رحل "حسني" حرقا..ولا زالت أمنيته عالقة في حلق سلطتي النكبة!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 يوم الجمعة 2 يوليو 2022، نشر خبر عن حرق شاب غزي (26 عاما) نفسه..اليوم التالي مات المحروق متأثرا بإصابته، في اليوم الثالث لخبر الحرق الذاتي، كشفت شقيقة الشاب "حسني" سبب ما أقدم عليه وهو لا زال في بداية طرق الحياة.

المشهد "ثلاثي" الإعلان، أن "حسني أبو عربية" اختار "الموت حرقا" على "البقاء حيا جائعا"، خيار ربما هو الأقسى الذي يجد الإنسان نفسه بين خيارين، مع افتقاد كل بديل ممكن كي يستطيع ألا يبدو أمام أسرته بلا "قيمة"، في ظل متطلباته الإنسانية في حدها ما دون البسيطة.

بعد رحيله حرقا، تحدثت شقيقة "الشاب حسني" عن آخر لحظاته ما قبل الخيار النهائي، بأنه طلب من والدته أن يأكل "دجاج"، لم يجد ذلك ممكنا فذهب ولم يعد، الى الرحيل الأبدي، دون تحقيق أمنيته الأخيرة، والتي كثيرا ما يطلب من الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام عما يريد قبل تنفيذ الحكم...حتى هذا الطلب لم يتح للراحل الشاب.

الموت "انتحارا" بأشكال مختلفة، حرقا، رصاصة، سكينا أو قفز من علو، باتت مشاهد شبه يوميا تحدث في قطاع غزة، وعشرات من "المآسي الإنسانية" التي يشهدها القطاع المنكوب بحصار وبحكم لا يبحث حق الإنسان، بقدر ما يبحث حق التحكم والاستمرار...

عدد حالات الموت أو محاولات الموت بأشكال مختلفة تتزايد لتصبح ظاهرة بعدما كانت "نادرة"، في ظل حالات فقر يعيش في ظلها ما يقارب الـ 74% من أهل قطاع غزة، بعدما تحول غالبهم الى "متسولين رسميين"، ينتظرون أي مبلغ يأتي عله يمنع الذهاب الى خيار "الموت انتحارا"، بعدما باتت خيار البقاء أكثر انهاكا للذات البشرية.

ما يحدث من تنامي ظاهرة "الموت انتحارا" يمثل كابوسا وطنيا واجتماعيا، كان يجب أن يقرع باب سلطتي الحكم القائم في "بقايا الوطن"، وتلك المؤسسات التي تدعي أنها تعمل من أجل "تقديم خدمات" للمواطنين (دون غاية رغم أنهم باتوا في منزلة اقتصادية لا تتناسب أبدا مع وظيفتهم".

مات حسني، وقبله مئات وبعده سيكون غيره، فلن يكون الأخير، ما دام عار القسمة والتقسيم وتوزيع "المغانم" على "ذوي القربى" الحزبيين والعائليين، ودون أن نذهب بعيدا، هل اختار ابن فصيل متنفذ أو مؤسسة مجتمعية، أو قربى الحكم في سلطتين ذهب لخيار "الموت انتحارا"، بالتأكيد لا يمكن أن تراه أو تسمع عنه.

الجريمة باتت مركبة، فرغم ما حدث وما كشف عما قبلها، لم نسمع أحدا من تلك "المسميات" السلطوية – الفصائلية والمجتمعية، من ذهب الى أسرته معزيا مواسيا مستمعا لبعض مما يعاون، عله يقدم لهم ما لم يستطع "الشاب حسني" تقديمه، والحديث ليس عن "حل جذري" لأزمة "الأسر الفقيرة" كما أسرة "أبو عربية"، كي لا يروه طلبا مستحيلا.

لم تجد ممن يدعون أنهم يمثلون الشعب وناطقين باسمه ومتحدثين نيابة عنه، وأنهم "رأس حربة" ضد "المخططات" التي تحمل أوصافا لا تنتهي، لم تجد أسرة الراحل سوى التجاهل أكثر...

مات الشاب حسني ..ولا زالت أمنيته بأن يأكل دجاجة شوكة عالقة في حلق سلطتي العار الحاكمة في بقايا الوطن..ومعها كل مسميات كيانية أخرى..عار لن يذهب مع الريح أبدا!

ملاحظة: تخيلوا حالنا لوين صار..وزير حرب دولة الكيان الفاشي يريد استخدام "علاقات العشق الخاص" بينه وبين بعض دول العرب لدعم السلطة الفلسطينية...فعلا أنه زمن "بال الحمار على الأسد.."!

تنويه خاص: من أيام وموقع عبري تطوع بالحديث عن "ثروات حماس" المالية..وطريقة حياة قادتها اللي غاردوا غزة...دون رد من "الحركة الربانية"..معقول بدأت تركيا وقطر تسرب معلوماتهم لما تملك حماس من مال الى موساد الكيان..ما تستغربوا شي..ولسه توقعوا ملفات عن بعض من رجالات سلطة رام الله وعائلاتهم..فعلا أنكم فضيحة مش سياسية بس!