هندوراس تصفع حكومة "الفاشية الجديدة" من بوابة القدس المحتلة

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 بعد عام من قرار دولة هندوراس من السير كالنعامة وراء قرار الرئيس الأمريكي السابق (الملاحق قانونا) ترامب، بنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس، لتكون رابع المرتدين عن الشرعية الدولية، جاءت الرئيسة اليسارية شيومارا كاسترو بعد فوزها انتخابيا يناير 2022، ببحث إعادة السفارة الى مكانها في تل أبيب.

القرار الهندوراسي الجديد، بما يحمل من إشراقة لليسار في أمريكا اللاتينية، يمثل صفعة سياسية كبيرة ضد حكومة "الفاشية الجديدة" بقيادة لابيد – غانتس وبدعم من الإسلاموي منصور عباس، "هستيريا الانجذاب" للذهاب بعيدا عن الحق الفلسطيني في طريق التعثر الكبير، وأن التطورات في تلك القارة تتعاكس كثيرا من الرغبة الأمريكية، وتعيد قوى اليسار للحكم في أكثر من بلد وآخرها كولومبيا، حيث الفوز ليساري للمرة الأولى في تاريخها، بما يمثل من توافق فكري سياسي وأخلاقي مع حركات التحرر ضد المستعمرين الغزاة.

الخبر الهندوراسي، جاء وكأنه مكافأة كفاحية لما بعد معركة "كرامة شعب"، ليس كتأييد لفعل نضالي فحسب، بل تصويبا تاريخيا يعيد الاعتبار لمفهوم الصراع المركزي في المنطقة والعالم، مع دولة "الفصل العنصري"، التي تتصرف وكأنها خارج المساءلة والمحاسبة، في ظاهرة آن أوان التفكير في كيفية حصارها.

ما جاء توضيحا للقرار السياسي الهام، وفق بيان وزير خارجية هندوراس إنريكي رينا "بهدف إعادة الاحترام لقواعد القانون الدولي، التي تطالب بها الأمم المتحدة"، رسالة جوهرية يجب أن تصبح أداة فعل في القادم، لتطويق محاولة الاختراق الصهيوني للمنطقة، التي كانت تمثل جدارا داعما بقوة للشعب الفلسطيني، قضية وثورة وزعيما خالدا، كان حاضرا في غالبيتها.

رسالة هندوراس بإعادة "الحق السياسي" الى مكانه، تشكل بادرة تحفيز لحصار المحاولة الترويجية التي قادتها أمريكا لكسر ظهر العدالة الإنسانية والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والعمل المضاد نحو تعرية القرار اللاشرعي منذ عام 2018، عندما قرر ترامب تغيير مسار تاريخ القانون الى اللا قانون.

لعل "الرسمية الفلسطينية" تبادر بصياغة مبادرة تحرك موسع مع الجامعة العربية لكسر القرار الأمريكي، ليس عبر بيانات لم تشكل قيمة ولا تترك أثرا دون فعل مواز، حراك مباشر نحو أمريكا اللاتينية وأفريقيا، ليس فقط من اجل تصويب الاعوجاج التاريخي، بل لإعادة مسار علاقة حيوية بطرق جديدة، وأن تلمس تلك القارة انها ليست كما ولا أرقاما، بل هي عمق سياسي.

مؤشر الرئيسة كاسترو حول تقديرها لعلاقات متوازنة مع الدول العربية تستدعي فتح حوار من نوع جديد، لتعزيز ذلك وبناء "شبكة مصالح" وفق الاستخدام المتنامي استثماريا مع ما يحدث راهنا من دول عربية مع الصين وروسيا وتركيا وإيران وغيرها، فربما أصبح النظر باهتمام الى السوق اللاتيني ليخدم القضية الفلسطينية واجبا.

الاهتمام الرسمي الفلسطيني بـ "الحدث الهندوراسي" ضرورة وطنية، خاصة في الزمن الراهن وصحوة البعض العربي ضميريا قبل سياسيا بعد معركة "كرامة شعب".

ملاحظة: مع فجر 9 أغسطس 2008 أعلنت وسائل البث خبرا ان عاشق النرد محمود درويش اختار الرحيل عن دنيا الحياة بعدما كتب نبوءته السياسية: "عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني"..محمود ولأنه حاضر ينادي بصوت جهوري: "بالأمس كنا نفتقد للحرية .. اليوم نفتقد للمحبة .. أنا خائف من غداً لأننا سنفتقد للإنسانية..."..يا منتج اللغة مع كل مرارتك لن يخذلك شعب طائر الفينيق... "لا، لَسْتَ وحدَك. نِصْفُ كأسك فارغٌ..والشمسُ تملأ نصفها الثاني"... محمود لم يكن جسدا ليبقى ويرحل ..فهو حي دوما بكل ما نطق وخط شعرا وأدبا..شعبك مشتاق لك يا ابن الرامة الدرويشي!

تنويه خاص: ما قاله النرويجي في مجلس الأمن حول العدوان الأخير ضد غزة يتطلب طرده فورا من فلسطين واعتباره "شخص غير مرغوب فيه"..شهادة صهيونية بلسان نرويجي.