لا شك في أن الزيجات السعيدة تُبنى على الود والصداقة القوية؛ فالحياة الزوجية التي تخلو من الصداقة تُصاب بحالة من الملل الزوجي بعد سنوات أو ربما بعد أشهر قليلة.
الصداقة حالة من الخصوصية والعمق في المشاعر بين أي طرفين، وخاصة في الحياة الزواجية، ولكي تنجح العلاقة بين الزوجين؛ يجب أن تكون علاقة صداقة قوية بينهما، فهذا يجعل من العلاقة دائمة وناجحة؛ لأن الزوجة هي المانحة للحنان والرعاية والاهتمام، والزوج الصديق ستجدين عنده السند والأمان والود والمسؤولية، وبهذه المشاعر العميقة بين الزوجين الصديقين ستزداد العلاقة الزوجية بالثقة والاحترام المتبادل والحرص على راحة الطرفين وتقوية أواصر الترابط.
كيف تجعلين من زوجك صديقك المقرب؟
"علاقة الزواج معناها الشراكة؛ ولذلك يجب أن تتشاركا في جميع الأمور. والحياة الزوجية سيكون لها طعم مختلف وجميل؛ لو حاول الزوجان تجربة الصداقة بينهما، لأنها تحطم الكثير من القيود التي تحيط بحياتهما الزوجية التقليدية.".
- كوني له صديقة ولا تجعليه يلجأ لأحد آخر
إن التحدث بوصفكما أصدقاء يمنحك منفذاً لا يستطيع أي نوع آخر من الأحاديث منحك إياه؛ فتستطيعي التحدث حول مشاعرك وأفكارك وأحلامك وآمالك دون أدنى خوف من المعارضة؛ لأن الأصدقاء الحقيقيين دائماً ينصتون، فاسعي لفهم احتياجات زوجك وامنحيه ما يحتاج إليه من حرية واستقلالية؛ فالزواج ليس سجناً وتقييداً لحركة الطرفين، فكل طرف يحتاج إلى مساحة يتصرف فيها براحة حتى تنجح العلاقة بينهما وتدوم للأبد. افتحي له قلبك بصدق، وضعي نفسك مكانه، وتفهمي الأمور، واجعليه دائماً يجد عندك الحل.
- سانديه وقت الضيق
الصديق هو أنيس صديقه في الحياة؛ لهذا يشعر الإنسان بالألفة والمحبة والأمن مع أصدقائه؛ حيث يُعتبر الصديق هو بمنزلة الوطن الصغير لصديقه. وهو من يقف بجانبه في كل المحن التي يمر بها في حياته، وعندما تعبس الحياة في وجه زوجك، لا بُدَّ أن تسانديه، وتظهري دعمك له، وافعلي كل شيء لإبعاد عثراته؛ فيجب عليك أن تقفي بجانبه في السراء والضراء، وعند شعوره بالوحدة أو الضيق يجب التحدث والنقاش بعقلانية وود معه؛ فهذه المساندة حتماً ستزيد قربكما من بعضكما بعضاً.
- اهتمي بشؤونه
لا بُدَّ أن تهتمي بشؤون زوجك كما تهتمين بشؤون صديقاتك؛ فعندما تحتاج صديقتك إليكِ، فلن تتواني عن مساعدتها والاستماع إليها، وستُسْدِين إليها النصائح، ويجب أن يكون الأمر نفسه مع زوجك، فعلى سبيل المثال حينما يأتي من عمله اسأليه عن يومه كيف كان.
- شاركيه في الهوايات والطموح
المشاركة في الهوايات والطموحات بين الزوجين يعزز العلاقة ويؤدي لتوطيدها؛ فالحياة الزوجية تتطلب قدراً من التكامل والمشاركة، ويعتمد نجاحها على رغبة كل طرف في خلق نوع من التوازن في العلاقة، وكلما زادت الهوايات المشتركة بينكما؛ كان الزواج أكثر نجاحاً، وكلما كان النظام اليومي لكما متشابهاً؛ كان الزواج سعيداً، فلا بُدَّ أن تستمعي باهتمام لهواياته المحببة إليه؛ كل هذا سيتيح فرصة لتجديد الحياة وإعطائها جمالاً بعيداً عن الروتين والملل.
- حاولي الحفاظ على المساحة الشخصية
ينبغي لكل منكما أن يحترم اختيارات الآخر؛ فهي جزء من المساحة الشخصية التي يحتفظ بها كل منكما، فاحترام خصوصية كل طرف من العلاقة يساعد على تحقيق تواصل أفضل وأروع؛ فنحن جميعاً نحتاج إلى مساحة شخصية حتى تصبح علاقتنا سوية، ولا تتحول إلى عبء وإجبار، فامنحيه الخصوصية التي يتوق إليها مع احترام الحدود التي وضعها لنفسه، وهذا سوف يجعله أكثر قدرة على احترام خصوصيتك أيضاً.
- قدِّمي له كل الدعم
أسس نجاح الصداقة بين الزوجين واستمرارها هو دعم كل طرف للآخر واحتماله والتماس العذر له؛ فالحياة ستكون فيها مراحل من السعادة ومراحل من التعب والمشقة، ويجب أن تتشاركا في كل هذه الأمور معاً، وقدِّمي الدعم والمساندة لزوجك في الأوقات الصعبة والتحديات، وإذا حدثت له مشكلة في عمله؛ لأنه في هذه المرحلة سيحتاج إلى صديق أكثر مما يحتاج إلى زوجة وحبيبة، فكوني له صديقة ولا تجعليه يلجأ لأحد آخر.
بعض النصائح :
- احرصي على جعل زوجك صديقك المقرب الذي يشاركك جميع التفاصيل.
- لا تكوني مصرة على إلقاء الضوء على السلبيات التي يقوم بها، والتي تضرُّه، بل ركزي على الأمور التي يتقن القيام بها وامتدحي إنجازاته.
- استمعي لوجهة نظر زوجك، ولا تتسرعي في إصدار الأحكام عليه، بل حاولي أن تجدي مبررات لتصرفاته، ولا تلوميه، بل اختلقي له الأعذار.