الجوع الشديد قد تعاني منه بعض النساء بانتظام خلال مرحلة الانتقال إلى سن اليأس أو كما تعرف باسم انقطاع الطمث، حيث تصبح لدى النساء اللواتي يمررن بهذه الحالة رغبة كبيرة في تناول الطعام، والتي قد تكون جزئيًا نتيجة لهذا الانتقال نفسه.
أسباب الجوع الشديد أثناء انقطاع الطمث
يمكن أن تحدث التغييرات في الدورة الشهرية على مدى عدة سنوات أو حتى أطول، مما يؤدي إلى الوقت الذي تتوقف فيه الدورة الشهرية إلى الأبد، حيث أن تغير مستويات الهرمونات مسؤول عن هذا الانتقال ويمكن أن يؤدي إلى عدد من الأعراض، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي وآلام المفاصل والصداع وجفاف المهبل.
وقد تجعلك مستويات الهرمون المتغيرة تشعرين بالجوع أيضًا، وربما أكثر جوعًا مما كنت عليه من قبل، لذا نعم، التقلبات الهرمونية مسؤولة جزئيًا عن الجوع الشديد ورغبتك المتزايدة في تناول الكيك والحلويات ورقائق البطاطس.
وفي الواقع، وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2014 في 94 امرأة قبل انقطاع الطمث أن الجوع الشديد غالبًا ما يصاحب انتقال انقطاع الطمث، حيث شهدت المشاركات في الدراسة أيضًا زيادة في رغبتهم النفسية في تناول الطعام.
لذلك، إذا كنت تشعرين بالجوع الشديد وأنت تمرين بفترة ما قبل انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث، فأنت لست وحدك، وإليك ما قد ترغبين في معرفته حول هذه التجربة.
الهرمونات والجوع الشديد
يمكن أن تجعلك هرموناتك تشعرين بالجوع حقًا، فمثلًا أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث، تتقلب مستويات هرمون الاستروجين لديك بينما يستعد جسمك لانقطاع الطمث، ولكن في النهاية، ستبدأ مستويات هرمون الاستروجين لديك في الانخفاض.
ويُعتقد أن هرمون الاستروجين يضعف الشهية، لذلك، عندما تبدأ مستويات هرمون الاستروجين في الانخفاض، وقد لا يثبط هرمون الاستروجين شهيتك بنفس الدرجة التي كان عليها من قبل.
أما اللبتين هو هرمون تنتجه الخلايا الدهنية التي تساعدك على تنظيم الطاقة، ويسميه بعض الناس هرمون الشبع لأنه يمنع الجوع، وتخبر مستويات عالية من اللبتين عقلك أنك أكلت وقد حان الوقت للتوقف عن الأكل، وهذا يساعد في تنظيم وزنك.
ولكن تشير بعض الأبحاث التي نُشرت في عام 2000، بالإضافة إلى أبحاث أحدث من عام 2020، إلى أن الشيخوخة مرتبطة بانخفاض مستويات اللبتين، مما قد يجعلك تشعرين بالجوع.
وإذا كان اللبتين هو هرمون الشبع، فإن الجريلين هو العكس، حيث تميل مستويات الجريلين إلى الزيادة أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث، مما يجعلك تشعرين بالجوع، وفي الواقع أن الأشخاص الذين لديهم مستويات جريلين أساسية أعلى يميلون إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
وتنتج الخلايا الموجودة في الجهاز الهضمي الجريلين، مما يشير إلى دماغك أن معدتك فارغة، ويخبر عقلك أن الوقت قد حان لتناول الطعام، وعادة ما تزداد مستويات الجريلين بين الوجبات ثم تنخفض بمجرد تناولك الطعام.
من ناحية أخرى، غالبًا ما يطلق على الكورتيزول اسم «هرمون التوتر»، حيث إنه هرمون ستيرويدي يساعدك على الاستجابة للتوتر، ودرء العدوى، وتنظيم عملية التمثيل الغذائي، وتشير بعض الأبحاث القديمة إلى أن مستويات الكورتيزول تميل إلى الزيادة طوال فترة انقطاع الطمث.
