هارتس : ما كشفته شهادة هداس كلاين ضد نتنياهو

يوسي فرتر.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوسي فيرتر

 

 



تضع شهادة هداس كلاين معضلة مؤلمة أمام الكاتب الذي يريد أن يستخرج أُسسها. على ماذا سنركز؟ هل على الطمع المقرف لرئيس الحكومة السابق وزوجته، أم على زوجين من أصحاب الملايين المتطفلين على أصحاب المليارات وحلبا منهم دون حدود وأخلاق؟ هل على التنمر بلا شفقة، الذي عاملوا به جيمس باكر المعجب بهما والذي يعاني من حالة نفسية ووصل إلى حافة البكاء لأنهما "ضغطاه"؟ هل على نماذج سلوك الزعرنة، حيث إنه في ذروة نشاطهما الجنائي كما يبدو قاما بتغطية وإخفاء آلية الابتزاز عن الذين يقدمون لهما التسهيلات؟ هل على رمزية "الأوراق الخضراء" للسيجار أو اللون "الوردي" للشمبانيا أو الأكياس السوداء المغلقة التي تم فيها نقل البضائع إلى بلفور وقيساريا؟
أم ربما على الطريقة التي حولا فيها بيت الجار باكر إلى مخزن للتموين الشخصي لهما، حيث يدخلان إليه ويأخذان منه ما هو في متناول اليد ويسبحان في بركته، في حين أنه توجد لديهما أيضا بركة؟ هل على المجوهرات والمعاطف، ليس بالضبط "سلعة قابلة للتلف"، تلك التي اضطرت كلاين لشرائها لزوجة رئيس الحكومة التي تحب الهدايا المجانية، بناء على طلب منها؟ هل على الحيونة وعدم الاكتراث لممثلي إسرائيل الثانية والجميلة الذين اجبروا مساعدة ملتشن الشخصية وسائقه على الوصول إليهما بسرعة في أيام الأعياد وأيام السبت وهما يحملان كمية كبيرة من الشمبانيا للسيدة والسيجار للسيد من قيساريا؟ بالمناسبة، شهدت سارة نتنياهو في محاكمة التشهير ضد أيهود أولمرت بأنها لا تشرب الكحول أبدا. "أخصائية نفسية مثلي غير مؤهلة لشرب الكثير جداً من الكحول". هل يخطر بالبال بأنها كذبت؟ روايتها أيضا لا تتساوق مع شهادات العاملين في المقر، الذين تحدثوا عن عدد المرات التي قابلوها فيها وهي ثملة بصورة غير عادية.
قالت هي وزوجها، إن منظومة العلاقات بينهما وبين ارنون واماندا ملتشن كانت ودية، وتميزت بالعلاقة المتبادلة. لقد تبادلوا الهدايا فيما بينهم. تحدثت كلاين، أول من أمس، عما أعطته عائلة نتنياهو لعائلة ملتشن: حمالة مفاتيح ولعبة من ألعاب القرصان الأحمر. يمكن الافتراض بأنه حتى عن هذه الهدايا لم تتنازل سارة بسهولة. لأنه بالنسبة لها حكم الأغورة هو مثل حكم الآلاف. هي تعطي أغورة وتأخذ - العفو، تطلب - آلاف المرات مقابلها. الأمور التي تحدثت عنها كلاين، التي جاءت بمرافقة رجل حراسة قوي البنية (مثل شهود النيابة الرئيسيين الآخرين، فهي تتعرض للتهديد من قبل الطائفة البيبية العنيفة والخطيرة)، لم تفاجئ أحدا. نُشرت التفاصيل في السابق. وحتى الآن عندما يسمعون ذلك من المصدر الأول فإن الفك يسقط ورد فعل التقيؤ يسود، والأذن تطن.
سترافق النقاشات في هذا الملف الحملة الانتخابية. فهل سيكون لذلك تأثير على الوضع السياسي للمتهم رقم واحد؟ من غير المؤكد أن الاستطلاعات القادمة ستظهر انخفاضا في عدد مقاعد "الليكود". واحتمالية أن تقرر المحكمة بأن كل ما حدث هو قانوني، ضعيفة جدا، هذا واضح تقريبا لكل عاقل. ولكن دعكم من المجال السياسي أو مسألة صندوق الاقتراع، فهذا ليس كل المهم.
الأمر المهم هو أن كل الإسرائيليين سيعرفون من الذين قاموا بإدارة الدولة في الـ 12 سنة الأخيرة، ومن يريدون العودة إلى الحكم؛ فهما زوجان من السارقين والبخلاء والمبتزين، اللذان سلوكهما القبيح مثلا هو كوميدي، هذا إذا لم يكن حزينا ومخجلا. شخصيات يبدو أنها كتبت في وصية من السماء على يد حانوخ لفين وموليير.
أثناء تدفق التقارير من المحكمة بشرنا بانسحاب يوفال شتاينيتس من الحياة السياسية بعد 23 سنة في قائمة "الليكود" في الكنيست، والمناصب الوزارية التي تولاها. "أنا بحاجة إلى هواء نقي"، برر عضو الكنيست المستقيل، حيث إن الهواء الإعلامي الذي غلف بيانه كان هواء ملوثا إلى درجة أنه خطير على الصحة. ربما بوعي أو دون وعي، المجاز الذي اختاره شتاينيتس اندمج مع المقولة التي اسمعها، مؤخراً، عضو الكنيست بني بيغن. "تحولت قائمة (الليكود) إلى مصنع لتلويث الهواء". أحد الملوثات الكبيرة هو جار شتاينيتس في الكنيست، دودي امسالم، الذي وصف الملف 1000 بـ"بضع سيجارات".
شتاينيتس هو من أواخر "الليكوديين" الرسميين، نسبياً، الذين بقوا في القائمة. هو أقل الأقلية. أقلية شبه ملاحقة. قبل فترة قصيرة كان هو العضو الوحيد في "الليكود" (وفي المعارضة) الذي لم يؤيد مشروع القانون المقرف لامسالم وماي غولان، لنقل تعيين قضاة المحكمة العليا إلى الحكومة. مشروع قانون يشكل سابقة فقط لما يخطط له نتنياهو وسموتريتش وبن غبير ودرعي وغفني لجهاز القضاء. لم يصوت شتاينيتس لأن زوجته تشغل منصباً في المحكمة العليا. ولكن حتى بدون صلة بها فإنه تقريبا خشي من النية الواضحة والمعلنة (التي ينفيها نتنياهو)، لتحطيم المحكمة العليا والنيابة العامة ومنصب المستشار القانوني للحكومة.
خفت بريقه لدى الزوجين منذ فترة طويلة. ومجرد حقيقة اختيار زوجته مرشحة للمحكمة العليا قادت وزير العدل، جدعون ساعر. وهي أيضا لم تساهم بحق بالثقة التي يكنها له من يسكنون في المنزل التآمري في قيساريا.
شخص مثله لا يوجد له، الآن، مكان في "الليكود". ومن المشكوك فيه أن يتم انتخابه. في جولات الانتخابات التمهيدية الأخيرة تم دفعه من العشرية الأولى إلى العشرية الثانية. وبعد ذلك تدهور منها. في الانتخابات القادمة كان سيواصل التدهور كما يبدو إلى أسفل المنحدر. اختياره كان بسيطاً: إذا بقي "الليكود" في المعارضة فليس لديه ما يبحث عنه هناك. وإذا عاد "الليكود" إلى الحكومة فلن يستطيع المشاركة في الهجوم المخطط له على سلطة القانون.

عن "هآرتس"