بعد "خفي بايدن".. الرئيس عباس..إما تنفيذ وعدك أو تنتظر وعدك!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 أنهى الرئيس الأمريكي جو بايدن، ساعته التجميلية في بيت لحم، حيث التقى الرئيس محمود عباس ووفده، دون أن يقدم خطوة سياسية واحدة، أو وعدا مضافا لما سبق من وعود قالها، حول القضية الفلسطينية، سوى بعض ابتسامات وزعها للحاضرين علهم يرونها "هدايا إنسانية" أثمن من "الهدايا السياسية"، التي لم تعد تعني أمريكا بشيء.

انتهاء ساعة "بيت لحم" التجميلية، كما يقال بـ "خفي بايدن"، واكتشاف بعض "الواهمين" أو "المراهنين"، ان  لا خير سيأتي لهم من واشنطن، سيجبر الرئيس عباس وفريقه "الخاص جدا"، في غياب كامل لتنفيذية منظمة التحرير، التي كانت يوما صاحبة "الولاية السياسية" في الشأن الوطني العام، الذهاب الى مربع الصراحة، ماذا بعد انتهاء زمن الرهان على "البايدينة" التي انتظروها طويلا، وأنهكوا الشعب الفلسطيني بتردد وأشاعوا "ضررا وطنيا".

بعد 15 يوليو 2022 وزيارة "ساعة بيت لحم"، لن يكون كما قبله أي كان القرار، حيث انتهت "ذرائعية" منح الولايات المتحدة وغيرها وقتا وفرصة علها تستطيع فعل ما لم يستطع به غيرها، وإن لم تأت بكل ما وعدت، فاقله بعضا منه لستر ماء وجه الرسمية الفلسطينية، الذي أريق "شرفه السياسي" كثيرا جراء الانتظارية التي طال أجلها.

انتهت زيارة "ساعة بيت لحم"، وعاد "الوحش المنتظر"، وكأنه لم يكن هناك أصلا قضية للبحث والنقاش، ولعل الأمر اتضح تماما، عندما أجل الطرف الأمريكي عقد مؤتمر صحفي لأنه تم وضع كرسي عليه صورة الشهيدة المغتالة سياسيا وقانونيا بيد أمريكية وجنائيا بيد جيش الاحتلال شيرين أبو عاقلة.. رفض ليس شكلي أبدا، ولكنه التزام لدولة الكيان ألا يكون "للرمزية" مكان.

انتهت زيارة "ساعة بيت لحم" وذهب بايدن، دون أن يعير حيرة الرئيس عباس وفريقه "المحدود" قيمة بالمعنى المباشر، ولم يقدم لهم سوى كلمات تائهة، دون أن بيان مشترك حول بعض قواعد عمل وأسس كان يعتقد أنهم متفقين عليها، بل أن بايدن لم يتحدث في "ساعة بيت لحم" بما ورد في البيان الأمريكي السعودي حول "دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافيا"، رغم عاطفته حول الاحتلالين الإيرلندي والإسرائيلي، ولكنه تجاهل كليا نتاج الثاني.

منطقيا، يجب أن يدعو الرئيس محمود عباس، "تنفيذية منظمة التحرير" فورا لوضع "آلية عمل" خاصة بتنفيذ ما يمكن تنفيذه من قرارات المجلس المركزي حول "فك الارتباط" مع دولة الكيان، وهي لم تعد مجهولة أبدا، وليس بالضرورة تنفيذها فورا ومرة واحدة، بل يمكنهم وضع جدول محدد، يبدأ من رأس الصفحة بتعليق الاعتراف المتبادل وخطوات إعلان دولة تحت الاحتلال، وبحث مسألة "التنسيق – التعاون الأمني مع الطرفين الأمريكي أولا والإسرائيلي ثانيا"، خاصة وأن واشنطن لم تعد تلتزم بأي مسألة خاصة بموازنة السلطة.

وكما خطوات تفصيلية عديدة، متعلقة بالعلاقة مع الدول العربية، التي ارتبطت في السنوات الأخيرة بـ "مزاجية الرئيس عباس" وحساباته الشخصية خارج المصلحة الوطنية، ولو تابع إعلام بعض دول الخليج ومنها العربية السعودية، لأدرك أي مكانة باتت لفلسطين عندهم..فليكن تقييم حقيقي خارج "الذات المصابة بداء الذاتية".

العمل على توجيه رسالة فورية الى المملكة العربية السعودية بخصوص قمة الرياض، كي لا تغيب فلسطين بعدما غابت الرسمية الفلسطينية عنها، رسالة تحدد ما سيكون من خطوات حول "فك الارتباط" بعد الانتظار الطويل، الذي أنتج "حصرما سياسيا"، لن يستمر صمت شعب فلسطين على من يصمت عليه.

منذ الآن، أنت لست أنت الرئيس محمود عباس، فإما ان تقود حالة تغيير يراها شعب فلسطين تليق به، أو تنتظر ما ليس مرغوبا لك، مسارا ومسيرة ومكانة...ولن تنفع كل محاولة استخدام خطر من غيرك للهروب من حقيقة مواجهة العدو القومي، كما تستخدم أمريكا والكيان خطرا وهميا اسمه إيران...

الرئيس عباس عليك، الذهاب الى تنفيذ المحدد وطنيا، أو الاستعداد للذهاب الى حيث بدأ تحديد مكانتك اللاحقة..الأمر بيدك الآن، لكنه لن يصبح بيدك بعده..دون منطقة وسطى بينهما..فعليك الاختيار ولك القرار وليس لغيرك!

ملاحظة: حلوة "لعبة صاروخ حماس" بين حين وآخر أنا هنا على طريقة "شفيني يا مرة خال"..طيب وبعد الخبر الإعلامي وكم بيان نتي.. مش زابطة خالص معاكم...والعدو فرحان فيكم أكتر منكم بألعاب الليل يا "حركة الكلام السيبرانية"!

تنويه خاص: مشهد بايدن خلال لقاء بن سلمان وبعده في المؤتمر الصحفي كان ذليلا الى حد المهانة...بالتأكيد ولا عمره رئيس أمريكاني عاش اللي عاشه..شكله زمن "سي السيد" بح..ياااااااااااه على هيك وقت ونخلص من الحية وراسها وسمها..وبالمرة منها!