ليس بايدن من يحمي الوجود المسيحي !!

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس


 

 

غني عن القول ان فلسطين هي مهد المسيحية التي تنتشر في كل انحاء العالم ، ففيها انطلقت البشرى والميلاد والصلب والقيامة، والوجود المسيحي يشهد منذ سنوات ولأسباب مختلفة، تناقصا كبيرا من اهم اسبابه الهجرة اولا ، ثم عقلية العائلات قليلة العدد والزواج المتأخر.
وفي زيارة الرئيس بايدن قبل ايام قليلة ، التقى عند مدخل كنيسة المهد، اي ميلاد السيد المسيح، ممثلي الكنائس الثلاث التي تدير وترعى هذه الكنيسة التي لا مثيل لها في كل العالم، وخلال هذا اللقاء الهام، اكد ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس وسائر انحاء فلسطين والاردن على ضرورة التدخل الاميركي الفاعل لحماية الارث والوجود المسيحي في الاراضي المقدسة ، وخاصة في مدينة القدس التي تشهد حملة غير مسبوقة من الجمعيات الصهيونية المتطرفة.
وانا اعتقد ان من يحمي الوجود المسيحي ليس بايدن وامثاله وانما المسيحيون انفسهم وبالدرجة الاولى والمسؤولية الاستراتيجية كبار رجال الدين ورعاة الطوائف المختلفة، والمؤسسات الدينية الكثيرة والمسؤولة عن حماية هذا الوجود. ومن يتجول بالقدس مثلا ، او يعيش فيها ، يلاحظ بلا ادنى شك تقلص الوجود المسيحي ، وسيطرة جهات مختلفة اسرائيلية وغير اسرائيلية على الكثير من المباني والمواقع الاستراتيجية . ولعل ما هو معروف بحارة النصارى بالقدس اكبر دليل على هذا بحيث لا يكاد يبقى من النصارى هناك الا الاسم فقط.
في كل الاحوال ، فإن فلسطين ستظل مهد المسيحية وسيظل الوجود المسيحي والدور التاريخي له ، قائما وصامدا رغم كل التحديات.
اقتراح الى رئيس الوزراء د. محمد اشتية !!
اتذكر حين كان سلام فياض رئيسا للوزراء، انه كان يعقد اجتماعات شهرية يشارك فيها الصحفيون ورجال الاعمال، وتتم مناقشة كل القضايا وبكل حرية للمشاركين من الصحفيين والتجار.
وانا اعتقد ان تلك الاجتماعات كان لها تأثير ودور لا يمكن تجاهله في مجمل سياسة الحكومة وقراراتها خاصة في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية. وانا اقترح على رئيس الوزراء د. محمد اشتية ان يتخذ مبادرة كهذه ويلتقي عددا من هؤلاء الاشخاص كل في مجال عمله ، لكي يطلع على الواقع بكل صراحة ، لأن ادارة الحكومة من وراء المكاتب والمواقع ، يظل يدور ، بصورة عامة ، في حلقة مفرغة بعيدة عن الواقع.
التطبيع يزداد وعلينا تفهم نتائج ذلك !!
توجه الرئيس بايدن مباشرة من اسرائيل الى السعودية ، حيث التقى هناك كبار المسؤولين وبالمقدمة ولي العهد. وبدون الاهتمام كثيرا بما جرى في هذه المحادثات ، فإن المظهر الاقوى والاهم هو بداية التطبيع بين اسرائيل والسعودية ، لأن رحلة بايدن كانت الاولى من نوعها ، بعد ان فتحت الرياض اجواءها امام كل الرحلات وبالمقدمة الرحلات الاسرائيلية او القادمة من اسرائيل.
وللحقيقة فإن لهذا التطبيع نتائج قوية علينا وعلى قضيتنا والاهتمام بها ، لأن اسرائيل تحاول القفز من فوقها وخلق قضايا جديدة بينها وبين الدول التي تمارس هذا التطبيع، ويحاولون خلق عدو جديد هو ايران ويعملون على تقليص اهمية قضيتنا، ويهددون دول الخليج بصورة خاصة من هذا « العدو الجديد» ، وعلينا ان نعمل بالتعاون مع دول التطبيع هذه ونحاول بكل امكانياتنا ، ان تكون قضيتنا في اولوية اي تطبيع مع اسرائيل وليس تجاهلها ، ولعل القمة المصغرة الاخيرة في جدة تشكل نموذجا جديدا للعمل وكيفية التعامل مع المعطيات لتي بدأت تسيطر على الواقع.