معاريف : "سلاح الاقتصاد" ساعد إسرائيل في جولة القتال الأخيرة

حجم الخط

بقلم: تل ليف رام

 

 


بعد يوم على انتهاء حملة "بزوغ الفجر" تعبر أوساط جهاز الأمن عن الرضى من نتائجها ومن أداء الجيش الإسرائيلي. وعلى حد قول مصدر أمني رفيع المستوى، فقد كانت هذه "حملة عسكرية ناجحة أبدى فيها الجيش قدرات استخبارية، هجومية، ودفاعية مبهرة".
ويضيف المصدر رفيع المستوى بأن "الجيش سيواجه تحديات أكثر تعقيداً من تلك التي تصدى لها مع "الجهاد الإسلامي"، لكن ما ظهر في الحملة الحالية كان ناجحاً".
ويقول مصدر أمني آخر ان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن قام بشكل كامل بالمهام التي حددتها له القيادة السياسية في هذه الحملة، وسمحت إنجازات البدء أيضاً بإنهاء سريع للجولة. ومع ذلك، فحسب هذا المصدر يجب أن نتذكر بأن التحدي العملياتي – الاستخباري للوصول الى إنجازات مشابهة في القتال في غزة أمام "حماس" هو أكبر للجيش الإسرائيلي، و لـ "الشاباك"، وللاستخبارات عند المواجهة.
وأضاف المصدر ذاته بأنه في هذه الحملة، وفي حملات سابقة أيضاً، كان ثمة فارق كبير بين مستوى التصريحات والتهديدات من رجال "الجهاد الإسلامي" الفلسطيني ومستوى الأداء في الميدان، رغم التمويل، المال، والعلم الذي يتلقاه التنظيم من إيران وقدرته على تنفيذ عمليات نوعية. وعلى حد قوله، عندما يدور الحديث عن قتال ذي مزايا عسكرية، حين تكون حاجة لأن تعمل منظومة كاملة بتنسيق، يكون مستواه المهني متدنياً، ويكون الاختراق الاستخباري عالياً، ومن هنا تأتي الأخطاء التي ارتكبها المسؤولون في الميدان، وتمكن "الشاباك" والجيش من التقاطها.
مبادرة البدء التي قام بها الجيش الإسرائيلي، والتي نفذت بمفاجأة، والتصفية السريعة للمسؤولَين الكبيرين، تيسير الجعبري وخالد منصور، والاستخبارات الجيدة أثناء الحملة، والامتناع عن الأخطاء في الدفاع عن فرقة غزة، والقدرات الحالية لـ "القبة الحديدية" تعد نقاطاً مركزية سمحت بإنهاء الحملة بإنجازات وبإحساس نجاح اعلى بكثير مقارنة بجولات التصعيد السابقة.
في جهاز الأمن يعتقدون ان للسياسة الاقتصادية الموسعة في السنة الاخيرة، بما في ذلك زيادة اعداد العمال الذين يدخلون الى إسرائيل من غزة بشكل غير مسبوق، اهمية عالية في الإغلاق السريع لجولة التصعيد. وعلى حد قول المصدر الأمني الكبير، فإن "لمسألة السياسة الاقتصادية وإدخال العمال الى إسرائيل كانت أهمية في قرار "حماس" عدم الانضمام الى القتال، ما ساهم في الإغلاق السريع للجولة. وأضاف بأنه "وفقاً لسلوك حماس سنعمل، واذا كان ممكنا فلعلنا نوسع بل نطور اكثر المسائل الاقتصادية".
ومع ذلك، تشعر أوساط جهاز الأمن بأن إعمار غزة ومشاريع اهم لا تزال مشروطة بحل مسألة الأسرى والمفقودين. تجدر الإشارة الى ان جهاز الأمن يعتقد بأن هناك احتمالاً للتقدم في هذا الموضع أيضاً، ولكن ليس في الفترة القريبة.
الى جانب ذلك، فان سلوك "الجهاد"، الذي كاد يجر قطاع غزة الى مواجهة وتصعيد اكبر، يطرح أيضاً مسائل هل السياسة الاقتصادية الموسعة ومصالح "حماس" الإضافية في هذا الوقت بعدم الدخول في مواجهة مع إسرائيل، ستؤدي في الاختبار الحقيقي الى لجم وفرض ضبط موحد بين منظمات "الإرهاب" المختلفة وعلى رأسها "الجهاد الإسلامي"، وبذلك منع تصعيد آخر في قطاع غزة؟ في اختبار الواقع، سعى "الجهاد الإسلامي" الى تصعيد في غزة مع إسرائيل، ظاهراً بسبب ملابسات اعتقال، وهو سبب هامشي حيال امور اهم بكثير وقعت في الماضي، ولم تؤد الى تصعيد في القطاع.
وقال المصدر الأمني لـ "معاريف" إنه مع ان "حماس" لم تدخل الى القتال، ولكن كمن هي مسؤولة عن الحكم في غزة لم تمنعه أيضاً، ولم تفرض الهدوء على "الجهاد الإسلامي". على حد قوله، ينبغي على إسرائيل ان تطالب بهذه المسؤولية من "حماس"، خاصة في ضوء السياسة الاقتصادية الموسعة تجاه القطاع في السنة الاخيرة.
للعلاقة الجيدة والمتوثقة مع مصر كانت أهمية كبيرة في القدرة على الوصول الى آلية انهاء سريع للحملة دون تورطات، وهي التي خدمت مصلحة إسرائيلية مهمة، هكذا تعتقد محافل في جهاز الامن. وعلى حد قولها فانه "تبلورت جداً منظومة علاقات فاعلة مع المصريين كجهة رائدة، بينما كان القطريون والأمم المتحدة أيضا مشاركين في آلية الإنهاء".
ومع ذلك، الى جانب الإخفاقات العديدة لـ "الجهاد الإسلامي" في إطلاق الصواريخ التي تفجرت نحو 20 في المئة منها في أراض مفتوحة (معطى يشير ضمن أمور أخرى الى جودة متدنية للصواريخ ومشاكل في منظومة الإنتاج الذاتي للتنظيم "الإرهابي")، فإن التنظيم الغزي نجح مع ذلك في إطلاق نحو 1100 صاروخ، وهذه كمية شبه مضاعفة عن عدد الصواريخ الذي نجح في إطلاقه في العام 2019، حين قاتل وحده ضد إسرائيل. هذه المسألة المرتبطة بضرب خلايا اطلاق النار وبالاحباط وتقليص حجوم النار بأعمال هجومية بعد اغلاق دائرة الاستخبارات والنار، بقيت نقطة الضعف هذه المرة ايضا، مثلما وجدت تعبيرها أساساً في اليوم الثالث من الحملة.

حملة "بزوغ الفجر" بالأرقام
- ساعات القتال: 55.
-غارات سلاح الجو: 170.
- القتلى الفلسطينيون بنار الجيش الإسرائيلي (التقدير): 35، بينهم 11 غير مشارك.
-إطلاق الصواريخ من القطاع: نحو 1100.
-الصواريخ التي تفجرت في أراضي القطاع: نحو 200.
-اعتراضات "القبة الحديدية": نحو 380.
-نجاح اعتراض الصواريخ على المناطق المأهولة: نحو 95 في المئة.

عن "معاريف"