الأسير الحلبي .. سلسلة لا نهاية لها من المحاكمات والانتهاكات الإسرائيلية

حجم الخط

 بقلم: فادي أبو بكر

 

 

منذ اعتقال  مدير مكتب مؤسسة "الرؤيا العالمية" في قطاع غزة، الأسير المهندس محمد الحلبي بتاريخ 15 حزيران عام 2016، ومصيره معلّق بين يدي ما يسمّى بالجهاز القضائي الإسرائيلي ، دون وضع أي اعتبار للمبادىء الناظمة للمحاكمة العادلة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.


حيث تعرّض الحلبي (متزوج وأب لخمسة أبناء)، خلال الأعوام الستة التي مضت عليه وهو في الأسر، إلى سلسلة لا نهاية لها من المحاكمات وصل عددها حتى يوم 20 تموز 2022، إلى (170) جلسة، ليكون صاحب المحاكمة الأطول عدداً في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة. هذا فضلاً عن تعرّضه طوال هذه الفترة لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي واللفظي والمعنوي داخل أقبية التحقيق والزنازين في إطار محاولات ضباط المخابرات الإسرائيلية للنيل من إرادة وعزيمة الأسير الحلبي الذي يرفض الاعتراف بالتهم الواهية المنسوبة إليه. حيث ما زالت سلطات الاحتلال تحتجز الحلبي بحجة تحويل مبالغ مالية من المؤسسة لصالح فصائل فلسطينية، دون وجود أي دليل مادي أو ثبوت تهمة قانونية ضده.


وحول ما جرى في الجلسة رقم 170، كانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد أفادت في بيان لها بتاريخ 21 تموز 2022 "أن جلسة المحاكمة تضمنت طلب النيابة الحكم بحق الأسير الحلبي لمدة 16 عاماً، علماً أن جلسة النطق في الحكم بشكل نهائي أُجلت لشهر آب القادم"، مؤكدةً أن ما حدث بجلسة الأسير الحلبي "محاولة للهروب من مهزلة القضاء الاسرائيلي الموجه، والتغطية على تبعيته لجهاز الشاباك الاسرائيلي".


إن طلب النيابة الإسرائيلية الهزلي، والمماطلة في المحاكمات، لا سيّما في ظل المطالبات الأممية بالإفراج الفوري عن الحلبي، سواء من قبل  الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من البرلمانيين الأوروبيين والمؤسسات الحقوقية الدولية، لهو دليل واضح وفاضح على أن الجهاز القضائي الإسرائيلي يعمل على توفير أعلى سبل الحماية والأمان للمنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، في مشهد مفعم بالاضطهاد والعنصرية والحقد على كل ما يخص الأسرى والفلسطينيين بشكل عام .


إن ما يجري مع الأسير الحلبي يشكّل تحديا فظا وضربا بعرض الحائط بكل القوانين والبروتوكولات والاعراف الدولية، ونمذجة للظلم والاستعمار القانوني. فعندما يعجز المنطق البشري ويموت العدل والضمير الدولي، نتوقع أن تصبح القوانين مجرد نصوص على ورق وتدار مصائر أسيراتنا وأسرانا من مرتزقة ولُمامة العالم .


حقا نعيش في عالم أسود ظالم بات يُشكّل مقبرة لأحلام المستضعفين والمظلومين.