استراتيجية النزاع بين العدو الصهيوني والحق الفلسطيني

حجم الخط

بقلم د. سامي محمد الأخرس

 

 

 استراتيجية النزاع بين العدو الإسرائيلي والحق الفلسطيني تخوض دولة العدوان الإسرائيلي كعادتها عدوانًا جديدًا ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، رغم إنها منذ أن بدات احتلالها واغتصابها للأرض الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني لم تدخر عدوانًا وتوغلًا ضد الشعب الفلسطيني وقواه الحية ومؤسساته، وأطفاله ومنازله، ومقدراته. وهذه حرب دائمة ومستمرة ضد شعبنا الفلسطيني حتى في ظّل بعض التفاهمات ومشاريع ما يطلق عليه السلام بين الطرفين. قامت طائرات العدوان الصهيوني اليوم باغتيال بعض الفلسطيين في غزة بدواعي أنها ضربة استباقية من العدو مبررة ذلك بأنه درء للمخاطر مِن قبل حركة الجهاد الإسلامي مستغله محادثات الوساطة المصرية بين العدو والقوى الفلسطينية، لتمرر عمليتها باغتيال الفلسطينيين منهم تيسير الجعبري القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وهو ما يؤكد أن هذا العدو لا يحتاج لمبررات وتبريرات لخوض عدوانه ضد الشعب الفلسطيني وقواه الحية، واختارت هذه المرحلة البدء في معركة جديدة مع قوى الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني، استبقته بالعديد من الإجراءات والتحضيرات المسبقة منها: أولًا: العدوان المستمر على مدن وقرى الضفة الغربية وخاصة جنين التي حاولت تقليم أظافر مقاومتها، وعناصرها المقاومة. واغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة. وعمليات الإجتياح والقتل المتكررة يوميًا. ثانيًا: اعتقال الشيخ بسام السعدي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ونشر عملية اعتقاله عبّر فيديوهات مهينة تستفز القوى الفلسطينية عامة، وحركة الجهاد الإسلامي خاصة. ثالثًا: اغلاق المعابر الاقتصادية مع قطاع غزة مثل معبر كارني، ولتلويح بسحب تصاريح العمال الفلسطينيين من قطاع غزة. رابعًا: اثبات أن الذاكرة الصهيونية ليست ذاكرة عصافير وأنها تبيت النية للثأر والانتقام من الكل الفلسطيني بعد العمليات البطولية التي نفذها فلسطينيون في الداخل الصهيوني. خامسًا: محاولة العدو الصهيوني تصدير المشهد للرأي العام الإعلامي أن الاستهداف ضد حركة الجهاد الإسلامي، وكسر شوكة إيران في فلسطين، ومحاولة تضليل الرأي العام العالمي، في الوقت الذي يستهدف فيه الأطفال والنساء الفلسطينين في قطاع غزة والضفة الغربية. إذن فإستراتيجية النزاع عامة والمعركة الحالية، تحاول دولة العدوان أن تصور المشهد للرأي العام الصهيوني أنها حققت نصرًا مظفرًا ضد قوى المقاومة الفلسطينية، وهو ما تحاول عبر إعلامها الموجه أن المعركة الحالية هي لإعادة تعديل مؤشرات التحكم الصهيونية بالواقع، وفرض معادلة الإرادة الصهيونية، وإنها لم تخضع لضغوطات الوساطة المصرية أو الوسطاء الآخرين، وإنها تواجه من يوجه تهديدات لمستوطنيها وقطعان مستوطنيها، وهذا ما يحاول إعلام العدوان أن يصدره للرأي العام الصهيوني، كما تحاول الفصل في معركتها بين قوى المقاومة الفلسطينية وخلق هامش من الفرقة والتفرقة بين قوى المقاومة الفلسطينية من خلال تصدير أهدافها إنها محصورة في مواجهة حركة الجهاد الإسلامي، وهذا ما رد عليه مؤتمر قوى المقاومة في جنين الذين أكدوا أن المعركة فلسطينية كاملة شاملة. وقد اختارت دولة العدوان اسم (الفجر الصادق) لمعركتها التي تخوضها ضد شعبنا الفلسطيني مستهدفة إنها معركة للمستقبل وترويض قطاع غزة وقوى المقاومة، والتحضير للمستقبل ودحضد أي تهديد مستقبلي لمستوطنيها وسكانها، في الوقت الذي تحاول فيه تمهيد الأرض لمشروع سياسي يستهدف تبييض الساحة الفلسطينية للقبول بمشروع تفرضه دولة العدوان على الأرض من خلال عمليتها العسكرية ضد الشعب الفلسطيني وقواه الحية، وأن هذا العدوان جاء بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي باركت ودافعت عن وجهة نظر دولة العدوان، وهذا التباين الفاضح بين موقف الولايات المتحدة الأمريكية ضد العملية الروسية في أوكرانيا والتباكي على الشعب الأوكراني في الوقت الذي تبارك العدوان والقتل والفتك بالأطفال والنساء الفلسطينيين، ومنحت العدوان شرعية الحق في الدفاع عن نفسها. أما على المستوى الفلسطيني فحتى راهن اللحظة لا يوجد مؤشرات أن دولة العدوان قد نجحت في عدوانها ومحاولة تصنيف عدوانها ضد مجموعة فلسطينية واحدة، وتؤكد كل السياقات أن الشعب الفلسطيني بكل قواه قوة واحدة موحدة في مواجهة العدوان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني، وأن الاستراتيجية الفلسطينية واضحة وثابتة مواجهة العدوان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن الجهاد الإسلامي لن يكون وحيدًا ضد العدوان الصهيوني. عامة يأتي العدوان الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في ظّل ظروف اقتصادية في غاية التعقيد سواء في غزة المحاصرة أو الضفة الغربية التي تخضع لأكبر عملية تطهير وقتل وتدمير لكل مدنها وقراها، وأن العملية الصهيونية لن تحقق أهدافها في فرض معادلتها وخططها من هذه الحملة وهذا العدوان ضد شعبنا الفلسطيني وقواه الحية. وأن المعركة لن تتوقف عند حملة أو معركة بين الفينة والأخرى بل أن شعبنا يخوض نضاله المستمر والدائم وبكل الأساليب والأدوات المتاحة له حتى نيل حقوقه المشروعة بالتحرير واقامة دولتة المستقلة. خلاصة الأمر... أن العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني ليس تطورًا في المواجهة وإستراتيجية المواجهة بل هو استمرار وتطور في أساليب العدو التي يحاول أن يمررها بشكل حملات عسكرية ضد غزة بين عام وأخر في الوقت الذي يخوض فيه حربًا شاملة ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 72 عامًا، وأن غزة وشعبنا لن يكون دعاية صهيونية لقيادات العدو وأحزابه كلما لاحت أفق انتخابات إسرائيلية، وشعبنا لن يكونق ربان دعاية صهيونية للتأكيد على أن دماء شعبنا قربان للشارع الصهيوني من مرشحيه وسياسية. د. سامي محمد الأخرس السادس من أغسطس(آب)2022