تلجأ الكثيرات من الأمهات أو الآباء أو حتى الأبناء أو من يقوم على رعاية الطفل الرضيع أو الطفل الصغير، إلي هزّه بغرض تدليله أو اللعب معه أو إسكاته؛ لكي يكفّ عن البكاء، وحثّه على النوم؛ خاصة أن الطفل في شهوره الأولى يعاني من صعوبة النوم، ويسبب الأرق والتعب للمحيطين به، وهذه الطريقة لتنويم الطفل الرضيع أو الرغبة في إسكاته، لها مخاطر عديدة:
ما هي متلازمة الطفل الرضيع المهزوز؟
- هي حالة طبية تصيب الأطفال، وتؤدي إلى نزيف بالمخ للطفل الصغير، حديث الولادة أو في الشهور الأولى بعد الولادة.
- وقد تحدث هذه الحالة في سنتي المهد بسبب الهزّ العنيف للرضيع، مِن قِبل الشخص الذي يرعاه، والذي يؤدي إلى إصابة أنسجة وخلايا المخ الهشة للطفل؛ محدثاً نزيفاً بالدماغ وتضررات أخرى خطرة.
- تُعَد متلازمة الطفل الرضيع المهزوز، من أهم الأسباب لموت الأطفال الصغار من دون العامين، والناتجة عن إصابة بالمخ.
- وقد أشارت العديد من المصادر الطبية إلى أن متلازمة الطفل المهزوز، أحد أنواع الإيذاء أو الإساءة للطفل غير المتعمدة.
- كما أن الطبيب المشرف على التوليد قد يلجأ إلى هز الطفل المولود، أو إمساكه من الكاحلين، وجعل رأسه لأسفل مع ضرب الظهر براحة اليد؛ لكي يحث المولود على البكاء والتأكد من حيوية أجهزته، وهذه الطريقة من الطرق الممنوعة تماماً؛ حيث إنها قد تؤدي إلى حدوث نزيف دماغي للطفل.
دراسة ألمانية حديثة عن مخاطر هزّ الرضيع
- أظهرت تقديرات لخبراء في ألمانيا، أن ما يصل إلى 200 رضيع سنوياً، يعانون من تلف في الدماغ جرّاء تعرضهم للهزّ على يد الآباء في الغالب.
- وفي الغالب، أن الآباء يفقدون سيطرتهم على أعصابهم، ويفعل ذلك المربون الذكور أيضاً.
- بشيء من التفصيل؛ فهذا ما توصلت له "بيربل ميليش" وكيلة وزارة الصحة بولاية بادن فورتمبرغ جنوب ألمانيا، خلال زيارة لمستشفى شتوتغارت الجامعي.
- وقد حذرت ميليتش من هذا الهز الذي قد تكون له آثار كارثية؛ "لأنه يُفقد الرضيع فرصاً أساسية للنمو".
- بدوره أشار الدكتور ماركوس بلانكنبرج إلى أن "ثواني قليلة من الهزّ، تكفي لإلحاق إصابة خطيرة على الحياة بالرضيع" وذلك لأن عضلات الرقبة لا تستطيع تحمل الرأس الكبير للرضيع أثناء الهز.
- كما أشار الدكتور بلانكنبرج إلى أن هذا الهزّ، يمكن أن يصيب الرضيع بنزيف في المخ، ونوبات صرع، وإعاقات جسيمة تستمر معه طوال حياته.
- وقد نُظّمت حملة توعية للآباء والأمهات، نظمها ممثلون عن حكومة ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية ومستشفى شتوتغارت الجامعي، وممثلون عن شركة تأمين كبرى في ألمانيا.
- وقد عزا منظمو الحملة، التي تهدف لتوعية الآباء والأمهات، إلى أن السبب في اللجوء إلى الهزّ، هو أن الوالدين يشعران بالعجز والخذلان عندما يصيح طفلهما كثيراً، وأن المساعدة المبكرة والتوعية، يمكن أن تخفف من حِدّة الموقف، وتؤثر إيجاباً على التربية الحساسة بين الأم والأب والطفل.
مخاطر هزّ رأس الرضيع
- يؤدي هزّ الطفل العنيف، إلى حدوث إصابة بخلايا المخ، مع حدوث نقص في الأكسجين وتورم فيها.
- حيث يكون الطفل الرضيع لديه هشاشة طبيعية في خلايا المخ، قد يؤدي الهزّ إلى حدوث نزيف بالدماغ.
- أما عن أعراض متلازمة الطفل الرضيع المهزوز، تختلف على حسب حجم الإصابة، وتشمل البكاء المستمر والعكس، قد يحدث خمول وضعف النمو وضعف المص وفقدان القدرة على الرضاعة، وشحوب في الجلد والشفاه.
- وقد يحدث لدى الطفل حالة من القيء المستمر، وزرقة في الوجه، وتنفس غير منتظم، وحدوث تشنجات عصبية وبروز في فتحة اليافوخ الأمامي للجمجمة.
- قد يحدث أيضاً ضعف في الحركة، وتوسع لبؤبؤ العين، أو عدم تساوي حجم البؤبؤ في العين اليمنى واليسرى.
- ليس بالضرورة تماماً وجود كل هذه الأعراض؛ لذلك ففي بعض الأحيان يكون الكشف عن المتلازمة خاضعاً للتشخيص السليم.
- في حال الشك بوجود متلازمة الطفل الرضيع المهزوز، يقرر الطبيب اللجوء لإجراء أشعة مقطعية على المخ، والتي تبين وجود النزيف، وبخاصة نزيف ما تحت الأم الجافية.
- كذلك وُجد أن حوالي ٨٥٪ من هذه الحالات، تكون مصحوبة بنزيف في شبكية العين، وهو ما قد يُستخدم لتشخيص مثل هذه الحالات، ولذلك يجب فحص الطفل عن طريق طبيب أمراض العيون للتأكد من سلامة قاع العين.
مضاعفات متلازمة هزّ الطفل الرضيع
- قد تحدث مضاعفات عديدة بسبب متلازمة الطفل الرضيع المهزوز، مثل حدوث تشنجات عصبية لدى الطفل.
- ويحدث تأخّر في التطور الحركي والاجتماعي، وصعوبة في الكلام، وتأخُّر في الوظائف المعرفية، وتأثُّر لحاسة البصر، وحدوث استسقاء في المخ، وقد تصل المضاعفات لإصابة الطفل بالشلل الدماغي.
- هذه المضاعفات تحدث في حوالي ٢٥٪ من الحالات المصابة بالمتلازمة.
- وقد تحدث الوفاة في حوالي ثلث حالات متلازمة الطفل الرضيع المهزوز، ولذلك يجب الامتناع عن هزّ الطفل؛ لتجنب هذه المخاطر.
- وفي بعض الأحيان يجب اللجوء للتشخيص الدقيق لمتلازمة الطفل الرضيع المهزوز؛ فقد تكون إصابة الدماغ لدى الرضيع، ناتجة عن أسباب أخرى، مثل: سقوط الطفل على رأسه وإصابته بالتهاب السحايا، وأمراض التمثيل الغذائي الوراثية، وغيرها من الحالات التي تصيب الرُضّع وتسبب لهم مشاكل في الدماغ.