هارتس : يجب أن يتوقف لابيد عن الخوف من نتنياهو

حجم الخط

بقلم: عوزي برعام

 


هل يمكن أن تُحسَم الانتخابات المقبلة لمصلحة يائير لابيد ومعسكر التغيير؟ هناك فرصة لذلك. صحيح أن الحكومة السابقة لم تنهِ أيامها، واستقال رئيسها، لكن كثيرين لا يريدون العودة إلى واقع المقاطعات والإقصاء في جلسات الكنيست التي تحولت إلى منبر لأحزاب صاخبة ومجنونة.
شريحة كبيرة من الجمهور تريد حكومة تحقق الاستقرار ومسؤولة وفاعلة. وهي تعلم بأن بنيامين نتنياهو لا يريد حكومة فاعلة، بل يريد مسرحاً للدمى يحرّكه بوساطة المقربين منه، ويقدم صورة كاذبة إلى العالم.
لكن عندما سمعتُ المستشار الإعلامي اليميني يسرائيل بكار (الذي أشرف على حملة «الليكود» في سنة 2009 وحملات حزب «أزرق ــ أبيض» في الانتخابات الثلاثة الأخيرة) يقول: «أريد أن يفهم الجمهور أن لابيد لا يستطيع تأليف حكومة»، وافقت على كلامه، مع كل تحفظاتي عليه. وذلك لأنه بعد أن بدا لحظة أن لابيد يستوعب صورة الوضع بصورة صحيحة، أعاده مستشاروه إلى عادته السيئة عندما صرّح بأنه لن يجلس في حكومة مع «متطرفين».
ستكون الحملة الانتخابية طويلة ومتعرجة، لكنها بدأت بصورة سيئة. كان يجب على لابيد أن يعلن أنه لا يرفض أي حزب من الوسط أو من اليسار. صحيح أن نتنياهو سيستغل ذلك لتصويره متعاونا مع «مؤيدي الإرهاب»، لكن إذا كان لابيد يعتقد أنه سبب كافٍ لاستبعاد «المتطرفين»، أي القائمة المشتركة، فإنه بهذا يكشف عن ضعف فقط.
العنصريون يكرهون كل عربي ويكرهون أي حزب لا يؤمن بعظَمة نتنياهو. هم وأشباههم ليسوا هدفاً للابيد. عليه أن يتحرر من ظل نتنياهو، ومن الخوف منه ومن تحريضه. يجب على لابيد أن يكون زعيماً صاحب خط يحدد مسار الكتلة برمتها. إن الكتلة التي لا تريد عودة نتنياهو لديها مصلحة كبيرة في زيادة نسبة التصويت وسط مؤيديها عموماً، ورفع نسبة التصويت وسط السكان العرب بصورة خاصة.
يجب على لابيد أن يدرك حقيقة أن نتنياهو لا يملك أرنباً في قبعته. وهو لا يتحدث عن الفضائح التي يحاول إلصاقها بخصومه. أقول هذا لأن الانتخابات التمهيدية في «الليكود» تكشف الواقع كما هو: «الليكود» هو مجموعة من الأشخاص سيرون بعضهم البعض للمرة الأخيرة في نهاية الانتخابات التمهيدية. وكل الكلاب الهجومية ستدخل في صمت إعلامي حتى الأول من تشرين الثاني. لأن نتنياهو يريد منع لقاء محتمل بين ما تبقى من ناخبيه وبين أولئك الذين يقومون بتهريبهم.
لكن لا يمكن لنتنياهو أن يتجاهل بن غفير، لأن هذا الأخير نما بفضل قواه الذاتية، وبفضل أجواء الكراهية والتحريض التي بثّها مع آخرين. يدرك نتنياهو أن بن غفير يمكن أن يكون كاسراً للتوازن في الاتجاه المعاكس: قوته الرادعة توازي قوته الانتخابية. هذا هو سبب التبدل الذي يمر به بن غفير. فهو لم يعد ينتمي إلى الفاميليا، وهو، الآن، يقدم نفسه كشاب ناضج وذكي. هو لا يكره العرب مثل مائير كهانا، هو يكره فقط «الإرهابيين». صحيح أنه يعترض على المنظومة القضائية، لكنه لا يختلف في ذلك عن أيٍّ من مناصري «الليكود».
يجب على لابيد أن يتذكر أن الهدف هو عدم السماح لنتنياهو وريغيف بالعودة إلى الحكم مع بن غفير الذي هدد رابين مباشرة عشية اغتياله. كل ما يساهم في تحقيق هذا الهدف مشروع. ويجب ألا يسقط في الفخ الذي نصبه له نتنياهو.

عن «هآرتس»