كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق نفتالي بينيت اليوم الجمعة، تفاصيل جديدة عن سياسة الحكومة خلال فترة ولايته وطبيعة تعاملها مع الاختلافات داخل الأحزاب الإسرائيلية وصولاً إلى الشأن الإقليمي.
وقال بينيت في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن طبيعة حكومته كانت، وما زالت بعد التناوب وتولي يائير لبيد رئاستها، غير متجانسة أيديولوجيا، ولذلك "صودرت من أعضاء الائتلاف القدرة على الانشغال بأجندة يمينية أو يسارية... وألزمتنا بالابتعاد عن خلافات وقرارات أيديولوجية كبيرة".
وأضاف: "تم الحفاظ على هذا الخط البراغماتي في إدارة سياسة الحكومة الخارجية والأمنية" في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. "وكان واضحا أنه لن يكون هناك ضم ليهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ومن الجهة الأخرى لن تكون هناك دولة فلسطينية. ليس خلال ولايتنا".
وتابع أن حكومته سعت إلى تسيير الأمور اليومية. "ولم نحقق أيديولوجيات كبرى، لكن هذه كانت سياسة الممكن والصحيح، للأفراد ولاحتياجات دولة إسرائيل الحقيقية بعيدا عن نقاط الاختلاف".
ورغم وجود خلاف واضح بين إسرائيل والإدارة الأميركية الحالية حول الموضوع الإيراني، وخاصة الاتفاق النووي، إلا أن بينيت اعتبر أنه "حافظنا على حوار محترم مع الإدارة الأميركية، لكن من الجهة الأخرى رسخنا مفهوما حازما ضد الحرس الثوري الإيراني، في موطنهم. وانتقلنا من الدفاع إلى الهجوم".
وتطرق بينيت إلى الانتقادات التي وُجهت إليه بسبب عدم اتخاذه موقف من الحرب في أوكرانيا وامتناعه عن إدانة الغز الروسي. "لا حاجة إلى القول إن قلبنا كان ولا يزال مع الشعب الأوكراني. لا يوجد أدنى شك في ذلك... لكن دولة إسرائيل ليست مجرد دولة أخرى. والعلاقات بيننا وبين روسيا تاريخية ومعقدة. فروسيا هي عمليا جارتنا في الشمال الشرقي، مع تبعات على حرية الجيش الإسرائيلي بالعمل ضد التموضع الإيراني في سورية" في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية المتتالية في سورية في السنوات الماضية.
وبحسب بينيت، فإن بين اعتباراته للامتناع عن التنديد بروسيا، وجود "جاليات يهودية كبيرة جدا في روسيا وأوكرانيا". وأضاف أنه "علمت أن احتمال وقف الحرب ضئيل. لكننا حاولنا. وسمحت جهود الوساطة بين الجانبين أتاحت لإسرائيل حيز ليونة وكذلك حصانة جزئية، كدولة وكشعب، من تبعات الحرب، ولفترة معينة على الأقل".
وتابع أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية طلبت منه الحفاظ على قنوات الاتصال مع الرئيسين الروسي والأوكراني، "وبين حين وآخر طُلب منا، من أحد الطرفين، المساعدة في أزمة موضعية. وأحيانا أثمر الجهد ولم يثمر في أحيان أخرى. لكن لم أنسى أبدا أن مسؤوليتي العليا، كرئيس للحكومة، هي الحفاظ على أمن مواطني إسرائيل" بادعاء شن الهجمات في سورية.
وشدد بينيت على أن "علينا أن نذكر كإسرائيليين ويهود، أن الجانب الصحيح للتاريخ هو دائما الجانب الذي يحافظ على أمن دولة إسرائيل وسلامة اليهود في العالم".