اقترحت سابقاً ان يتوقف الذين يكررون التصريحات عن «بطولاتهم» هذه ويمنحوا الشعب فرصة للاستراحة من هذه الاقوال الجوفاء التي ماتت ولم تعد تثير أية اهتمامات من الناس، ولكن للأسف لم يستمع أحد الى ذلك وظلت هذه التصريحات تتكرر وكأنها اسطوانات مسجلة.
كلنا يعرف ان الاحتلال يواصل اعتداءاته ومصادرته للأرض ومحاولات تهجير المواطنين، وان العالم يكتفي بالادانة في أحسن الأحوال، وان دولاً عربية تواصل التطبيع دون أي حساب أو تقدير لقضيتنا ومصيرنا، والأسوأ ان قياداتنا، بصورة عامة، تكتفي بالكلام ولا تسعى أو تحاول اتخاذ ما يلزم لمواجهة ما نحن فيه وما ينتظرنا، وفي العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة وجدنا انقساماً جديداً في الميدان بين حماس وحركة الجهاد الاسلامي الى درجة ان بعض المصادر الاسرائيلية تؤكد ان اسرائيل بعثت رسائل الى حماس أكدت فيها ان حماس ليست موضع استهداف في العدوان الاخير وان المقصود هو حركة الجهاد فقط، ولهذا فإن حماس لم تشارك بالرد العسكري على عدوان اسرائيل.
كنا بانقسام بين فتح وحماس والآن يبدو اننا دخلنا بانقسام جديد بين حماس والجهاد، والقادم يبدو أسوأ، ويتساءل الناس جميعاً كيف الخروج من هذا الانقسام ولا سيما وان كل اتصالات المصالحة لم تثمر ولا أدت الى أية نتائج: والجواب يبدو بسيطاً ولكن تحقيقه صعب جداً. والجواب هو اجراء انتخابات شاملة لانتخاب مجلس تشريعي جديد ورئيس يمثل الكل الفلسطيني ويلتزم بالقانون والانتخابات للمرحلة القادمة. ولكن هذا المطلب يبدو أقرب الى المستحيل، لأن النائمين فوق كراسي الحكم والمصالح لم يصحوا من سباتهم وستظل الأمور تسير من سيء الى أسوأ، والاحتلال يزداد غطرسة وتوسعاً من مستوطنة الى مستوطنة ومن مصادرة أرض الى هدم منازل ومنشآت كثيرة.
نكرر القول أيها النائمون فوق الكراسي لا بد من صحوة لأن التاريخ لا يرحم والاجيال القادمة لن تصمت أو تستسلم.
الاتحاد الاوروبي يكتشف ان هدم مدرسة انتهاك للقانون الدولي
حذر رؤساء بعثات الاتحاد الاوروبي الحكومة الاسرائيلية من مواصلة سياسة هدم منازل الفلسطينيين، فأكدوا انه في العام الحالي هدمت سلطات الاحتلال أو أجبرت فلسطينيين على أعمال الهدم، وقد تم هدم ٤٩١ منزلاً مما ادى الى نزوح مئات الاشخاص وتشريد عشرات العائلات.
واكتفى رؤساء هذه البعثات بزيارة لتجمع عين سامية قرب رام الله واعلنوا انه منذ حزيران ٢٠٢١ تم هدم اكثر من الف مبنى، وانهم سيعملون على حث اسرائيل على وقف أعمال الهدم هذه والتي تطال المشاريع التي يمولها المانحون في القدس الشرقية وفي مختلف المناطق الاخرى واكدوا ان هدم مدرسة عين سامية ... هو انتهاك للقانون الدولي ويجب على اسرائيل ان تتوقف عن ذلك.
ان هذا الكلام النظري الصحيح لن يمنع الاحتلال من مواصلة ممارساته والمطلوب اتخاذ خطوات ميدانية حقيقية وفرض عقوبات على الاحتلال لكي يتوقف عما يقوم به من اعتداءات تدمر كل احتمالات السلام وتخلق التوتر والحروب واسالة الدماء في المنطقة، وعدم الاكتفاء بالبيانات اللفظية أو الادانات المكررة ...!!