كيف يؤثر الحزن على الشخص وما هي الأعراض الجسدية؟

كيف يؤثر الحزن على الشخص وما هي الأعراض الجسدية؟
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

إن تجربة الحزن تختلف من شخص لآخر، على الرغم من وجود العديد من السمات المشتركة، وفي الواقع أعراض الحزن ليست عاطفية وعقلية فقط، بل يمكن أن تشمل أيضًا أعراض جسدية تؤثر على جسمك.

وفي الحقيقة، أوضح الباحثين الروابط بين الحزن وبعض التغيرات الجسدية، بما في ذلك التأثيرات على صحة القلب وأنماط النوم والمزاج والمزيد، وسنستعرض أبحاثًا خلال هذه المقالة تحدد النتائج الصحية التي يمكن أن يسببها الحزن والخطوات التي يمكنك اتخاذها للتعامل معها.

كيف يؤثر الحزن على الجسم ؟
يمكن أن يكون للحزن تأثير عميق على صحتك العقلية والجسدية، حيث أكدت الأبحاث التي أجريت في عام 2019 أن الحزن يمكن أن يسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة، وفيما يلي نظرة على بعض الأعراض الجسدية الأكثر دراسة التي يمكن أن يسببها الحزن، وتشمل: 

جهاز المناعة
ثبت أن الحزن يسبب خللًا في الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص، مما يزيد من الالتهاب العام وخطر الإصابة بالعدوى، ووفقًا لمراجعة عام 2019، فإن الأشخاص الحزينين لديهم مستويات أقل من بعض خلايا الجهاز المناعي، بما في ذلك الخلايا الطبيعية والخلايا الليمفاوية، كما لديهم أيضًا مستويات أعلى من علامات الالتهاب، مما قد يزيد من احتمال الإصابة بالمرض أو العدوى.

وقد تكون اللقاحات أيضًا أقل فعالية عند إعطائها للأشخاص المكلومين، الذين لا يبدو أن أجسامهم تخلق العديد من الأجسام المضادة للاستجابة للعدوى.

المزاج
تشترك تجربة الحزن في العديد من الأعراض مع حالات الصحة العقلية المزمنة مثل القلق والاكتئاب، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مزاج أو اضطراب القلق، يمكن أن يؤدي الحزن إلى تفاقم أعراض القلق أو اليأس الحالية، ويمكن أن يثير الحزن مشاعر قوية تشمل الغضب، القلق، العجز، اليأس، والحزن.

والمزاج له نتائج جسدية مباشرة على جسمك، حيث يمكن أن يسبب الاكتئاب والقلق التعب والانسحاب الاجتماعي، ويؤدي إلى قضاء وقت أقل في الأنشطة التي تستمتع بها، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيرات في الوزن، وسوء النوم، والألم المزمن، من بين تأثيرات أخرى.

النوم
قد يلاحظ الأشخاص الحزينون مضاعفات تتعلق بكمية النوم ونوعيته، حيث قد يعتمد هذا على شدة حزن الشخص، وهو أمر شخصي للغاية ويصعب تحديده، ولدى الباحثين العديد من النظريات حول سبب ضعف النوم خلال فترة الحزن، وأحد التفسيرات المحتملة هو أن الناس أكثر عرضة للتفكير في أحبائهم في الليل قبل النوم، أو الحلم بهم.

ويمكن أن تسبب مشاكل النوم أيضًا المزيد من الأعراض الجسدية، حيث عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، عادة ما تعاني من طاقة أقل خلال النهار بسبب التعب، وقد تواجه مشكلة في التركيز أو الصداع.

الألم
وجد الباحثون الذين يدرسون الروابط بين الألم النفسي والجسدي أوجه تشابه في مناطق معينة من الدماغ، ولقد افترضوا أنه من الممكن تنشيط مسارات الألم النفسي لزيادة تجربة الألم الجسدي، ويمكن أن يؤدي الحزن أيضًا إلى زيادة مخاطر ألم الصدر، ربما من إفراز الكورتيزول، هرمون التوتر، حيث يمكن أن يتسبب الكورتيزول في انقباض الأوعية الدموية أو إبطائها أو إيقاف تدفق الدم، مما قد يؤدي إلى ألم في الصدر.

الهضم
يمكن أن يسبب الحزن عددًا من الأعراض المرتبطة بالجهاز الهضمي، وتشمل فقدان الشهية، الإفراط في تناول الطعام، الغثيان، وألم في المعدة، ويمكن أن تؤثر هذه العوامل بعد ذلك على جوانب أخرى من صحتك، بما في ذلك جهاز المناعة والنوم، كما يمكنك الشعور بانخفاض مستويات الطاقة بسبب نقص المغذيات والفيتامينات.

ويمكن أن يتسبب الاكتئاب والقلق، اللذان غالبًا ما يصاحبان الحزن، في اضطراب الأكل وضائقة الجهاز الهضمي لدى بعض الناس، وهناك مجموعة متزايدة من الأبحاث حول مسار الدماغ والطريقة التي قد تؤثر بها العوامل النفسية على أمعائنا.

صحة القلب
يمكن أن يؤدي الإجهاد العاطفي والجسدي الشديد إلى حالة تسمى اعتلال عضلة القلب، والمعروفة أيضًا باسم «متلازمة القلب المكسور»، حيث يمكن أن تتسبب الحالة في ضعف البطين الأيسر لقلبك، مما يحاكي أعراض النوبة القلبية، وعادة ما يكون هذا النوع من اعتلال عضلة القلب مؤقتًا ويتم حله في غضون شهر.

ومع ذلك، من الممكن أيضًا أن يصاب الشخص بنوبة قلبية نتيجة استجابة حزن شديدة، حيث يزيد الحزن من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، على غرار نوبة الهلع، ويمكن لهذه التأثيرات أن تشد الأوعية الدموية وتزيد من مخاطر النوبة القلبية.