نظمت السفارة المصرية لدى فلسطين، اليوم الإثنين، حفل في مدينة رام الله، بمناسبة العيد الوطني لجمهورية مصر العربية، وذلك بحضور السفير المصري طارق طايل، وعدد من أعضاء اللجنتين لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلسطين، وعدد من الشخصيات الرسمية والدينية والأمنية والاعتبارية.
وقال اشتية في كلمته: "نحن ومصر على وفاق في قضايا استراتيجية تتعلق بالشرعية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وبآلية إنهاء الانقسام، وعودة غزة إلى الشرعية الفلسطينية، إن شعبنا اليوم وهو ينتهج الصمود والصمود المقاوم في أرضه لمواجهة الاحتلال الذي يستهدف الفلسطيني في أرضه وحياته وهويته، يستلهم الكثير من ثورة يوليو في مشروعه النضالي نحو حريته وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وحق اللاجئين في العودة وفق قرار 194".
وتابع: "يسعدني أنّ أتقدم باسم شعبنا والسيد الرئيس محمود عباس وإخواني في القيادة الفلسطينية الحاضرين جميعًا، من الشعب المصري الشقيق والقيادة المصرية وعلى رأسها سيادة الرئيس عبد الفتاح السياسي ودولة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بالتهنئة والتبريك بحلول الذكرى السبعين لثورة يوليو المجيدة".
وأردف: "هذه الثورة التي غيرت وجه مصر والعالم العربي، وأثرت على المنطقة والعالم، وأعادت الأمل باستقلال القرار العربي وحتمية الانتصار وقدرة شعوبنا العربية على التحرر والبناء والتميز، ومثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رمزًا للكرامة الوطنية والاعتزاز القومي، ورائدًا لنظام العدالة الاجتماعية والانحياز للفقراء كما كان نصيرًا لقضية فلسطين، وفي عهده أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية، وفي تلك الفترة استردت مصر استقلالها سياسيا واقتصاديا ونمت بشكل ملحوظ في كل المجالات الاجتماعية والأدبية والفكرية، بالإضافة لما رسخته من قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، وبذلك شكلت مصر نموذجا مشرقا لكل الشعوب الباحثة عن الحرية والاستقلال، لا سيما الشعب الفلسطيني في معركته المتواصلة نحو الحرية".
وأضاف: "إنّ وحدة الهدف والمصير ورابط الدم بين الشعبين الفلسطيني والمصري الشقيق في جميع محطات النضال الوطني، جعلت من العلاقة بين الشعبين الشقيقين تزداد قوة ومتانة ورسوخًا، وجعلت نضالنا مشتركًا ضد الظلم والاضطهاد والتمييز والتطهير العرقي".
وعبّر اشتية عن شكره للأشقاء في مصر العربية لما يقدمونه من دعم سياسي للقضية الفلسطينية، وجهودهم لإنجاز المصالحة الوطنية، وإعادة إعمار قطاع غزّة وإعمار وتنمية القطاع، مُرحبًا بالموقف المصري الثابت الذي عبر عنه سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة جدة بحضور الرئيس الأميركي، بأنّ إقامة دولة فلسطين هي النقطة الأولى لمواجهة أزمات المنطقة، ما سيفتح آفاقًا للسلام والاستقرار وتكثيف الجهود المشتركة لإنجاح عملية السلام.
وأشار إلى أنّ زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لفلسطين والمنطقة كانت مهمة من حيث التأكيد على حل الدولتين، وكذلك تجديد الموقف العربي الراسخ من قضية فلسطين، والذي تجلى في قمة جدة.
وختم اشتية حديثه بالقول: "إنّ الخائفين لا يصنعون الحرية، لذا سيظل فكر التحرير والثورة وطريق العدالة وإنهاء الاحتلال وحق تقرير المصير والكرامة الإنسانية هي قواسمنا المشتركة مع مصر والعالم العربي والعالم المؤمن بالسلام والعدالة، نحيي الشعب المصري الشقيق والشجاع الذي ظل داعمًا لفلسطين ومحبًا لشعبها، تحية لجمهورية مصر العربية في يوم مصر وعيدها الوطني والتحية لشبيبة مصر وسيظل الشعب المصري الشقيق قريبا من الشعب الفلسطيني قرب القاهرة من نيلها وقرب غزة من بحرها".
بدوره، قال السفير طايل: "إنّ إحياء عملية السلام سيظل هدفًا فلسطينيًا مصريًا مشتركًا، حيث لم ينقطع خلال الفترة الماضية التواصل بين الجانبين، ولم تنقطع الاتصالات المصرية مع القوى الدولية والإقليمية بما في ذلك خلال اللقاءات التي عقدت على هامش قمة جدة منذ يومين، وقد شهد العام الماضي تفعيلاً لصيغة التعاون والتنسيق بين الأشقاء الثلاثة مصر والأردن وفلسطين للتعامل مع التحديات الحالية".