لم تتوقف جهود الفصائل الفلسطينية الرامية للبحث عن حلول جدية وجذرية لأزمة معبر رفح البري والتي لم تعد قضية عادية يمكن معالجتها بصبر وصمود المستفيدين من إدارتهم للمعبر، فهل ستنجح محاولات الفصائل الفلسطينية هذه المرة لحل هذه الأزمة وهل ستكون هذه المبادرة الحل السحري التي سنشهد من خلالها قبول الأطراف الثلاثة(مصر وحركة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية) بالحلول المقدمة ؟؟!
وفي هذا السياق قال خالد صافى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أن " لا يعتقد أن تقدم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)على تسليم معبر رفح البري لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، إلا ضمن صفقة تناسبها يتم من خلالها حل عدد من القضايا العالقة ، وهو ما ظهر جلياً في التصريحات السابقة لقيادات الحركة حول أزمة معبر رفح البري".
ويعتقد صافي بأن "هذه المبادرة جيدة في حيثياتها ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل وأيضاً وفي النوايا، وتساءل هل هناك بالفعل صدق في النوايا من قبل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس لحل ازمة مليون ونصف المليون مواطن في قطاع غزة ."
ويرى صافى بأنه " يجب التروي وانتظار ما سيتمخض عن هذه المبادرة ، خاصة وأن هناك ترحيب من قبل حكومة الوفاق الوطني والفصائل الفلسطينية وهناك خطوات جدية لإنجاز هذا الملف ".
وأعرب صافي عن تفاؤله من هذه المبادرة ولكنه أكد بأن هذا التفاؤل حذر ولا يجب أن يزيد هذا التفاؤل عن حجمه من قبل وسائل الإعلام والمتحدثين بأسماء الفصائل، في ضوء الاحباطات العديدة التي تعرضت لها المبادرات السابقة بما فيها اتفاقات المصالحة وحكومة الوفاق الوطني نفسها باعتبارها ولدت ميتة ولا مكان لها في قطاع غزة ".
يشار إلى أن السلطات المصرية تصر على أن تكون السلطة الفلسطينية هي الجهة الوحيدة التي يتم التعامل معها على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة ومصر وترفض وجود أي عنصر تابع لحركة حماس على المعبر ، ومن جهتها ترفض السلطة الوطنية تسليم حركة حماس للمعابر دون تواجد لأي عنصر من الحركة فيما تصر حركة حماس على الا تتخلى عن وجود موظفيها على المعبر، لا سباب عديدة من بينها ان الموقف له علاقة بمصداقية تطبيق مبدأ الشراكة.
ومن الجدير ذكره أن حماس تخشى من ان تسليم المعبر، سيشكل خطوة اخرى بعد تسليم حكومتها لحكومة الوفاق، وبأن السلطة ستستمر في ابتزاز المزيد من التنازلات دون تحقيق اي تقدم في عملية المصالحة.
ويبقى السؤال مطروحاً هل ستبادر حماس الى الاعلان عن استعدادها لتسليم المعبر بالكامل للسلطة الوطنية، وان تحفظ حقها كسلطة فعلية قائمة في غزة، من خلال صيغة شبيهة بما يتم اعتماده على معبر بيت حانون، داخل المعبر بإدارة حرس الرئيس او من يتم انتدابه من قبل السلطة، وتقيم حماس نقطة خارج المعبر تتابع من خلالها ما تراه حقا لها خاصة وأن حكومة الوفاق الوطني أبدت استعدادها للقدوم للقطاع حال وافقت الأخيرة على المبادرة؟؟!
وفي النهاية سيبقى معبر رفح مغلقاً في ظل غياب الشعور بالمسؤولية الوطنية وتغليب المصلحة الحزبية وإخضاعه للحسابات والمصالح السياسية الخاصة لكل حزب وتجاهل الابعاد الانسانية والحقوقية وهموم المواطن الفلسطيني المغلوب على أمره والمطالب من كافة الأطراف بالصمود والتحدي في كل مواجهة مع الاحتلال وفي كل الأزمات التي يحياها، دون ان تقدم له اية مساعدة لتعزيز صموده واستعداده للتضحية.