قشرة البطاطا: صحية أم سامة؟

22015114317
حجم الخط

تحظى البطاطس بشعبية واسعة لدى الألمان، فهي مصدر مهم للحصول على الكربوهيدرات وبعض المواد الغذائية المفيدة للصحة. بيد أن خبراء الصحة يرون أن الحصول على فوائد البطاطس مرهون بأسلوب إعدادها!

تعد البطاطس واحدة من أكثر الخضروات استهلاكا في ألمانيا، وهو ما تؤكده الإحصائيات أيضا، إذ يبلغ متوسط الاستهلاك السنوي للفرد الواحد للبطاطس في ألمانيا حوالي 60 كيلوغرام. ولاشك أن الشعبية التي تحظى بها البطاطس لم تأت من فراغ، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم فضلا عن أنها المصدر الأساسي للحصول على الكم الكافي من الكربوهيدرات وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون في تغذيتهم على حمية "العصر الحجري" لتخفيض وزنهم، إذ يتميز هذا النظام بتناول القليل من الكربوهيدرات وارتفاع نسبة البرويتن والألياف الغذائية.

وبحسب ما أورده موقع "بيوليسكر" الألماني والمعني بشؤون التغذية الصحية، فإن الحصول على فوائد البطاطس بشكل كامل يعتمد أيضا على طريقة تحضيرها. ويعتمد الكثيرون عامة والرياضيون بشكل خاص على البطاطس كمصدر أساسي للحصول على الكم الكاف من الطاقة، لكنها قد تكون أحيانا المصدر الأساسي لآلام المفاصل، كما تسبب البطاطا الحلوة لدى البعض نفخة في البطن ومشاكل في الهضم.

لهذا ينصح بتناول البطاطس بدون قشرتها!

وفي كلتا الحالتين، يتم ربط هذه الآلام بالكربوهيدرات، لكن ذلك ليس صحيحا في جميع الحالات، فبحسب خبراء الصحة فإن المواد النشوية في البطاطس لا علاقة لها بهذه الأعراض، بل يعود سبب ذلك إلى المركبات الطبيعية السامة والتي تفرزها البطاطس كمواد دفاعية طبيعية. إذ تنتج معظم النباتات مركبات طبيعية سامة لحماية نفسها من الحشرات والحيوانات، ومن الممكن لهذه المركبات أن تؤثر سلبا على علمية الهضم حسبما وردفي موقع "غيزوندهايت هويته" الألماني.لذا فإن المركب "الدفاعي" الذي تفرزه البطاطا يؤثر سلبا على قدرة الأمعاء على امتصاص العناصر الغذائية، كما يساهم في بعض الحالات في ظهور متلازمة القولون العصبي.

صحيح أن البطاطس تفرز مركب الغليكوالكالويد للدفاع عن نفسها، لكن الكمّ الأكبر من هذا المركب يتركز في قشرتها، ما يعني أن الحصول على فوائد البطاطس يكون بتناولها بدون قشرتها. وفيما يتعلق بالبطاطا الحلوة، حتى الآن هناك جدل حول المركبات التي تفرزها للدفاع عن نفسها، إذ أثبتت الدراسات أن البطاطا الحلوة لا تحتوي على مركب الغليكوالكالويد الذي تفرزه البطاطس العادية، لكن مشكلة عسر الهضم التي يعاني منها البعض لدى تناولهم البطاطا الحلوة، تطرح تساؤلات حول مدى صحة هذا الطرح.