"إسرائيل اليوم" : اعتقال بسام السعدي: رسائل أرادت إسرائيل إيصالها

يواف ليمور.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوآف ليمور


يدل التوتر الذي نشأ في أعقاب اعتقال كبير "الجهاد الإسلامي" في شمال "السامرة" أساسا على الضائقة في قطاع غزة. فبعد سنة من حملة "حارس الأسوار" تجد منظمات "الإرهاب" صعوبة في أن تجلب البشرى للمواطنين في القطاع، أو لنشطائها في الضفة.
الاعتقال ذاته كان عاديا جدا. قادت معلومات دقيقة من "الشاباك" مستعربي حرس الحدود (بغطاء من سييرت الناحل) إلى البيت الذي يختبئ فيه بسام السعدي في جنين، وإلى اعتقاله مع أحد مساعديه.
جره على الأرض – الذي صور ونشر بتوسع في العالم العربي – تم كونه كان في المناطق تبادل للنار (يسمع جيداً في الشريط المصور والمنشور أيضاً)، وكان ثمة تخوف من أن يصاب أحد من المقاتلين أو المصابين بأذى.
لأجل تبديد الشائعات بأن إسرائيل مست به عن قصد، أطلقت صور السعدي بعد اعتقاله.
كان السعدي مسؤولاً كبيراً في الشبكة العسكرية لـ "الجهاد الإسلامي" في شمال "السامرة". لكن يبدو أن الأعصاب في غزة تنبع من الضغط المتراكم الذي تمارسه إسرائيل في الفترة الأخيرة على نشطاء التنظيم في الضفة، كجزء من حملة "محطم الأمواج".
النشطاء في الضفة معنيون بأن تتشارك القيادة في غزة في العبء وترد عسكريا، بهدف ردع إسرائيل عن مواصلة الأعمال.
الخطوات الدفاعية، التي اتخذت، أول من أمس، حول القطاع عكست تقويم الوضع (والمعلومات الاستخبارية) بأن رجال "الجهاد الإسلامي" في غزة يسعون إلى ضرب هدف إسرائيلي من خلال إطلاق صاروخ مضاد للدروع أو قنص.
نقلت إسرائيل رسائل إلى التنظيم بأن كل عمل سيرد عليه بحزم، ورسائل موازية نقلت أيضا إلى "حماس" – صاحبة السيادة في القطاع – وبينها تحذير من أنها هي أيضا ستدفع الثمن إذا ما سمحت بضربة لإسرائيل.
 "لن يكون فصل في الجبهات"
في "حماس" سارعوا إلى الإيضاح بأنهم ليسوا طرفا في التصعيد لكن من المشكوك فيه أن يتخذوا خطوات للجم "الجهاد الإسلامي".
يعكس الأمر موازين القوى المعقدة بين التنظيمين مثلما يعكس الوضع العام الذي يعيشون فيه.
خليط من عدم التقدم في محادثات التسوية، الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع، وعدم نجاح منظمات "الإرهاب" في إشعال موجة عنف متجددة في الضفة وفي القدس يؤدي ببعضهم إلى البحث عن الفرص لتنفيس الغضب عن طريق المس بإسرائيل.
في إسرائيل استعدوا، أول من أمس، لإمكانية أن تؤدي نار كهذه، ورد الجيش الذي سيأتي في أعقابها، إلى تصعيد موضعي قد يستمر بضعة أيام.
ومع ذلك، أعرب مصدر رفيع المستوى، أول من أمس، عن الأمل في أن يكون ممكنا إنهاء الحدث بسرعة نسبية، وبلا تصعيد. "فبعد كل شيء، يدور الحديث عن اعتقال – صحيح أنه المسؤول كبير، لكنه اعتقال. ليس شيئا لم يحصل مئات المرات في الفترة الأخيرة وبالتأكيد ليس سببا للتصعيد".
في الجيش وفي "الشاباك" يعتزمون تشديد حملات الاعتقالات في الضفة. وذلك على خلفية التقديرات بأن منظمات "الإرهاب" في غزة ستواصل الجهود لموجة عمليات من الضفة إلى أراضي إسرائيل.
في "حماس" وفي "الجهاد الإسلامي" يعتقدون بأن بوسعهم أن يفعلوا هذا دون أن يدفعوا ثمناً في غزة، لكن في إسرائيل أوضحوا منذ الآن أنه لن يكون فصل في الجبهات: إذا ما خرجت عملية كبيرة إلى حيز التنفيذ من الضفة، فإن قيادات "الإرهاب" في غزة لن تكون حصينة عن الرد، حتى بثمن إشعال جبهة الجنوب.

إحباط مركز
الانشغال بـ "الإرهاب" الفلسطيني دحر عن العناوين الرئيسة تصفية أيمن الظواهري في أفغانستان، زعيم "القاعدة".
كانت هذه عملية مبهرة من كل زاوية ممكنة: المعلومات الاستخبارية المركزة التي على أي حال دمجت الاستخبارات البشرية والتكنولوجية تضمنت تأكيداً في الزمن الحقيقي: القدرة العملياتية وأساسا الضربة المركزة التي نجحت في الامتناع عن المس بالأبرياء، والتصميم الأميركي لتصفية الحساب حتى بعد مرور عقدين فأكثر.
حتى الرئيس بايدن بدا في خطابه حادا ومركزا. الدرس الواجب من ناحيته (والمرغوب فيه من ناحية إسرائيل) هو أن التصميم مجدٍ، وفي نهاية الطريق – حتى وإن كان طويلا وأليما – الأخيار ينتصرون، والأشرار يدفعون الثمن. يبدو أن المشبه به الإيراني أوضح من أي وقت مضى.

عن "إسرائيل اليوم"