"إسرائيل اليوم" : مهاجمة «أهداف نوعية» لـ «حماس»

يواف ليمور.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوآف ليمور

 

 



من انتظر اختراقاً دراماتيكياً في العلاقات بين إسرائيل والسعودية أثناء زيارة الرئيس بايدن إلى المملكة خاب ظنه كما كان مرتقبا.
فالسعوديون ليسوا ناضجين بعد لخطوات بعيدة الأثر، ويتقدمون ببطء.
سطحياً، يحافظون أيضا على سياستهم الثابتة في السنوات الأخيرة: لن يتحقق التقدم بين الدولتين إلا بعد تنفيذ "المبادرة السعودية" التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
لكن من خلف هذا الموقف الرسمي توجد سعودية أخرى. دليل علني واحد على ذلك هو الإذن الذي أصدرته لعبور الطيران الإسرائيلي سماء المملكة.
ثمة أدلة أخرى بقيت خلف الكواليس: من زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى السعودية، وحتى سلسلة طويلة من الصفقات، الأمنية والتكنولوجية أساسا، وفي مجالات أخرى.
إن تحسين العلاقات بين بايدن وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لا بد سيساعد في هذا التقدم.
هنا أيضا، سطحيا، بقيت الأطراف على حالها. قال بايدن إنه واجه محمد بن سلمان في موضوع قتل الصحافي، جمال خاشقجي، وقال رجال ولي العهد إنه واجه الرئيس الأميركي بقضية موت الصحافية شيرين أبو عاقلة.
يمكن الافتراض بأنه من خلف الروايات الرسمية هذه كانت الأجواء مثمرة أكثر بكثير. للولايات المتحدة مصلحة في أن تزيد السعودية جداً إنتاجها من النفط كي تساعد على تخفيض أسعاره في العالم، وللسعوديين مصلحة في تحسين العلاقات مع واشنطن. إسرائيل، من ناحيتهم، هي جسر حيوي للأذن الأميركية، ولاعبة أساسية في الاستقرار الإقليمي.
الدولتان – والى جانبهما معظم الدول في المنطقة، ممن شارك زعماؤها، أول من أمس في القمة مع بايدن- سيحاولون الدفع قدما بالمحور المشترك ضد المحافل المعادية في المنطقة، وعلى رأسها إيران.
وبينما تحرص السعودية على إبقاء علاقاتها مع إسرائيل سراً، تواصل دول اتفاقات إبراهيم صب المضمون فيها. فزيارة رئيس الأركان كوخافي إلى المغرب هي مدماك آخر في العلاقات الأمنية المتوثقة بين الدولتين.
ومثل الزيارة التي أجراها في البحرين، سيستقبل كوخافي في الرباط أيضا بكل التشريف والتبجيل: للمغرب مصلحة في أن تتلقى من إسرائيل مساعدة وأذوناً لصفقات في جملة مجالات ستدفع بعضها قدما أثناء الزيارة.
وبينما تنشغل الساحة السياسية – الأمنية بالاستراتيجية الإقليمية، تجر كما هو دوما إلى الساحة المحلية. الصواريخ الأربعة، التي أطلقت في ليل السبت، من غزة كانت تذكيرا بأن الفلسطينيين لا يذهبون إلى أي مكان. ومع أنه يبدو أن "حماس" لا تقف خلف إطلاق النار – ليس مباشرة ولا بصرف النظر أيضا – لكن في الساحة الأمنية قلقون من أنه للمرة الثانية كان سكان عسقلان مطالبين بالدخول إلى المجالات المحصنة.
لم تكن دوافع إطلاق النار واضحة، أول من أمس. هناك من يربطها بخيبة الأمل في الساحة الفلسطينية من زيارة بايدن وإن كان الميل في الجيش الإسرائيلي هو لربطها بالفوضى النسبية التي تسود في القطاع ولكثرة وسائل القتال فيه.
إذا كان السبب الثاني هو الصحيح، فليس واضحا لماذا لم ينفذ إطلاق الصواريخ بالذات أثناء الزيارة لغرض محاولة التغطية عليها.
في إطار السياسة الثابتة منذ حملة "حارس الأسوار" استغل الجيش الإسرائيلي النار لمهاجمة أهداف نوعية لـ "حماس". في هذه الحالة منشأة تحت الأرض لإنتاج مواد خام لصواريخ بعيدة المدى (ولاحقاً منشأة إضافية).
لهذا الهجوم هدف مربع: الرد على النار، ردع "حماس" من استمرار الأعمال، وإلزام المنظمة بالعمل على وقف النار، حيث تحديدها العنوان السلطوي الوحيد في القطاع، وحرمانها من القدرات في مجال تعاظم القوى.
في حال عدم استئناف النار، ستسعى إسرائيل للإبقاء على عمل نحو 14 ألف عامل غزي في البلاد وسيلة تستهدف رفع مستوى المعيشة في القطاع. وضمناً أيضاً ممارسة الضغط على "حماس".
عن "إسرائيل اليوم"