معاريف : إسرائيل بحاجة إلى تلفاز بالعربية موجه للعالم العربي

اسحق ليفانون.jpeg
حجم الخط

بقلم: اسحق لفانون

 

 




أبرزت حملة "بزوغ الفجر" حقيقتين مهمتين، ليستا في المجال العسكري: الأولى، هي أن الإعلام في عصرنا حيوي لأجل غرس روايتنا في الجمهور الغفير ولأجل إسناد الخطوات العسكرية؛ والثانية أنه يمكن النجاح في الإعلام إذا ما عملنا على نحو صحيح، ويمكن التأثير على الرأي العام العالمي.
أبدأ بقصة حقيقية وقعت قبل 15 سنة. في حينه جرى بحث في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف عُني بإسرائيل، وفي أثنائه تعرضنا لتشهيرات من كل حدب وصوب. سفير سورية في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي يشغل، اليوم، منصب نائب وزير الخارجية السوري، هاجمنا وادعى بأن إسرائيل تمس بحقوق الإنسان للسوريين؛ لأنها تمنع نقل التفاح الذي ينتج في هضبة الجولان إلى داخل سورية. كانت هذه كذبة فظة. أما الحقيقة فهي أنه في الوقت الذي كذب فيه المندوب السوري بوقاحة واستمع أعضاء المجلس إلى أقواله، كانت الشاحنات تنقل التفاح. كل شيء يسير بهدوء. طلبت على عجل من القدس الإذن بكشف الحقيقة ودحض الكذب ضدنا. في نظري، كان هذا موضوعا بسيطا، وبالتالي فإن نشر الحقيقة لا ينبغي أن يشكل مشكلة. توقعت جوابا سريعا، وفي الزمن الحقيقي كي اضرب الحديد وهو لا يزال حاميا. لكن الجواب وصلني بعد أسبوع. من الواضح أن هذا لم يعد ذا صلة، وبقي أعضاء المجلس مع كذبة السفير السوري.
هذه المرة، في حملة "بزوغ الفجر"، فهمت كل الجهات ذات الصلة أهمية دحض الكذب، والذي أفاد بأننا قتلنا أطفالا في جباليا واكثر من ذلك دحض هذا الكذب بسرعة. كانت هذه خطوة ناجحة ومرغوباً فيها لأن نستخلص منها الدروس كي ننتج وصفة دائمة للتعاون بين الجهات المختصة بالأمر بهدف إعطاء جواب سريع على كل كذب ضدنا.
يتميز الإعلام في العالم، اليوم، بسرعة النشر في كل وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية. نحن ملزمون بأن نستخدم النجاح في حملة "بزوغ الفجر" كي نخلق نمط عمل دائما للمستقبل. جواب ذو مصداقية يعطى بعد الفحص، وينشر في إجراء سريع هو وصفة مظفرة.
النجاح الإعلامي في الحملة في غزة يجب أن يشجعنا على أن نفعل الأمر الأكبر، الذي بحثنا فيه في الماضي لكنه لم يخرج إلى حيز التنفيذ: تلفاز إسرائيلي باللغة العربية موجه للعالم العربي كله، بمثابة i24 بالعربية او الجزيرة الإسرائيلية. سيسمح هذا لنا بأن نؤثر في وعي الجمهور في الشرق الأوسط وفي كل مكان يتكلمون فيه العربية، وان ننشر أيضا القصة الجميلة لإسرائيل التاريخية، القيمية، والثقافية. الوضع الذي نعيش فيه في الشرق الأوسط – من جهة اتفاقات سلام وتعاون ومن جهة أخرى صدامات عسكرية وتهديدات وجودية – يجعل مشروع تلفاز بالعربية خاصاً بها أمرا ملحا.

عن "معاريف"