الاحتلال للإصرار علي عقد اتفاق تطبيع مع العربية السعودية دون ان تقدم علي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي او تتنازل عن شبر واحد من الأرض المحتلة للفلسطينيين .
وهنا تريد دولة الاحتلال ان تطبق الحل الإبراهيمي على الفلسطينيين من خلال العرب واولهم السعودية التي تقول قيادتها "ان التطبيع مع إسرائيل مستحيل قبل ان تطبق دولة الاحتلال بنود مبادرة السلام العربية وتنهي الاحتلال وتقبل بإنهاء الصراع مع الفلسطينيين وتحقيق السلام العادل في المنطقة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس" .
ستبقي محاولات دولة الاحتلال التطبيع مع السعودية مجرد محاولات فارغة لن توصل لاتفاق قبل ان تتخلي دولة الاحتلال عن احتلال الأرض الفلسطينية وتقبل بالسلام العادل علي أساس مبدا حل الدولتين ومبادرة السلام العربية التي يروج البعض لموتها خدمة لبرامج دولة الاحتلال ليس اكثر ,ولا اعتقد ان يحصل اتفاق تطبيعي علني بين إسرائيل والسعودية حتي لو رحل الملك سلمان وتولي الأمير محمد بن سلمان العرش حسب تصورات البعض بان أمريكا وإسرائيل تحاولان تعبيد الطريق الان للتطبيع مع السعودية الي ما بعد عهد الملك سلمان بن عبد العزيز.