عقَّب التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح، اليوم السبت 13 أغسطس 2022، على تصريحات رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، بحق النائب محمد دحلان، بشأن تسببه في حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وجاء في بيانٍ وصل وكالة "خبر": "يُعبر تيار الإصلاح الديمقراطي عن استغرابه واستهجانه البالغ لما ورد على لسان السيد خالد مشعل -في مقابلة بثتها الجزيرة القطرية- من افتراءاتٍ ومغالطاتٍ بحق الأخ المناضل محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح"، مُشيراً إلى أنَّ مشعل كان هو شخصياً ذات يومٍ جزءاً من ماكيناتٍ سياسيةٍ وإعلاميةٍ طالما استهدفت مكانة ومواقف قائد التيار لسنواتٍ طويلة.
وأضاف البيان: "نُذكّر السيد مشعل وسواه بأنَّ القائد محمد دحلان كان من السّباقين إلى الدعوة للوحدة الوطنية، وربطته علاقة استثنائية بقادة حركة حماس المؤسسين، ومن بينهم الشهداء عبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب وغيرهم، وكان ممن دعوا للتسليم بنتيجة الانتخابات التشريعية عام 2006، وأن تتحمّل الحكومة المنتخبة مسؤولياتها في تقديم الخدمة للشعب الفلسطيني، كما أنه كان من المبادرين الملحين لإنجاز إتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس، ولعل السيد مشعل يتذكر إشاداته الشخصية المتكررة بالأخوة القادة محمد دحلان وسمير المشهراوي على حرصهم الشديد لإنجاز ذلك الإتفاق تفادياً لانقسامٍ يعاني شعبنا من ويلاته حتى يومنا هذا، كما بذل القائدان جهداً فعالاً لتقريب وجهات النظر وفتح أفق التعاون بين جمهورية مصر العربية الشقيقة وحركة حماس، ذلك الجهد الذي أشاد به علناً الأخوة إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال لقاءٍ مع الصحفيين في غزة بعد عودتهما من القاهرة، ولو كان قائد التيار سبباً في الخصومة (بحسب تعبيرات السيد مشعل)، فما الذي منع وأفشل تحقق المصالحة في ظل أن قائد التيار لم يشغل أي منصبٍ رسميٍ طيلة الاثني عشر عاماً الماضية في دوائر خاطفي القرارات؟".
وتابع: "عمِلت قيادة تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، طوال سنوات ما بعد الانقسام لإنهائه أو التقليل من آثاره المدمرة على شعبنا ووحدته، وفي ذلك السياق نفذ التيار مبادراتٍ متتاليةٍ وناجحةٍ حفاظاً على السلم المجتمعي وجبر الضرر، واحترم التيار كذلك قيم التنوع والتعددية، وضرورة الاحتكام للديمقراطية وصندوق الاقتراع، مع إلزامية التسليم الكامل بما يقرره شعبنا، واستناداً لذات الرؤية عملت هذه القيادة وتعمل بلا كللٍ لصياغة علاقاتٍ صحيةٍ وإيجابيةٍ مع كل القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وخاصة مع الأخوة في حركة حماس، ذلك لأننا نعلم يقيناً بأن الفتنة والفرقة تخدم فقط الاحتلال وأصحاب الأجندات الخاصة، ومن المثير للدهشة أن يُلقي السيد مشعل كلاماً مرسلاً في مياه الفتنة بلا أي مبررٍ لا من حيث المحتوى ولا من حيث التوقيت، ودون أن يُفصح عن معلومةٍ حقيقيةٍ واحدةٍ أو وثيقةٍ تدعم أقواله".
وختم التيار بيانه بالقول: "يُؤكّد تيار الإصلاح الديمقراطي على أنّه لن ينزلق أبداً لمربع أيّ خلافٍ مع أيّ طرفٍ في فلسطين، ولن يسمح لأيٍ كان أن يسحبنا إلى الخلف أو يزج بنا في تناقضاتٍ لا تخدم قضيتنا الوطنية، وبحمد الله ووعي قيادة وقواعد التيار فإننا تجاوزنا تماماً كل القيود والحسابات الأنانية لمصلحة شعبنا ولحمته وحقوقه المقدسة، وسنعمل جاهدين على توسيع مساحة التعاون الداخلي مع كل قوى شعبنا، وستظل أيدينا ممدودةً بالمحبة والخير مهما كانت الظروف، لأن أهلنا وقضيتنا أولى بجهدنا وطاقاتنا ووقتنا، وليس هناك، غير ذلك، ما يستحق أن نتوقف عنده أو أن نلتفت إليه".
وكان مشعل أرجع أسباب الانقسام الحاصل بين الفلسطينيين إلى المجتمع الدولي الذي لم يتقبل نتائج الانتخابات التشريعية عام 2006 وفازت فيها حركة حماس بالأغلبية، ولم يقبل التعاون مع الحركة، والبعض ابتز السلطة الوطنية الفلسطينية بقطع الدعم عنها في حال تعاملت مع حماس، إضافة إلى الضغوط والعبث الإسرائيلي.
واعتبر أنَّ أسباب عدم قبول أطراف فلسطينية مبدأ الشراكة، هو تعودها على الانفراد بالقرار الفلسطيني، حيث اتهم في السياق ذاته النائب دحلان بالتآمر على حماس، إذ كان قد وعد قوى إقليمية ودولية بالقضاء على الحركة في بضعة أشهر -كما ذكرت تقارير صحفية- وأراد أيضاً أنّ ينقلب على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفق زعمه.