تساؤلات عديدة عن عدم مشاركة الجناح العسكري لحماس (كتائب القسام) في المواجهة الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل، والتي حملت عنوان «وحدة الساحات» في مؤشر على وجود خلافات بين الفصائل الفلسطينية بغزة والسؤال..هل أخطأت حماس؟!.
إسرائيل بدأت عدوانها باغتيال القيادي في الجهاد تيسير الجعبري، وكان منذ البداية لعب حكومة تصريف الأعمال والاستخبارات الإسرائيلية على تجزئة المقاومة والفصل بين الجهاد وحماس، هناك أسباب أخرى كما ذكرت تقارير استخباراتية ادت إلى تفرد إسرائيل بالجهاد الإسلامي التي قبلت وقف إطلاق النار على مضض، وبعد خسارتها اثنين من قادتها البارزين، منها وجود خلافات عميقة حول ادارة وحكم قطاع غزة بين حماس والجهاد، كما أن جهات خارجية اوحت بأن إيران تريد تصفية حساباتها في ملفاتها مع الغرب عبر بوابة غزة وأن الجهاد الإسلامي هي ذراعها السياسي والامني وأن التحذيرات لحماس من المشاركة جاءت من خلال الأمم المتحدة، والسياق كان في ضرورة العودة إلى التهدئة ووقف الحرب، وأن على حماس عدم المشاركة لكي لا توسع إسرائيل عملياتها الحربية وبالتالي تطول المعركة، وربما يؤدي ذلك إلى تدمير غزة.
إسرائيل أدركت أهمية إخراج حماس من معادلة الحرب معها، وحصر المواجهات مع الجهاد الإسلامي، ونجحت إلى حد كبير في ذلك، فهي الآن اغتالت ونفذت جرائمها ضد الجهاد، وسوف تكرر المشهد باغتيالات لقادة حماس وتحصر المواجهة معها لخلخلة وحدة الفصائل الفلسطينية، ولهذا تداعيات خطيرة على مستقبل المقاومة كلها، ولا نستبعد هنا فكرة الاختراقات الأمنية لبعض القوى الأمنية بغزة، فهذه أول مواجهة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي دون مشاركة حماس وبعض فصائل غزة.
هل ..أخطأت الجهاد الإسلامي بتقدير الموقف؟!، هناك من يجيب بنعم كونها اظهرت تبعية واضحة لإيران، فامينها العام زياد نخالة موجود بطهران وعقد مؤتمرا صحفيا يشيد فيه بتحالف فصيله مع إيران مما اغضب محور الوساطة العربي، ولكي تتوقف العمليات الحربية بمبادرة مصرية، وكان واضحا منذ البداية أن المواجهة لن تطول كون فصائل غزة بغالبيتها غير مشاركة فيها، والتفرد سيكون سيّد الموقف وبنفس الاسلوب والمواقف والسياسات.
هل أخطأت حماس؟!..هناك من يجيب بنعم كونها اظهرت ميلا غير مبرر للاعتدال العربي، وقبلت تغليب مصالحها على مصالح الجميع بما فيه الشعب الغزاوي، وهناك من يجيب بلا كونها اجادت توزيع الأدوار مع شريكتها الجهاد في حصر المواجهات وعدم جر غزة إلى التدمير نظرا للظرف السياسي الذي تمر به المنطقة، وأنها في الخندق العربي أولا، وبكل الأحوال فإن هذه الحرب اعادت إلى الواجهة قضية فلسطين، واظهرت وجود تباين في المواقف بين فصائل المقاومة، ونرى أنها بروفة إسرائيلية لتكرارها مع قيادات وازنة في حماس وغيرها.
عن "الدستور الاردنية"