التعامل مع الجوع الشديد
قد تساعدك معرفة أن هرموناتك مسؤولة جزئيًا على الأقل عن الجوع الشديد الذي تشعرين به، ولكن إذا كنت قلقة بشأن زيادة الوزن، مما قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية، فقد ترغبين في تطوير استراتيجية لمقاومة تلك الرغبة الشديدة.
فهم رغباتك الشديدة
وفقًا لمراجعة عام 2020، تميل الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو الجوع الشديد الذين تشعرين به إلى التطور في وقت متأخر من بعد الظهر أو المساء، وتزداد الرغبة في تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية على مدار اليوم، وقد يساعدك الانتباه إلى هذا على الاستعداد لتلك الرغبة الشديدة.
لا تجوعي نفسك
أحد الأخطاء التي يرتكبها الناس كثيرًا عندما يريدون إنقاص الوزن هو الشروع في اتباع نظام غذائي مقيد، حيث أن عادة ما تأتي هذه الاستراتيجية بنتائج عكسية، لذلك تأكدي من تناول ما يكفي من السعرات الحرارية لتوفير الوقود الذي يحتاجه جسمك يوميًا.
تعلم الصبر مع نفسك
وجدت مراجعة في 2020 حول الرغبة الشديدة في تناول الطعام أيضًا أن الأشخاص الذين يحاولون الامتناع عن تناول أطعمة معينة، مثل الكربوهيدرات، غالبًا ما يعانون من الجوع الشديد والرغبة في تناول تلك الأطعمة في الأيام القليلة الأولى التي يحاولون الامتناع عنها.
لكن البحث يشير أيضًا إلى أن جسمك سيدرك في النهاية أنك لست بحاجة حقًا إلى تلك الأطعمة وأن الرغبة الشديدة في تناول الطعام ستنخفض.
تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات
سيساعدك اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المليئة بالمغذيات على الشعور بالشبع لفترة أطول، وبعض الأمثلة على الأطعمة الغنية بالمغذيات الفواكه، الخضار، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية.
ويمكن أن يساعد الشعور بالشبع لفترة أطول في درء الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الخفيفة والحلوى في وقت متأخر من الليل، وقد تجدي أنه من المفيد كتابة قائمة بالأطعمة المغذية التي يمكن أن تحمل الأطعمة الأقل تغذية التي تتوقين إليها كثيرًا.
النشاط البدني
في الماضي، اعتقد بعض الناس أن ممارسة الرياضة تجعلك ترغبين في تناول المزيد من الطعام، لكن في الواقع، تشير الأبحاث إلى عكس ذلك، حيث يمكن أن تساعد التمارين والنشاط البدني في تقليل الجوع الشديد.
كما وجدت إحدى الدراسات الصغيرة لعام 2016 في 11 رجلاً أن نظامًا مدته 12 أسبوعًا من التمارين الشديدة المعتدلة لا يقلل فقط من الرغبة الشديدة لدى المشاركين ولكنه يقلل على وجه التحديد من رغبتهم في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات ودهون الوجبات السريعة.
معالجة التوتر
الشعور بالتوتر يمكن أن يكون سببًا في زيادة الشهية والجوع الشديد، حيث يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى التأثير على كمية الكورتيزول التي يتم إطلاقها في جسمك، وقد يؤثر ذلك على شهيتك.
النوم الكافي
تشير بعض الأبحاث، بما في ذلك دراسة صغيرة عام 2018، إلى وجود صلة بين الجوع الشديد وقلة النوم، حتى أن دراسة صغيرة أجريت عام 2021 وجدت ارتباطًا بين الحرمان من النوم وتفضيل بعض الأطعمة، إلى جانب انخفاض ضبط النفس حول تلك الأطعمة.
لذلك، إذا كانت الرغبة الشديدة في تناول الطعام لديك تشتت الانتباه بشكل خاص، فحاولي التركيز على التأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم.