«حماس» ومزاج الناس

008e62e6130f4cf897d7915d9016dc40.jpg
حجم الخط

بقلم: محمد سلامة

 

 

حركة حماس تتعرض لانتقادات حادة يوميا، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو الخارج، والسبب هو امتناعها عن المشاركة في الحرب الأخيرة على غزة إلى جانب الجهاد الإسلامي، ولا نبوح بالسر إذا قلنا أن مزاج الناس يميل إلى اتهامها.


تقارير استخباراتية إسرائيلية تشير إلى أن المعتقل لديها تيسير السعدي من الجهاد هو مؤسس لحزب الله الفلسطيني ولكتيبة نابلس المسلحة من عناصر الجهاد الإسلامي الراديكاليين ومن عناصر فتح المتمردين على فتح وغالبيتهم من كتائب شهداء الأقصى وأن ابراهيم النابلسي هو القائد الميداني لكتيبة نابلس، فيما الإشارة أن التمويل من إيران، وفي الصورة الأخرى مزاج شعبي ضد حماس وفتح المعتدلة في الضفة الغربية.


الثنائي «حماس والجهاد « في غزة، هما الأكثر نفوذا وسيطرة على القطاع، فيما حركة فتح خارج اللعبة، والمعادلة مقلوبة في الضفة الغربية، كون كتيبة جنين المسلحة باتت فعليا قوة موازية لقوة السلطة الفلسطينية، والآن كتيبة نابلس التي تسعى لتأسيس سلطة لها موازية للسلطة الفلسطينية، والتقديرات أن عناصر الكتيبتين بالآلاف، وأن مزاج الناس يتغير بسرعة ضد حماس باتهامها ليس بالخيانة بل بالمشاركة في التنسيق الأمني في الضفة، واللافت هنا أن المنشقين عن فتح من كتائب الأقصى يقودون المقاومة، ويشكلون العناصر الاساسية في كتيبتي نابلس وجنين، ومحاولات تشويه صورة هذا التحالف تأتي من عناصر سلفية دينية، بعضها محسوب على حماس، وهذا يزيد من المزاج الشعبي المنادي بالمقاومة وتجاوز حماس والسلطة معا.


«حماس «.. ليست صورتها حسنة هذه الأيام عند الناس العاديين، فالمزاج الشعبي يميل في الضفة الغربية ضدها، وربما هذا ما تريده إسرائيل لتكريس الانفصال التام بين غزة والضفة، وتواصل عمليات الجيش الاسرائيلي في نابلس يأتي لتفكيك خلايا عناصر كتيبة نابلس قبل أن تتشكل وتفرض واقعا جديدا على الأرض، فهناك (400) أسير منذ بداية العام الحالي، وأكثر من ثلاثين شهيدا سقطوا خلال نفس الفترة، مما يعني أن الحملة الأمنية مستمرة وأن المواجهات بالضفة مرشحة للتصعيد، وأن خطر اندلاع انتفاضة ثالثة بات أمرا لا مفر منه.


حماس ولأول مرة خارج مزاج الناس في تعاطيها مع حرب غزة الأخيرة ومع المواجهات المسلحة في نابلس، ولأول مرة يوجه لها اتهامات شعبية، والمحصلة أن محاولاتها تثبيت التهدئة في غزة أو الضفة الغربية انقلبت ضدها، وبكل الأحوال فإنها ما زالت ضمن معادلة الصراع مع إسرائيل، ولها حساباتها بعيدا عن الجهاد وعن كتائب الأقصى، وربما إذا استمرت المواجهات في الضفة فإنها ستجد نفسها مجبرة على المشاركة فيها استجابة للمزاج الشعبي المناهض للاحتلال الاسرائيلي وللمستوطنين الذين استباحوا الأرض الفلسطينية مصادرة وتخريبا. عن "الدستور الاردنية"