يديعوت : إسرائيل توجّه ضربة صعبة لـ "الجهاد الإسلامي"

حجم الخط

بقلم: رون بن يشاي

 

 


تلقى «الجهاد الإسلامي»، كتنظيم، ضربة مؤلمة الليلة قبل الماضية. بطبيعة الحال، نحن نركز على اعتقال القائد في التنظيم، بسام السعدي، في مخيم جنين؛ لذلك هُمِّشت حقيقة اعتقال 50 ناشطاً في حملة اعتقالات كبيرة خلال الليلة قبل الماضية في الضفة الغربية، وهم الآن يخضعون لتحقيق «الشاباك».
السعدي، الذي اعتُقل إلى جانب مساعده وزوج ابنته في قلب مخيم جنين، كان هو مَن حوّل مخيم جنين إلى حصن مستقل نوعاً ما لـ»الإرهاب»، حيث خافت السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن التابعة لها من دخوله.
كان السعدي هو أيضاً مَن وصل إلى تفاهمات مع قيادة «حماس» في المخيم بشأن عمل مشترك وغرفة عمليات مشتركة، وانضمت الفصائل الصغيرة والأقل قوة، مثل «فتح»، إلى هذا الحلف الذي وحد القوات.
عرف السعدي كيفية تجنيد الأموال وتهريب السلاح، وبصورة غير مباشرة، بمساعدة إيران، فـ «الجهاد الإسلامي» هو حليفها الأهم والأقوى على الساحة الفلسطينية، ويتمتع بتمويل وأدوات وتدريب تنجح طهران في إمداده بها. لذلك مثلاً، كانت لدى السعدي القدرة على تمويل نشطاء من فصائل أُخرى، وليس فقط نشطاء تنظيمه، بهدف تشجيعهم على تنفيذ عمليات قاتلة ضد الإسرائيليين.
السعدي، ابن الـ61 عاماً، الذي أمضى أعواماً كثيرة في السجون الإسرائيلية، كان الروح النابضة للحالة «الإرهابية» التي شُكِّلت في مخيم جنين، وتحول إلى رمز في التنظيم. ومن هنا، تبدو قوة الضربة التي تلقتها قيادة «الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية، وعملياً في غزة ولبنان أيضاً. وفي هذا الوضع، فإن حالة التأهب التي أُعلنت في غلاف غزة وجنوب إسرائيل، وضمنها التأهب لاعتراض القذائف والتعرض لها، هي خطوة مطلوبة من جانب أجهزة الأمن الإسرائيلية.
من المحتمل أن ينهار السعدي وغيره من النشطاء الأقل أهمية في التحقيقات، ويزودوا المحققين بمعلومات استخباراتية غاية في الأهمية، يمكن استخدامها للقيام بحملات اعتقال إضافية.
حدثٌ كهذا من الممكن أن يؤدي إلى شلل، أو تقليص كبير في نشاط «الجهاد» داخل الضفة الغربية، ولوقت طويل جداً. لذلك، من غير المستغرب أن تكون تصريحات الناطق باسم التنظيم في قطاع غزة بهذه الحدة، واحتوت على تهديدات.
ولكن يمكن الانتباه بين السطور إلى أن التنظيم خائف. فـ «الجهاد»، الذي يتركز في الضفة، يعلم أن العملية هي بداية مرحلة جديدة، وخطِرة جداً على التنظيم في الحرب التي يخوضها ضده «الشاباك» والجيش. لذلك، ليس من الضروري أن تعلم بما دار في جلسات تقييم الوضع التي أجرتها أجهزة الأمن في أعقاب نجاح حملة الاعتقالات، لتفهم قرار وزير الأمن، ورئيس هيئة الأركان وقائد المنطقة الجنوبية، باتخاذ خطوات احتياطية ورفع حالة التأهب بصورة استثنائية في غلاف غزة.
هذه الضربة الحرجة التي أصابت قدرات «الجهاد الإسلامي» على صناعة «الإرهاب» في الضفة الغربية، وكذلك الضرر العاطفي الذي شعرت به قيادات التنظيم، من دون شك، ليس فقط في غزة، بل في لبنان أيضاً - حيث يقيم قائد التنظيم زياد النخالة - من المتوقع أن تؤدي إلى عمليات انتقامية، الهدف منها استعادة كرامة التنظيم من القاعدة الأقوى لديه من الناحية العسكرية، الموجودة في غزة.
لدى «الجهاد الإسلامي»، على عكس «حماس»، كوابح أقل بكثير عندما يقرر العمل من غزة. فعلى عكس التنظيم الكبير في القطاع، والمسؤول عن رفاهية وسلامة السكان، وبالتالي يتخوف من رد إسرائيلي حاد، فإن «الجهاد الإسلامي» لديه التزام واحد وهو المقاومة، بما معناه الجهاد ضد إسرائيل، وتقريباً لا يأخذ سكان غزة بعين الاعتبار. وفقط «حماس»، التنظيم العسكري الأكبر والمسؤول عن غزة، هو مَن يستطيع كبح «الجهاد»، وبصورة خاصة حين تكون نار الانتقام عالية لديه.
جاهزية الجيش هي أداة إضافية لكبح قيادة «الجهاد». من هنا فإن فرض قيود على الحركة في المناطق التي تصل إليها الصواريخ المضادة للدبابات داخل إسرائيل يعتبر خطوة مطلوبة بالاستناد إلى التجربة السابقة مع ردود التنظيم في الأعوام الأخيرة.
في الماضي، وضمنه خلال عملية «حارس الأسوار»، قام «الجهاد الإسلامي» الفلسطيني بإصابة جنود ومواطنين إسرائيليين تحركوا في غلاف غزة بمركباتهم الخاصة، بوساطة صواريخ مضادة للدبابات.
حركة القطارات بين أشكلون وسديروت توقفت، لأن إصابة قطار بصاروخ مضاد للدبابات ستكون قاتلة أكثر بكثير.
من الممكن التقدير أنه إذا لم يرَ «الجهاد» أي هدف إسرائيلي محتمل في غلاف غزة خلال الوقت القريب، فإن الغضب الشديد لقياداته بسبب الضربة العاطفية والعملية التي تلقوها سيهدأ بعض الشيء، وسيكونون أكثر إصغاءً إلى قيادة «حماس» التي تطالب بعدم التصعيد في هذه المرحلة.

عن «يديعوت»