قال نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ناصر الدين الشاعر اليوم الأربعاء، إنّه "قد عاد لبيته يجرُ ركام جسده المفكك، وسكاكينُ الألم تنقض عليه مع كل حركة وسكنةٍ، بسبب ما وصفها برصاصات الغدر والخيانة"، مُردفاً: "لكن كان في العمر بقية، وأجلُ المرء حارسه".
وأكّد الشاعر، في رسالة نشرها عبر حسابه في موقع "فيسبوك، على أنّ تحقيق العدالة، وتقديم الجناة للمحاكمة، مطلب مقدّس لا تنازل عنه، ولا تهاون فيه، ولا سكوت عنه.
وفيما يلي نص رسالة الشاعر وفق ما نشرها عبر حسابه في "فيسبوك":
أحبابي الشرفاء، وكل الشرفاء أحبابي.
تحياتي لكم وأنتم تنتظرون خبراً يزيل بعض مخاوفكم عليّ..
ها قد عدت للبيت أجرُّ ركام جسدي المفكك، وسكاكينُ الألم تنقض عليّ مع كل حركة وسكنةٍ بسبب رصاصات الغدر والخيانة. لكن كان في العمر بقية. وأجلُ المرء حارسه.
وقد كنت عزمتُ قبل محاولة الاغتيال الجبانة أن أقف بوجه الظُلاّم دفاعاً عن المظلومين حتى لو كنتُ (وحيداً عارياً حافيا). واخترتُ لنفسي طريقاً وسطاً (يجمع ولا يفرق)، طريقًا يبدو أنه لم يرق لخفافيش الليل وشذّاذ الآفاق، حتى فعلوا فعلتهم النكراء. ثم أفقتُ من محاولة الاغتيال فإذا أنتم من حولي وفوقَ رأسي ولسانُ حالكم يقول لي: (لستَ وحدَك). وإذا كان الشاعر يقول لي: (مت لتعرف كم نحبك)، فقد قلتم لي بصوتٍ شجيٍ: (عُد لتعرف كم نحبك). وتالله ما أبكاني هولُ الألم الذي يمزق جسدي لحظةً واحدةً، إنما أبكاني هذا الوفاء الهائل الذي غمرتموني به. بل ولقد لمست لُطف الله تعالى تسوقه إليّ دعواتكم ودعوات أمهاتكم.
لذلك لا يسعني إلا أن أعبّر عن خالص شكري وعظيم امتناني إلى كل غيور وشريف في أرجاء هذا الوطن المعطاء وأطيافه الكريمة، وإلى كل نفَسٍ ساندني وتضامن معي، حضورا أو اتصالا أو سؤالاً، من داخل هذا الوطن وخارجه ومعهم كل الشرفاء في العالم.
أعزائي وأحبابي..
عاهدت الله أن أظلّ كما عرفتموني، فلا تغيير ولا تبديل، ولن ترهبني خفافيش الظلام، أو تقف رصاصات الغدر أمام صوت الحق الذي ينادي به كلُّ حُرٍ وشريف في هذا الوطن وفي العالم أجمع.
أعزائي الكرام، الحمد لله رضا بقضائه وتسليما بقدره. أطمئنكم أنّ جراحي وإن كانت عميقة ورحلة علاجها طويلة، إلا أنها ستبرأ بإذن الله، وأنني لن أحيد عن مواقفي التي عرفتموني بها داعيا للوحدة الوطنية ومطالبا بها، وعاملا لأجلها.
كما أؤكد لكم أنّ تحقيق العدالة، وتقديم الجناة للمحاكمة، مطلب مقدّس لا تنازل عنه، ولا تهاون فيه، ولا سكوت عنه، فمن أمن العقوبة أساء الأدب. ونحن إن شاء الله ممن لا يخذلون أحباءهم، والمتضامنين معهم. وستظل كلمتي هي كلمتكم: (العدالة، ثم العدالة، وجلب القتلة والمجرمين إلى القضاء لمحاكمتهم وحماية الوحدة والوطن من شرورهم).
واسمحوا لي أن أهمس لكم بأن من كانت له عائلتان تحوطانه بالرعاية والمحبة، أولاهما عائلتي الصغيرة، والأخرى عائلتي الكبيرة المتمثلة بكم، فلن ينهزم بإذن الله تعالى.
ودام الوطنُ زاخرا بالشرفاء.
دمتم بود.
أخوكم المحب ناصر الدين الشاعر.