"حزب الله" يريد منع أي إمكانية للاتفاق أو التطبيع بين لبنان وإسرائيل

غيورا آيلند.jpeg
حجم الخط

بقلم: غيورا آيلند

 

 




ما كان ينبغي لمحاولة "حزب الله" إرسال ثلاث مُسيّرات نحو طوافة الغاز كريش أن تكون مفاجئة. فالخلفية العامة هي الخلاف بين إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية بينهما. في صيف 2000 انسحبت إسرائيل من طرف واحد من لبنان، واتفق على خط الانسحاب البري بعد مفاوضات مضنية مع الأمم المتحدة.
وسمح الخط المتفق عليه لمجلس الأمن أن يقر بأن إسرائيل تنفذ قرار الأمم المتحدة 425 وأن ذاك الخط هو بحكم الأمر الواقع الحدود المعترف بها من الأسرة الدولية (وإن لم يكن من جانب لبنان).
حاولت إسرائيل منذئذ، دون نجاح، الاتفاق مع الأمم المتحدة على الحدود البحرية.
ينبغي أن تكون الحدود البحرية متفقا عليها بين الدولتين، ولا يوجد سبيل واحد ملزم لترسيم هذه الحدود.
ولما كانت الفجوة بين الطريقة التي اختارتها إسرائيل وطريقة الأمم المتحدة (بضغط من لبنان) واسعة جداً، فقد اتفق على ألا يكون الاتفاق، لكن أوضحت إسرائيل للجميع أنها ستعمل وفقاً لطريقتها في الترسيم، وبموجبها ترسم الحدود البحرية من رأس الناقورة باتجاه الشمال الغربي.
بعد سنوات من ذلك تبين أنه يوجد الكثير من الغاز الطبيعي في البحر أمام شواطئ إسرائيل.
هكذا اكتشف بئر تمار، وبعده لافيتان، وبعد ذلك أيضا كريش وتنين.
اكتشاف الغاز والفهم بأنه على ما يبدو أيضا توجد آبار غاز كبيرة أمام شواطئ لبنان منح "حزب الله" أداة دعائية جديدة.
يجدر بالذكر أن "حزب الله" هو تنظيم مدعوم تماما، ماليا وعسكريا، من إيران ولهذا فهو ملتزم بالعمل وفق المصالح الإيرانية.
من جهة أخرى يعرض "حزب الله" نفسه وطنيا لبنانيا "يحمي لبنان من العدوان الإسرائيلي".
يفهم التنظيم أنه إذا ما شن حربا ضد إسرائيل فقط لأن إيران تطلب منه ذلك فإن الأمر سيمس بشدة بمكانته في لبنان. بالمقابل، إذا عمل عسكريا ضد ما يسميه "السطو الذي تنفذه إسرائيل على مقدرات الغاز اللبناني" فسيكون له إسناد واسع في الدولة.
هذا هو السبب الذي جعل نصر الله حتى قبل سنين يدعي أن قيمة الغاز الذي "تسطو" عليه إسرائيل هي 9 مليارات دولار.
الفجوة الحقيقية بين إسرائيل ولبنان بالنسبة لموقع الحدود البحرية ضيقة جدا، وذلك عقب النشاط الأميركي الذي أقنع الطرفين بتقديم تنازلات ذات مغزى.
ظاهراً، من المجدي للبنان أيضا أن يوافق على الخط المقترح، الآن، من الولايات المتحدة. فالأمر سيسمح له بأن يطور حقل الغاز الذي يوجد في مياهه الاقتصادية، وأن يخفف بشكل كبير من الوضع الاقتصادي الصعب في الدولة.
اتفاق كهذا بين إسرائيل ولبنان لا يحصل لأن "حزب الله" يفرض "الفيتو"، ويهدد كل سياسي لبناني مستعد لحل وسط.
لـ "حزب الله" سببان لعمل ذلك: من المهم للتنظيم أن يكون هناك توتر بين إسرائيل ولبنان، ما يسمح له بأن يبدو كما أسلفنا في صورة الوطني اللبناني.
السبب الثاني: إذا كان اتفاق رسمي فإن هذا الفعل يشكل نوعا من الاعتراف بإسرائيل، ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاتفاقات، بما في ذلك بالنسبة للحدود البرية، وربما أيضا التعاون الاقتصادي.
وعليه، فان "حزب الله" يدّعي أن الطوافة التي وصلت لتوها إلى كريش تؤدي إلى السطو على مقدرات لبنانية، ولهذا فإنه لن يسمح لذلك أن يحصل.
من هنا يمكن أن نفهم لماذا أرسلت "المُسيّرات" باتجاه الطوافة، وينبغي الافتراض بأن هذه لن تكون العملية الأخيرة في هذا الاتجاه.
من الخير أن يكون الجيش الإسرائيلي مستعداً، لكن لا يقل أهمية عن ذلك إقناع الرئيس بايدن، الذي يصل قريبا إلى إسرائيل، بمزيد من الضغط على حكومة لبنان لإجمال الحدود البحرية بين الدولتين، وهكذا سحب البساط من تحت أقدام "حزب الله".
يسمح الوضع الاقتصادي اليائس في لبنان بالتأكيد للأميركيين بعمل ذلك.

عن "يديعوت"